تعليم الكبار بجامعة عين شمس يقدم روشتة علاجية لمواجهة التطرف والإرهاب
نظم مركز تعليم الكبار التابع لجامعة عين شمس مؤتمره السنوي السابع عشر وكان هذا العام بعنوان " تعليم الكبار وتنمية المهارات في العالم العربي.. الواقع والمأمول " وشارك في المؤتمر وفود من معظم الدول العربية حيث دارت عده جلسات حول تنمية وتمكين المرأة من التعليم، والتعليم عن بعد وإيجاد المهارات الازمة لها طوال فترة التعلم.
وكانت إحدى الجلسات الهامة في اليوم الثاني جلسة بعنوان "تعليم الكبار ومواجهة التطرف والإرهاب " حيث رأست الجلسة د.عزة فتحي أستاذ مناهج علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس، وشارك فيها عدد من الباحثين الذين قدموا أوراق عمل هامة في هذا الشأن.
وفي البداية أكدت د. "فتحي" خلال المؤتمر:" إن المرأة تلعب دورًا خطيرًا في التنظيمات المتطرفة، بل تتحول إلي أكثر شراسة من الرجل إذا تولد لديها رغبه في الانتقام فأنها قد تضحي بكل عزيز في سبيل تحقيق هدفها، مشيرةً إلي أن تكمن خطورة المرأة في أنها مُربية الأجيال حيث أنها تورث أفكارها ومعتقداتها لأطفالها، لذلك طالبت بضرورة الاهتمام بالمرأة ورفع مستواها التعليمي".
وعرض مجموعة من الباحثين عدة أبحاث متخصصة حول مواجهة التطرف الفكري وتنمية مهارات الفكر الإبداعي لدى الشباب، ومحو الأمية الدينية لدى الكبار، وفي نهاية المؤتمر تم تقديم مقترح لتنمية المهارات الحياتية لطبلة التعليم المستمر في الجامعات الفلسطينية.
التطرف لم يعد مسؤولية الساسة
وقالت د. هويدا محمود الإتربي أستاذ أصول التربية بجامعة طنطا :" إن التطرف والتشدد بمختلف أشكاله وصوره وجد تحت تأثير عدد من المتغيرات والتحديات المحلية والعالمية المختلفة، الدينية، الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الإعلامية.
وأضافت :" أن قضية التطرف والإرهاب لم تعد مسؤولية رجال السياسة والأمن وحدهم وإنما يجب أن تشارك فيها جميع مؤسسات المجتمع بشكل فعال لمساعدة المجتمع في حل ما يواجهه من عقبات في طريق التنمية، مشيرةً إلي أن المؤسسات التربوية لها دوراً فى مواجهته وتوعية الأفراد بخطورته.
وفي السياق ذاته، قالت د. ريهام علي الشخيبي أحدى المشاركات ببحث بالتعاون مع د. هويدا عن " الدور التربوي للجامعة في مواجهة التطرف والإرهاب الفكري:" إن التربية تعمل بشكل أساسي على تزويد الفرد بالمعارف والقيم اللازمة لفهم حاضره واستشراف مستقبله، مشيرةً إلي أن التعليم الجامعي يعد مدخلاً اساسياً في التعريف بالتطرف الفكري ووسيلة لإكساب المعارف والمهارات التي تؤهل المجتمع لمواجهته.
وأشارت "الشخيبي" إلي أن حماية الإنسان من التطرف الفكري حق وواجب، فحق للفرد تجاه المجتمع، وواجب على الفرد أن يتحمل نصيبه منه، لافتةً إلي أن للجامعة لها دوراً في إنتاج العقول المفكرة الناقدة وتحديث المعرفة ونموها، مؤكدةً أنه ليس المقصود بالأمن الفكري للأمة أن نغلق النوافذ في وجه الثقافة العالمية، ونتهمها بغزو العقول، خاصةً أننا نحتاج إلي ثقافة الشعوب، ناخذ منها ما يتوافق مع قيمنا وعقائدنا ومبادئنا لنطور ذاتنا.
الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب
وقال د. حسني الهاشمي
خبير المناهج وجودة التعليم :"إن الأمن الفكري من الضرورات الخمس للشريعة
والتي حددها العلما في: الدين والنفس والعقل والنسل والمال، حيث لا تستقيم
الحياة دونهم وتتوقف عليها حياة الناس".
وتابع الباحث المشارك بورقة
بحثية عن الأمن الفكر مدخلاً لمواجهة التطرف :" الأمن بالنسبة للإنسان
كالقلب للجسد، فبدون الأمن لايهنأ الإنسان بشي، ولايستلذ العيش، ولا تستطيع
المجتمعات أن تتقدم وتتحضر إلا بتوافر الأمن في أرجايها، مشيراً إلي أن
الأمن هو ركيزة ودعامة التقدم في المجالات كافة، حيث تتعدد أنواع الأمن،
فهناك الأمن الغذائي، والأمن المائي وغيره".
وأكد :" أن فقدان الأفراد
للأمن الفكري لا يولد فقط التبيعة والانسياق الأعمى خلف الفكر المتطرف الذي
يتعارض مع ثوابت المجتمع وثقافته وصحيح الدين، بل يقود في النهاية إلي
أعمال عنف وتطرف وإرهاب، يمزق كيان المجتمع ويهدد سلمه الاجتماعي".
ارضيات الفكر المتطرف
وفي
الشأن ذاته، رأت د. نجلا يوسف كاتبة واستشاري تربوي أسري :" أن الفكر
المتطرف يكسب الفرد جمود وتسلط في الرأي، بينما الفكر الإبداعي وتعليم
مهاراته للشباب يحافظ على هوية الحرية الفكرية والمرونة وينقذ الشباب من
الاتباع الأعمي والانقياد دون نقد أو تفكير".
وأكدت الباحثة المشاركة
بورقة بحثية عن "تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الشباب مدخلاً لمواجهة
التطرف والإرهاب :" إن التفكير الإبداعي يسمو دايماً بالنفس ويجعل الإنسان
متطلعاً للأفضل والأرقي من الأفكار، فضلاً أنه يكسب الشباب مرونة في
التفكير وفي كيفية تنفيذ الأفكار الإبداعية مما يعطي لهم مساحة في التفاوض
مع النفس والمجتمع.
وبدوره أكد د. اشرف الجندي ماجستير الدراسات
العربية والإسلامية على أهمية التعليم والعلم في مواجهة التطرف، مشيراً إلي
أن الأمية تعد من أخطر المشكلات التي تواجه معظم الدول وخاصةً النامية
منها في الوقت الحاضر باعتبارها مشكلة قومية ذات أبعاد متعدد بعضها
اجتماعي، وبعضها اقتصادي أو سياسي.
وأشار الباحث المُشارك بورقة بحثية
عن "محو الأمية الدينية لدى الكبار مدخلاً لمواجهة التطرف والإرهاب" إلي أن
الأمية مصدر خطر على الإنتاج فهي تعوق الأميين عن الفهم السريع للعمليات
الفنية المطلوبة التي تستهدف رفع الكفاة الإنتاجية.
وقال د. وائل صادق
دكتوراه في أصول التربية وأحد المشاركين في المؤتمر:" إن عملية التربية
والتعليم هي المدخل لإكساب الطفل والشاب والرجل معارف حياته الثقافية
والمجتمعية، حيث أصبحت مؤسسات المنظومة التعليمية هي الكفيلة في المقام
الأول بتزويد الفرد والجماعة بمقومات المعرفة التي تهييم للاندماج في
مجتمعهم الكبير؟
وأشار الباحث المُشارك بمقترح بالتعاون مع د. ياسر
لطفي عن تنمية المهارات الحياتية لطلبة التعليم المستمر في الجامعات
الفلسطينية إلي أن غالبية الدول تعاني من تباين المضمون الذي يتم تعليمه في
المدارس والتوقعات التي تفرضها التغيرات السريعة في عالمنا اليوم، حيث
يواجه الخريجون بشكل عام والخريجون الفلسطينيون على الأخص العديد من
المشكلات والعقبات أبرزها انتشار البطالة بين صفوفهم وعدم مواكبة التعليم
للتغيرات المعرفية والتكنولوجية المتسارعة في العالم.