باحث في العلاقات الدولية: انقسامات في "إخوان تونس" قريبا
قال ناصر زهير، الباحث في العلاقات الدولية، أن جماعة الإخوان والمتمثلة في حركة النهضة في تونس، تمر بمنعطف الطرق، حيث تشهد تراجع الاسلام السياسي، وتكيفت معه بعد تراجعهم في مصر، وكذلك في المغرب والسودان فهناك نقمة عليهم.
وأضاف زهير في تصريحات لـ" أمان": أن ما شهدته الجماعة في مصر جعلها تتراجع، ولم تجد حلًا سوي التكيف مع المتغيرات كما يقال، وفيما يخص الإخوان في مصر فقد اختارت اللعب علي رؤوس الأفاعي.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن حركة النهضة في تونس برزت إلي الساحة بعد غياب بن علي فقد اختارت الحكم، وبعد حدوث تغيرات عام 2014، كان هدفها السيطرة علي الجزء الأكبر من البرلمان، ولكنها لا تتحمل مسئولية الحكم، وبالتالي تستطيع تعطيل أي قرار.
وأوضح أن إخوان تونس تسوق لنفسها الآن بأنها ليست حزبا دينيا بشكل كامل بل منفتحة علي الحياة المدنية كالأحزاب المسيحية الديمقراطية في ايطاليا، ولكن الآن وضعهم ليس جيدا.
ويري زهير أن قرار السبسي بالمساواة في الإرث، وزاج المسلمة من غير المسلم وضع الإخوان علي المحك، إضافة إلي الصراعات الدائمة التي داخل الحركة بين مجلس الشوري، والمجلس التنفيذي، فمجلس الشوري، يختار دائما التشدد، واتباع التعاليم الشرعية في الموافقة علي الأحكام أو غيرها، بينما يميل المجلس التنفيذي إلي التكيف مع التغيرات والحياة المدنية، وهذه الخلافات خلقت حالة من الانقسامات.
ويتوقع ناصر أن الفترة المقبلة ستشهد تغيرات داخل حركة النهضة في تونس، وانشقاقات داخلية حتي لو كانت لم تكن معلنة، وأن هذه الانشقاقات ستطفو حتما علي السطح مما يؤدي إلي تفكك الحركة، لأن راشد الغنوشي لم يستطيع الحفاظ علي استقرار الأمور أكثر من ذلك، لأن الخلافات تفاقمت والتحديات تضخمت.
وقال إن الأمر الذي من الممكن أن يعطي إخوان تونس أملا في استمراريتهم أو يشجعهم الآن هو التغيرات في المشهد الجزائري، ففي حالة إجراء انتخابات في الجزائر، سيكون لحركات الإسلام السياسي وضعا مختلفا وستبرز من جديد لأنها تعتبر الأكثر تنظيما في الجزائر.
وأوضح زهير أنه في حالة إذا أرادت حركة النهضة في تونس الحفاظ علي مكاسبها عليها ترك الأيديولوجية والأفكار التي تعتمد علي اختيار الولاء وليس الكفاءة، وتغيير عقيدتها السياسية، واعتقد انهم لا يفعلون ذلك، لأنهم يتبعون إلي الاسلام السياسي.