باحث يضع روشتة لحماية الأطفال من التطرف
قال محمد حبيب، الباحث المتخصص في تعديل السلوكيات التربوية المتطرفة باستخدام مهارات التنمية البشرية، إن تدريب الطفل على التعبير عن مشاعره وأحاسيسه من الفروض الواجبة على المربين والآباء والأمهات تجاه الطفل، وليس المقصود من تعليمه ذلك تدريبه على الحب والعشق تجاه زميلته في الروضة أو المدرسة، بل نقصد تعويده عن التعبير عن مشاعر الرأفة والرحمة والمودة تجاه الناس والإحساس بهم وبعواطفهم.
وتابع: وكذلك كيفية تعليمه إظهار غضبه وحزنه وسعادته، فغياب هذه المشاعر بشكل صحيح ترسخ وتهيأ الفرصة للسلوكيات المتطرفة، فيصبح الطفل عندما يكبر ويكون شابًا يكون مليئًا بالجفاء تجاه الآخرين ولا يقبل اختلاف وجهات النظر، فيكون متبلدًا في عواطفه وغير رحيم بالآخرين وهي صفات المتطرف المعروفة بل والمذمومة، وغياب هذه الصفات عند الطفل منذ البداية منشأه الاعتقاد والتطبيق الخاطئ من الأسرة والمربين تجاه الطفل.
وأضاف عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الإجتماعي" فيسبوك": يرى كثير من الناس أن الأطفال كائنات منزوعة الأحاسيس والمشاعر بزعم أنهم صغار، بل في الحقيقة يكون وجودها عند الصغار مثل الكبار تمامًا إن لم تكن أكبر ولكن الطفل لا يستطيع إظهارها، بل الأخطر من ذلك سخرية الآباء والأمهات من ذلك والشماتة في الطفل، ويمكن وضع روشته سهلة التطبيق وميسرة للآباء والأمهات لتدريب الطفل من صغره على اكتساب المشاعر والأحاسيس وتنميتها وذلك من خلال تجربتي في مجال تعديل السلوكيات المتطرفة عند الأطفال والشباب في معالجة مثل هذه الحالات وهي:
- امدحوا وشجّعوا الطفل عندما يتحدث عن مشاعره وأحاسيسه واظهروا الاعتراف والاهتمام بمشاعره مع كلمات مناسبة مثل: فعلًا، نعم، حسنًا، غير صحيح، مممم، ياااه، وهكذا.. مع الاهتمام بلغة جسدكم كتعبيرات الوجه مثلًا المعبرة عن الرد المناسب.
- ابتعدوا عن إنكار مشاعر الطفل عند انكسار لعبته أو وقوعه وغير ذلك، فلا تقولوا له تستاهل أو أحسن، بل يجب التعامل مع الأمر بدون جفاء أو مبالغة في الاهتمام لتفويت الفرصة على الطفل للتمثيل والكذب مرة أخرى لأنه قد يعتقد أن الوقوع أو الضرر وحده هو طريق الحصول على الاهتمام الزائد من الآخرين، والحل هو الاعتدال في مراعاة مشاعره ومواساته وعلاجه إن حدث ضرر ووضع طريقة لعدم تكرار الخطأ.
- استمعوا للطفل ولا تكبتوا مشاعره، بل اسألوه عن مشاعره تجاه أمور أخرى لم يفعلها أو فعلها بسؤاله ما هو شعورك تجاه هذا الأمر؟ لمعرفة كيف يفكر الطفل وإلى أي مرحلة وصل في التعبير عن مشاعره؟ فيجب ألا يلح الآباء والأمهات علي الطفل في الرد عند الاستفسار منه عن شيء فعله، بل يجب الاستماع له وتصحيح أخطائه، وهذا ليس في سن التمييز وبدء الكلام فقط، بل ومنذ ولادته فيجب مراقبة أحاسيسه ومشاعره لكيفية تنميتها والتعامل معها ومن ثم تدريبه على البوح بها بطريقة طبيعية غير مكبوته.
- كونوا قدوة أمامه ولا تبالغوا ولا تمثلوا في مشاعركم تجاه الآخرين، مثلما يفعل الكبار من القيام بالجفاء أو المبالغة في المشاعر مع الآخرين أمام الطفل، وحاولوا أن تقتربوا من طفلكم الصغير عند الحديث واحرصوا أن يكون مستوى العينين متقارب عند الكلام معه.
- أعطوا ردود قائمة على حسن الظن لتصرفات الطفل الخاطئة ومشاعره، فالطفل الذى يسمع كلمات تعبر عن عدم التعمد تعبر عمّا عاناه ودار فى نفسه فإنه يشعر براحة أكبر، كأن تقولوا له لعلك لا تقصد هذا الخطأ فلا تفعله مرة أخرى.
- استمعوا إلي الطفل بانتباه تام بدلًا من نصف انتباه، أى لا تشاهدوا التلفاز أو تتصفحوا الهاتف وهو يشكو إليكم، أو يطلب شيئًا، فلو كان الطفل مملًا علّموه كيفية الطلب أو اطلبوا منه الانتظار حتى تفرغوا من انشغالكم، ولا تتجاهلوا مشاعره بحجة تأديبه.
- احتضنوا طفلكم دون سبب من الحين للآخر ليعرف أنكم تكنوا له مشاعر إيجابية، واعلموا أن البكاء مشاعر فلا تستخدموا العنف في كبته، وقدموا له الهدايا الرمزية أحيانا والثمينة أحيانًا دون سبب ليتعلم الكرم معكم ومع الآخرين.