هل وضعت عمليات "قاعدة شوراب" نهاية لمفاوضات الدوحة بين الأمريكان وطالبان؟
تعيش مفاوضات السلام بين طالبان والولايات المتحدة على صفيح ساخن منذ أسبوعين، شهدن خلالهما عمليات دامية تعتبر الأكثر عنفا ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، ورغم ذلك التقى فريق المفاوضات اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية "الدوحة" وأعلنت حركة طالبان عبر منابرها الإعلامية أن اللقاء انتهي دون التوصل إلى اتفاق لموعد انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، ولم تحدد إذا ما كانت هناك اجتماعات أخرى لاستئناف المفاوضات الأمر الذي ينذر بمصير مجهول لعملية السلام بين الجانبين.
وفي وقت سابق كشفت تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون التي نقلتها وكالة "خاما برس" الأفغانية، النقاب عن الأزمة التي تتعرض لها مفاوضات طالبان مع الجانب الأمريكي في العاصمة القطرية الدوحة، والتي تتمثل في تصعيد الحركة من عملياتها العسكرية ضد القواعد الأمريكية بأفغانستان.
ونقلت الوكالة تصريحات بولتون لشبكة CNN الإخبارية والتي أكد فيها: "أنه لا توجد ثقة عمياء في حركة طالبان لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تسوية للصراع الدائر بأفغانستان، في ظل مطالبة الحركة بالانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية" ، وهو الشرط الأساسي الذي تضعه طالبان لانضمام إلى عملية السلام.
وأوضح بولتون: "أن الرئيس ترامب قرر أنه سيكون من المهم محاولة الحفاظ على وجود قوات لمكافحة الإرهاب في أفغانستان ، وهذا جزء أساسي من هذه المفاوضات".
يأتي ذلك رغم تشديد طالبان على ضرورة الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان كشرط أساسي للانضمام إلى عملية السلام وإنهاء الصراع في أفغانستان، وألحت طالبان على تنفيذ شروطها، ومنها عدم وجود قواعد أمريكية في البلاد، واستخدام أراضيها في الهجوم على دول الجوار، كما ألحت الحركة على ضرورة السماح بإدراج اسم محمد أنس حقاني ابن مؤسس شبكة حقاني كعضو مفاوض رئيسي في لجنة المفاوضات مع أمريكا، رغم أن والده معتقل لدى الإدارة الأمريكية وتطالب الحركة أيضًا بالإفراج عنه لاكتمال لجنة المفاوضات وبدء مرحلة جديدة منها.
وجاءت تصريحات بولتون بعد تعرض القوات الأمريكية في أفغانستان لواحدة من أكبر الهجمات التي شنها مقاتلو حركة طالبان على قواعدها منذ عام 2011م واستمرت الاشتباكات فيها على مدى ثلاثة أيام متواصلة، شهدتها قاعدة شوراب الجوية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية بولاية هلمند.
وجاءت الهجمات ضمن عملية الخندق، وأطلقت الحركة عليها اسم "الخندق 9"، وأعلنت طالبان عبر المتحدث الرسمي لها، أن القوات الأمريكية والأفغانية تكبدت خسائر غير مسبوقة، ونشرت عددا من البيانات خلال الثلاثة أيام الماضية على موقعها الرسمي أبرزت الخسائر التي تعرضت لها القاعدة، والتي وصلت إلى 137 قتيلاً ، و19 جريحًا من القوات الأمريكية بينهم 14طيارًا، إضافة إلى 260 قتيلاً و73 جريحًا من القوات الحكومية، كما تم تدمير 48 سيارة مختلفة الأنواع، منها 7 سيارات إسعاف عسكرية، و19 مدرعة m-1117، وتدمير عدة مروحيات للقوات الأمريكية، ومروحيتين للقوات الأفغانية، وتمدير رادار الطائرات الرئيسي بالقاعدة، و11 صهريج وقودٍ، ومستودع دعم لوجيستي، وورشة صيانة المدرعات والمركبات، ومستودعين للوقود، وآخر للذخيرة، وعدد من الخيام والحاويات، إضافة إلى تدمير ورشة صيانة الطائرات.