هل تحاول أمريكا إعطاء قبلة الحياة لتنظيم داعش الإرهابي؟
انتقد سياسيون عراقيون، ومحللون أمريكيون السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه تنظيم داعش الإرهابي، واتهموها بإعطاء قبلة الحياة للتنظيم الإرهابي الذي خسر كل أراضيه في سوريا والعراق.
وأشارت مصادر عراقية اليوم الأحد إلى أن الولايات المتحدة تأخذ الذهب العراقي الذي استولى عليه التنظيم الإرهابي خلال الأعوام الماضية، وتعمل على تحويل أتباع التنظيم الإرهابي الأجانب إليها من الأراضي السورية.
أكدت تقارير أمنية عراقية أن مقاتلي تنظيم داعش الذين يواجهون الهزيمة في سوريا يتسللون عبر الحدود إلى العراق ، لزعزعة استقرار الأمن في البلاد، موضحة أن أكثر من 1000 مقاتل من تنظيم داعش الإرهابي عبروا الحدود الصحراوية المفتوحة في الأشهر الستة الماضية، في ظل العمليات العسكرية التي تقودها القوات الكردية مدعومة من الولايات المتحدة شرق سوريا .
وتنشط الخلايا الإرهابية التابعة للتنظيم الإرهابي في أربع مقاطعات شمالية عن طريق عمليات خطف واغتيالات ونصب كمائن على الطرق بهدف تخويف السكان المحليين واستعادة عمليات الابتزاز التي مولت صعود المجموعة إلى السلطة قبل ست سنوات ويختبئون في المناطق الوعرة.
وأشارت المصادر العراقية إلى أن تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، الخميس الماضي والتي أكدت فيها أن "مجموعة صغيرة من القوات الأمريكية تتألف من نحو 200 جندي ستبقى في سوريا لبعض الوقت من أجل حفظ السلام، وأن هذا يؤكد الشكوك حول نية الولايات المتحدة على عدم الإجهاز نهائيا على التنظيم الإرهابي، ومحاولات الولايات المتحدة إعادة إحياء التنظيم من جديد.
وأوضح الكاتب الأمريكيريك نواك في مقالة نشرها اليوم في صحيفة واشنطن بوست: " أن الشهرين الماضيين أن استعادة أراضي التنظيم الإرهابي لا يعني بالضرورة الانتصار عليه، إذ لا يزال يُعتقد أن الآلاف من مقاتلي هذا التنظيم مازالوا في كل من سوريا والعراق، وقد أثار قرار الولايات المتحدة الانسحاب، مخاوف من أن ينمو هذا العدد مرة أخرى. حتى الآن، وتزيد هذه المخاوف خاصة لدى الأكراد الذين بدأوا يشعرون بتخلي الولايات المتحدة عنهم أن الولايات المتحدة أطلقت سراح الكثير من مقاتلي التنظيم الإرهابي الذين كان رهن الاعتقال".
وبدأت الشكوك تتأكد من تراجع الرئيس الأمريكي عن دعوته للدول الأوربية بالسماح لعودة مقاتلي التنظيم الغربيين إلى بلادهم، وترجم ذلك بشكل واضح من خلال رفضه عودة الفتاة الأمريكية هدى مثنى التي انضمت إلى التنظيم، وهو ما فسره مراقبون برغبة الولايات المتحد في الإبقاء على مقاتلي تنظيم داعش الأجانب في سوريا والعراق أو الاحتفاظ بهم لمرحلة تالية، تشهد إحياء التنظيم من جديد.
وفي الوقت نفسه اتهم سياسيون عراقيون الولايات المتحدة بعقد صفقة سرية مع قيادات تنظيم داعش للاحتفاظ بهم مقابل الاستيلاء على أطنان الذهب التي سبق واستولى عليها التنظيم الإرهابي خلال الأعوام الماضية.
وأشار موقع إخباري كردي اليوم الأحد إلى إن القوات الأمريكية استولت على أطنان من الذهب كانت بحوزة مقاتلي تنظيم الدولة، وأعطت جزءا منها للقوات الكردية المقاتلة في سوريا.
ونقل موقع "باسنيوز" عن مصادر، لم يسمها، أن عشرات الأطنان كانت بحوزة التنظيم في جيبه الأخير في الباغوز بريف دير الزور، وأصبحت في يد الأمريكيين.
وقدرت المصادر الذهب بـ50 طنا، تم نقلها إلى خارج سوريا عبر القواعد في كوباني غربي كردستان العراق.
وفي وقت سابق من العام الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا من أربيل لمراسلها جوبي واريك، يكشف فيه عن أن جيش تنظيم داعش المنسحب حمل معه ثروة من القطع النقدية والذهبية، وهربها إلى خارج العراق وسوريا لتمويل عمليات قادمة.
ويقول واريك إنه بعد عام من انهيار الخلافة، فإن التنظيم يجلس على جبل من المال والذهب، الذي قام قادته بخزنه لتمويل عمليات مقبلة، والتأكد من نجاة التنظيم لسنوات مقبلة.