داعية إسلامي: تجديد الخطاب الديني بدأ منذ عصر النبي
قال الداعية الإسلامي أحمد عبده عوض، إن تجديد الخطاب الديني ليس متعارض مع الفكر الإسلامي المتجدد، موضحًا أنه يجب التفرقة بين الثوابت والمتغيرات، فثوابت الدين لا يمكن تغييرها، أما ما كان من متغيرات فيجوز فيها الاجتهاد من العلماء، وهذا أمر مطلوب.
وأضاف عوض في تصريح خاص، أن "الشافعى كان له مذهبان، الأول فى العراق وكان صعبًا شديدًا وعنيفًا بما يتناسب مع أحوالهم، وعندما أتى إلى مصر أصبح مذهبه لينًا سهلًا، ولم يكن "الشافعى" فى ذلك متعارضًا مع نفسه، بل نستفيد من ذلك أن الخطاب الدينى يتغير من مكان إلى آخر، وأسلوب الخطاب نفسه يتغير باختلاف أحوال الناس وظروفهم".
وتابع: "وقد بين النبى محمد للصحابة أن يجتهدوا، كأول من دعا إلى ذلك، فقال كما جاء فى الصحيح "لا يصلى أحدكم العصر إلا فى بنى قريظة"، فأدركهم العصر قبل الوصول، صلى بعضهم، والتزم آخرون بحرفية النص، وهو ما أدى إلى إشكالية، لكن النبى اعتبر هذا "اجتهادًا محمودًا"، ومن يستطيع أن يقول إن هذا النص قاطع أم غير قاطع، أم فيه اجتهاد، هو العلماء المتخصصون".
واختتم بقوله: "أيضا صلاة القيام، لم يكن يجتمع فيها الناس، لكن جمعهم سيدنا عمر بن الخطاب، فهناك تشريعات كثيرة تستطيع أن تعتمد على اجتهادات، ولذا تلاحظ أن الإمام أباحنيفة النعمان قد توسع فى تحديد مصادر الشريعة الإسلامية أكثر مما يعرفه الناس، من القرآن والسنة، فأضاف "الاجتهاد والقياس وإجماع العلماء والعرف والاستحسان"، كل هذا لم يكن موجودًا، كذلك عندما جاء الإمام مالك جدد فى الدين، فالعلماء القدامى كانوا يعرفون تطوير الخطاب الدينى بما يتناسب مع الناس والأزمنة المختلفة".