إيران وداعش.. أيديولوجيات مختلفة وأهداف موحدة
على مدى سنوات طويلة منذ ظهور تنظيم داعش الإرهابي، تحاول إيران زعم أن هناك عداء بين داعش وطهران، إلا أن الحقيقة تنكشف يومًا بعد يوم، خاصة في ظل المساعدات التي تقدمها إيران إلى التنظيم خلال هذه السنوات في الخفاء.
كانت أخر محاولة لكشف العلاقة الحرام بين داعش وإيران، ما صرح به اليوم الأربعاء، وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، الذي كشف عن ضبط خلية إرهابية تنتمي لتنظيم داعش، تلقت تدريبات على أيدي خبراء ايرانيين ومن حزب الله اللبناني وقيادات حوثية، لتنفيذ هجمات في المحافظات المحررة.
رغم اختلاف الايدلوجية بين التنظيم وطهران، إلا أن أهداف داعش وإيران، تتوحد في ضرب الدول العربية، خاصة الدول الخليجية، لانها الأكثر عدائية للمشروع الإيراني الذي يحلم نحو السيطرة على هذه الدول.
وهذه ليست المرة الأولى التي كشفت عن العلاقة الحرام بين التنظيم وطهران، حيث سبق في دراسة لإحدى المراكز البحثية في السعودية، ذكرها بأنه تم القبض على مجموعة شيعية تحمل أسلحة نفس النوع والماركة التي يمتلكه تنظيم داعش، حيث جاء في الدراسة "هنا نتذكر ما نشرته البحرين والسعودية ولأكثر من مرة انها القت القبض على مجموعات شيعية ترتبط بالعراق وإيران في عمليات تهريب ونقل كبسولات التفجير والذخائر من نفس هذا النوع، وعند التحقيق مع المهربين قالوا بأنهم كانوا فقط مأمورون بوضع المتفجرات في أماكن محددة والعودة دون مقابلة أي أشخاص، وعندما تكتشف عملية تهريب فمن الطبيعي ان هناك عمليات تهريب أخرى قد مرت ولم يلق القبض عليها، والغريب اننا لم نرى أي شيعي قام بأي عملية تفجير".
وعلى مدى سنوات طويلة، كان التنظيم لا يواجه أي تهديد لإيران، إلا ان أصدرفي مارس 2017، شريطاً مصوراً هدد فيه بشن عمليات عسكرية داخل إيران، رغم أن التهديد شمل علماء دين من أهل السُّنة.
وأعلن التنظيم خلال التسجيل تشكيل كتيبة "سلمان الفارسي" لتنفيذ عمليات داخل إيران، تخلل ذلك عرض مقاطع لعمليات عسكرية يبدو أنها عمليات سابقة للتنظيم في العراق، ضد أفراد من الجيش العراقي والمليشيات الشيعية الداعمة له والممولة من قبل طهران.
ورغم إصدار هذا الفيديو لم يصدر أي عملية كبيرة في إيران، وهو ما يكشف أن لطهران علاقات مريبة ومعقدة مع التنظيمات المتطرفة، فقد كشفت وثائق زعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، التي نشرتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في 2017، أن إيران عرضت على تنظيم القاعدة دعمه بكل ما يلزم، بما في ذلك بالمال والسلاح والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأميركية في السعودية والخليج.
ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية نقلا عن مسؤولين أفغان، في يوليو 2017 كشفت تقارير إعلامية عن دور إيراني في تمرير المقاتلين الهنود إلى تنظيم داعش في أفغانستان، في عملية معقدة، تعد معسكرات الترحيل الإيرانية إحدى حلقاتها الرئيسية.
وذكر موقع صحيفة إنديا تايمز الهندية، أن الرحلة من أجل الانضمام إلى داعش في أفغانستان، تبدأ بعملية زرع الأفكار المتشددة عبر المؤسسات الدينية المتطرفة وصولا إلى معسكرات الترحيل في إيران قبل العبور النهائي إلى أرض القتال. أن المئات من مقاتلي حركة طالبان يتلقون تدريباتهم على أيدي القوات الإيرانية الخاصة داخل أكاديميات عسكرية في إيران.