بعد ذبح السائحتين.. هل نجح داعش فى اختراق المغرب؟
أصبح الإرهاب هو عنوان العملية الإرهابية التي قام خلالها ثلاثة إرهابيين بذبح سائحتين غربيتين بضواحي مدينة مراكش المغربية، وذلك بعد نشر فيديو يُظهر المتورطين وهم يعلنون بيعتهم لزعيم تنظيم داعش.
العملية الإرهابية، حساسة للغاية، حيث مكانها وفعلها وطبيعة الأشخاص المستهدفين والأشخاص المنفذين، كما أنها تثير التساؤل عن الكيفية التى نجح من خلالها داعش في اختراق المغرب، رغم أنه ظل في منأى عن عمليات التنظيم المتشدد.
وقال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية (مكتب المخابرات)، إنه "تم توقيف المشتبه فيهم بمدينة مراكش، ويجري حاليًّا إخضاعهم لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن الخلفيات والدوافع الحقيقية، فضلًا عن التحقق من فرضية الدافع الإرهابي لارتكاب الجريمة".
نجاح السلطات المغربية من وقت لآخر في تفكيك والقضاء على خلايا إرهابية، كما أن السنوات السبع الماضية لم تحدث أي عملية إرهابية، ولم تنجح أي خلية في إحداث القلاقل، وذلك منذ تنفيذ عملية بالمملكة منذ وقوع تفجير مقهى أركانة بمدينة مراكش العام 2011، الذي راح ضحيته 16 شخصًا.
* ظهور الدواعش في المغرب
في عام 2017، ومع الهزائم التي تلقاها التنظيم في عدة بلدان على رأسها معقله الأساسي سوريا والعراق، بدأ التوجه نحو إفريقيا إما في دول الشمال أو الجنوب، وخلال ذلك بدأ أتباع أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم، تهديدات متواصلة للمملكة، إما بشكل مباشر عبر مقاطع مرئية أو تسجيلات صوتية، أسهمت في إيقاظ الهواجس نحو الخطر البعيد من الناحية الجغرافية.
وفي تحليله لأبعاد العملية، قال الدكتور إدريس الكنبوري، الأكاديمي المغربي والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن تنظيم داعش "تحرش بالمغرب في مناسبات عديدة، ودائمًا ما كان يحاول اختراق الأمن المغربي والذي يعد الأكثر استقرارًا في منطقة المغرب العربي".
وأضاف الكنبوري في تصريحاته لإحدى الوكالات الإعلامية المغربية، أن "داعش نجح في اختراق المملكة بطريقة ذكية من خلال التأثير في الخلايا النائمة بالمغرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
ولفت إلى أن مشاهد الذبح والقتل المروع "أصبحت شبه عادية في منصات التواصل، والمعروف أن تكرار الصور والقصف البصري المستمر يولّد حالة من التطبيع معها".
ويعتقد الباحث المغربي أن هذه المجزرة "تحمل رسائل متعددة، وأن تنفيذ العملية في ضواحي مدينة مراكش وهي الوجهة الأكثر استقبالًا للسياح بالمغرب الهدف منه ضرب مصالح المملكة التي تعوّل بشكل كبير على عائدات السياحة".
وأشار الكنبوري إلى أن اختيار سائحتين اسكندينافيتين من طرف الجناة "ربما لم يكن صدفة، بل ردًا على سياسة الدنمارك تجاه الإسلام والمسلمين".
واعتبر المتحدث أن السرعة في إلقاء القبض على المشتبه بهم في ارتكاب جريمة قتل السائحتين "تعزز الثقة في أمن البلاد".