موقع بريطاني: ليبيا تخلع رداء السلفية وتستعيد ماضيها الصوفي
نشر موقع "برنغهام ميل" البريطاني، تقريرا حول الاحتفال بالمولد النبوي، وجاء فيه أن المسلمين في كل انحاء العالم يحتفلون بالمولد النبوي، ويعد عيدا هاما لدى المسلمين مثل العيد الأضحي وعيد الفطر.
وأوضح التقرير أن هناك محاولات من جانب المتشددين فكريا في معظم الدول الإسلامية لإفساد عيد المولد بتحريم الاحتفال.
وأشار التقرير إلى ليبيا، تلك الدولة التي يتصارع فيها التيار الوطني المعتدل أمام المتطرفين، حيث احتفل الليبيون بالمولد النبوي بطريقة استثنائية يوم الثلاثاء الماضي، كرد فعل قوي على دعاوى المتشددين الوافدين الذين أعلنوا قبل المولد أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة، كما استنكروا عادة أكل العصيدة في هذه المناسبة، الأمر الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي.
وخرجت أعداد كبيرة من الناس ليشاركوا في المواكب، التي استخدمت فيها دفوف وأذكار ومديح للنبي محمد، كما رفعت القناديل ابتهاجًا بمولد آخر الأنبياء والمرسلين، وأوضحت الصحيفة أن الليبيين عادوا لعاداتهم القديمة مرة أخرى بعد سنوات من الغياب، بسبب القبضة الأمنية للنظام السابق الذي منع الفرق الصوفية من الظهور فى الشوارع وممارسة طقوسها، أو بسبب الفوضى الأمنية التي أعقبت ثورة فبراير.
وكانت النتيجة هذا الاحتفال المميز الذي لم تشهده المدن الليبية منذ سنوات طويلة.. والطرق الصوفية في ليبيا متجذرة منذ قرون وتتميز بسماحتها وميلها إلى الإسلام المعتدل، عكس التيارات الوافدة المتطرفة التي تعرف بتشددها، وفي سنوات ما بعد ثورة فبراير شن السلفيون حملات هدموا خلالها العديد من الأضرحة والمساجد التاريخية، لعل أشهرها مسجد الشعاب ومسجد أحمد القرهمانالي.
وفي عام 211، عقب الثورة، قامت مجموعات مسلحة بهدم الأضرحة في العاصمة طرابلس، ودهم منارة الزاوية البرهانية الدسوقية الشاذلية بمقام سيدي عبدالجليل بجنزور.
وقال أمين عام هيئة علماء ليبيا خالد الورشفاني، آنذاك، إن من قاموا بهذه الأعمال من "المتشددين" قد استندوا إلى بعض الفتاوى الدينية، وأشار إلى أن هدم الأضرحة وإخراج الموتي من المنكرات.
وأنكر الورشفاني ما وصفها بالتصرفات غير المسئولة، مضيفا أن الله كرم الإنسان بغض النظر عن انتماءاته الدينية والسياسية.
وأوضح أنه يعتقد أن هؤلاء الشباب فريسة لبعض أنصار نظام العقيد الهارب معمر القذافي، داعيا المجلس الانتقالي إلى التحرك لإفساح المجال لرأي العلماء بهذا الشأن.
وفي عام 2012، هدم مسجد سيدي الشعاب الدهماني، القريب من وسط العاصمة طرابلس، والذي يزوره الناس للتبرك به، وقامت المجموعات المسلحة بانتهاك حرمة القبر، وألقت الحكومة آنذاك بالمسئولية على جماعة مسلحة تقول إنها تعتبر مقابر وأضرحة الشخصيات الصوفية مخالفة للتعاليم الإسلامية.
وكان هذا ثاني هدم لموقع صوفي بعد تفجير ضريح للعالم الصوفي الشيخ عبدالسلام الأسمر، الذي عاش في القرن التاسع عشر، وأضرم السلفيون النار في مكتبة مسجد في مدينة زليتن الليبية.