نزوح عائلات من الموصل إلى كردستان يهدد بكارثة إنسانية
تشهد مدينة الموصل توترا أمنيا مع عودة حوادث؛ اختطاف وقتل وتفجيرات، وتردي الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي دفع بالكثير من العوائل في الموصل وبقية مدن محافظة نينوى إلى النزوح مجددا إلى مدن إقليم كردستان، التي تشهد استقرارا أمنيا واقتصاديا.
وكان انفجار سيارة مفخخة مؤخرا استهدف مطعما بمنطقة الموصل الجديدة، تسبب بمقتل واصابة نحو 81 شخصا، فضلا عن مقتل واصابة أكثر من30 شخصا، بينهم عناصر من الشرطة، إثر انفجار سيارة مفخخة محملة بأسطوانات في سوق بناحية القيارة جنوب الموصل.
وقال اللواء نجم الجبوري، قائد عمليات نينوى، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "عناصر داعش يحاولون زعزعة الأوضاع الأمنية من خلال خروقاتهم لمطاعم ومولات وأسواق شعبية، من أجل وضع العراقيل أمام عملية تطبيع الأوضاع في الموصل.
وأضاف الجبوري أن "قلق الشارع الموصلي يعود إلى تسلل بعض عناصر عصابات داعش إلى المحافظة، وقيامهم بعمليات ضد أهداف هشة"، مشيرا إلى أنه تم اعتقال نحو 40 منهم مؤخرا بعملية استباقية من أجل منع عمليات التسلل.
وبين أن "القوات الأمنية بصدد القيام بحملة لاعتقال عناصر داعش والمتعاونين معهم الذين يبثون الشائعات والمعلومات المضللة التي تثير وتقلق أهالي الموصل".
ويقول الشيخ عبدالله حمود الشمري، أحد وجهاء شمر، لـ(د.ب.أ) إن "الشارع الموصلي يشهد تدهورا في الأوضاع الأمنية فقد عادت الخروقات الأمنية الكبيرة في المحور الغربي عموما، الذي يضم ناحية ربيعة وقضاء البعاج ومفرق الكسك وتلعفر، والتي تخضع لسيطرة الحشد الشعبي"، موضحا أن "مديرية شرطة ربيعة سجلت 13 حالة اختطاف و18 حالة اغتيال منذ تحرير الناحية من داعش".
وانخفض مؤشر بيع وشراء العقارات في الموصل، وضعف إقبال الأشخاص على شراء المواد والحاجات الكمالية، على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية بمحافظة نينوى والموصل مؤخرا.
من جانبه، أكد مسئول اللجنة الأمنية إبراهيم النعيمي، في مجلس محافظة نينوى، إن "الموصل بدأت تسجل أعدادا كبيرة في عملية النزوح مجددا إلى محافظات إقليم كردستان، وتحديدا أربيل، حيث أقدمت عوائل كثيرة على مغادرة الموصل والسكن مجددا في الإقليم؛ خشية من تدهور أكبر قد تواجهه المدينة".
وتأتي تداعيات تدهور الأوضاع الأمنية في الموصل في وقت بدأ فيه مغرضون ببث الشائعات وإلقاء منشورات تشير إلى عودة تنظيم داعش مجددا إلى الموصل بهدف بث الرعب والخوف وإثارة القلاقل بين المدنيين.
وتشهد مناطق عديدة من محافظة نينوى، خاصة القريبة من الحدود السورية، تسلل عناصر من تنظيم داعش إلى مدن المحافظة لتنفيذ عمليات اختطاف وقتل وتفجيرات ضد القوات الأمنية والمدنيين، على الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، العام الماضي، القضاء على تنظيم داعش عسكريا في بلاده.