ماذا وراء "هدنة" مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر
رغم إعلان "الهدنة" التى قررتها الأمم المتحدة، بوقف المعارك العسكرية، فى مدينة الحديدة الاستراتيجية، لدخول المساعدات الإنسانية للسكان اليمنيين، وهى الهدنة التى التزم بها التحالف، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، فيما هددت جماعة "الحوثى" الإرهابية، اليوم الأحد، نقض الهدنة واستعدادها بإرسال مقاتلين جدد إلى جبهة الحُديدة.
مبعوث الأمم المتحدة"مارتن جريفيث" لليمن، ألتقى أمس السبت، قادة لجيوش التحالف وقيادات بـ"الحوثى" لبحث المسألة اليمنية، التى قارب على عامها الثامن، مطالبا بوضع حد للأزمة التى تسببت فيها جماعة الحوثي، التى تلقى دعما عسكريا ولوجستيا من إيران.
وبدلا من إيجاد مخرج "سلمى" للأزمة اليمنية، قامت قوات الحوثى، بأستعراض قوتها وأنصارها في ضواحي العاصمة "صنعاء" في استعراض جديد للقوة واستعدادًا لإرسالهم إلى مدينة الحديدة.
الحشد "الحوثي" كان معظمه من صغار السن، والذين وضعوا، أحزمة "ناسفة" حول أكتافهم وحملوا بنادق في أيديهم، مرددين الشعارات الحوثية، فيما شهدت مناطق مدينة الحديدة التى يسطر على معظمها "التحالف"، هدوءا حذرا، واوقفت القوات الحكومية، المدعومة من السعودية، هجماتها طوال الأسبوع الماضي، لبدء المفاوضات الأممية.
وأعلنت جماعة الحوثي، قبل لقاء "جريفيث، بأنها مستعدة للحوار وللقتال ايضا، علي رغم دعوات الدول الدول الكبرى وعلي رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بإجراء محادثات سلام في السويد، برعاية الأمم المتحدة، خلال شهر" نوفمبر" الحالي أو قبل نهاية العام.
الدول الكبرى، رفضت التهديدات التى أطلقها "الحوثى" بتدمير الميناء الاستراتيجى لليمن، المُطل على البحر الأحمر ميناء "الحديدة" وأنها سوف تتدخل لتأمين الملاحة الدولية فيه، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، بأنّ المنظمة الدولية لن تصمت علي تدمير ميناء الحديدة الذى سيؤدي إلى وضع "كارثي".
وعلق "شمسان أبو نشطان" قيادى بقوات الحوثى، إن القبائل المؤيدة لهم "مستعدة، لمد الجبهات بالمال والسلاح، ووصف الهدنة بـ"المزعومة" وهي بمثابة "مراوغة"سياسية وعسكرية.
وأعلنتا السعودية والإمارات دعمهما لجهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وعبر" أنور قرقاش" الوزير الإماراتى للشؤون الخارجية، على تويتر ترحيب بلاده بمحادثات الأمم المتحدة، والمقررة في السويد، وأنّ التحالف يدعو للاستفادة من هذه "الفرصة".
وعلق"عادل الجبير" وزير الخارجية السعودى،علي المحادثات نفسها بقوله: أن التحالف يعمل مع "جريفيث" للتوصل لحل سياسي، وإن بلاده تدعم المبعوث الأممى وجهوده لإجراء مفاوضات في "ستوكهولم".
الحرب اليمنية، التى بدأت عام 2014، بين القوات الموالية للحكومة، والمتمردين الحوثيين، الذين شنوا هجوما، سيطروا فيه، على العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة، وتدخلت المملكة العربية السعودية، وترأست تحالفا عسكريا في مارس 2015، لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.
سقط خلال المعارك، أكثر من عشرة آلاف قتيل، ووقعت أسوأ أزمة إنسانية، يشهدها العالم في السنوات الأخيرة، وفق تقارير أصدرتها الأمم المتحدة، وإن من بين الضحايا 6600 مدني.