هدف التنمية
ان عمارة البلاد واجب على كل واحد منا ومهمة اساسية من مهامنا يقول- على بن ابى طالب-رضى الله عنه-فى مقدمة العهد الذى كتبه للأشتر النخعى:(هذا ما أمر به عبد الله على أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر فى عهده اليه حين ولاه مصر جباية خراجها وحهاد عدوها واستصلاح أهلها وعمارة بلادها).
ويتمثل هدف التنمية فى عمارة البلاد عند على -رضى الله عنه-فى اقامة مجتمع المتقين ذلك المجتمع الذى يتمتع بأعلى مستوى من طيب الماديات والتزام تقوى الله -تعالى-وقد حدد-رضى الله عنه-هذا الهدف فى كتابه لمحمد بن ابى بكى-رضى الله عنهما- والى مصر حيث يقول:(يا عباد الله ان المتقين حازوا عاجل الخير وأجله شاركوا أهل الدنيا فى دنياهم ولم يشاركوهم أهل الدنيا أخرتهم أباح لهم الله الدنيا ما كفاهم به واغناهم..سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما أكلت أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا وهم غدا جيران الله يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا ترد لهم دعوة ولا ينقص لهم نصيب من اللذة فألى هذا يا عباد الله يشتاق من كان له عقل ويعمل له بتقوى الله ولا حول ولا قوة الا بالله).
يرى الامام على-رضى الله عنه-أن مضمون العمارة ومفهومها لا يقتصر على زيادة الانتاج أو رفع مستوى الدخل القومى وانما يقوم على عدالة توزيع الدخل فالتوزيع العادل لثمار التنمية جزء من مفهومها ف. فكر الامام على-رضى الله عنه-القائل:(ما جاع فقير الا متع غنى).
وقد اشترط أبو يوسف-رحمه الله-فى العامل الذى يتولى مهمة العمارة شروطا سبعة: الدين والصلاح والأمانة والعفة والمشاورة لأهل الرأى والخبرة والعلم والفقه متى توفرت هذه الشروط فى العامل فأن البلاد تنعم بالرفاه والعدل الاجتماعى وذاك بتحقق العمارة.
ويرى أبو يوسف-رحمه الله- ان تحقيق العمارة يتطلب اجراءات معينة منها:اقامة شبكة طرق جيدة وادخال كل الموارد فى نطاق الانتاج واقامة المنشأت اللازمة للرى والامداد بالمياه..بهذه الاجراءات الثلاثة حصر أبو يوسف -رحمه الله-الاجراءات المادية المباشرة لتحقيق التنمية والعمارة.
والخلاصة ان هذه التنمية فى الاقتصاد الاسلامى ليست عملا دنيويا محضا بل هى عمل تعبدى فيه طاعة الله-عز وجل-فكل خطوة يخطوها الانسان فى طاعة الله ولو كانت فى شئون الدنيا فالسعى على الرزق هو عبادة.