د. شوقي علام لـ"أمان": دعوات اتهام التجديد بالتبديد دعوات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب
أكد د. شوقي علام مفتي الجمهورية قبل ساعات من بدء المؤتمر العالمي لتجديد الفتوي المزمع عقده، غدًا الثلاثاء، أن رجل الدين والداعية عليه أن يضبط مسار الحركة إذا ما اعوج عن منطق ومنظومة الأخلاق ويعيده إلى توازنه مرة أخرى، كما أن عليه تهيئة الفرصة لهذه الأجيال الجديدة لبناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالأمن والسلام والاستقرار، ذلك لأن ضياع هيبة العلماء عامة، وعلماء الدين على وجه الخصوص، يدفع بغير المؤهلين والمتخصصين والمتعمقين في العلوم الشرعية إلى صدارة المشهد الدعوي، مما يحدث ضبابية، لدى الناس.
وأضاف مفتي الجمهورية، في تصريح خاص لموقع "أمان": "إن العلماء الحقيقيين هم الذين يبنون أفكارهم على قواعد علمية صحيحة، واستعادة هيبة العلماء تكون من خلال إسناد الأمر إلى أهله، والتمكن من العلم والتعمق في الاختصاص والتبصر في معالجة القضايا، من حيث إنه لا بد أن تركن هذه المعالجة إلى قواعد علمية منضبطة، وبغير ذلك نكون عشوائيين في المعالجة".
وأشار فضيلته إلى أن علي الإعلام مسئولية كبيرة في معالجة ذلك، وكذلك الدراما الهادفة، حتى نصل إلى بر الأمان في الأمن الفكري، بخاصة في تلك الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد، من خلال عرض العلماء المتخصصين المتعمقين في الفكر على الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، وإلا فنحن نكون كمن يحرث في الماء.
وحول احتياجات المجتمعات المعاصرة لمفاهيم التجديد، سواء في الفقه أو في الفتوي، قال مفتي الجمهورية إننا في حاجة ماسة إلى تجديد الفتوى، فلا يخفى علينا أن جزءًا كبيرًا من فوضى الفتاوى سببها أن الذين تصدروا المشهد للفتوى ليسوا من أهل الفتوى وغير مؤهلين علميًّا أو تدربوا تدريبًا حقيقيًّا يؤهلهم لتصدر المشهد، فمن يقوم على الإفتاء ينحصر دوره في بيان الحكم الشرعي فقط، ويخبر عما استنبطه من أدلة المشرع، لذا يأتي مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، غدًا الثلاثاء، ليحمل عنوانًا هامًّا لقضية التجديد "تجديد الفتوى بين النظرية والتطبيق".
يُذكر أن دار الإفتاء عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ستعقد صباح غد مؤتمرها العالمي الرابع على مدار ثلاثة أيام، بدءًا من الغد وحتى الخميس 18 أكتوبر الجاري في القاهرة، بحضور وفود أكثر من 70 دولة حول العالم، تحت عنوان "تجديد الفتوى بين النظرية والتطبيق".