"لارا" و"فرانشيسكو".. حينما يتحول الحب إلى تأشيرة دخول لتنظيم داعش
تحمل قصص نساء داعش الكثير من المآسي والأحلام التي تنتهي غالبا بالقتل أو الوقوع في الأسر أو السجن، خاصة لأولئك اللاتي أصررن علي خوض التجربة إلى نهايتها بترك بلادهم والسفر إلى أراضي النزاع والانخراط أو الخضوع للتنظيمات المسلحة، خاصة النساء الأوروبيات اللاتي تركن بلادهن من أجل وهم الحصول على الشهادة أو الموت في سبيل الله كما أوهمتهم بذلك تلك التنظيمات.
ومن بين هذه الحكايات تأتي قصة لارا بومبوناتي الإيطالية وزوجها فرانشيسكو، ومأساتهما التي انتهت بها إلى السجن وبه إلى الموت.
اليوم الجمعة محكمة إيطالية، طلب الدفاع عن "لارا بومبوناتي" بعمل تقرير طبي حول وجود اضطرابات نفسية لديها، وتعد لارا من أشهر نساء إيطاليا اللاتي انضممن لتنظيم داعش الإرهابي، بعد تصميمها على السفر إلى سوريا.
بدأت قصة لارا برغبتها في نيل الشهادة، ومن أجل ذلك بحثت عن الارتباط بشاب مسلم يميل إلى الجهاد، وبالفعل كان لها ما أرادت، وكان اللقاء في بروكسيل مع شاب يدعى فرانشيسكو في عام 2012، الذي أحبته بالفعل وأصرت على الزاج منه، واختارت لنفسها اسما جديدا "خديجة"، وبدأت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المشفرة "تليجرام"، وانتقلت لارا إلى تركيا بعد أن ارتدت النقاب.
وبالفعل سافر زوجها إلى تركيا أوائل عام 2014، وتبعته هي بعدها خلال الصيف من العام نفسه، وكان حلمها قد بدا أكثر وضوحا، لتصبح مثل "ماريا جوليا سيرجيو"، أول امرأة إيطالية تتبع تنظيم داعش الإرهابي، عندما أفصح تنظيم "داعش" الإرهابي عن "دعوة النساء المسلمات" للانضمام إليه.
لكن زوجها الشاب فرانشيسكو لقى مصرعه في إحدى العمليات القتالية، فأصرت لارا على اتباع المصير نفسه، لنيل الشهادة التي تحلم بها، وظلت على اتصال بقائدها العسكري المدعو أبو منير، الذي كان قائدا لزوجها فرانشيسكو أيضا.
وفي ظروف غامضة عادت لارا مرة أخرى إلى إيطاليا أكثر اصرارا على الوصول لهدفها، وبعد أن هبطت في بلادها، استعادت الشابة هاتفها المحمول، الذي بقيت فيه على اتصال مع عناصر داعش من خلال تطبيق تليجرام، وكان بينهم شخص جزائري يحمل اسم الأمين محمد بن سليمان، من مواليد وهران بالجزائر، ويبلغ من العمر 36 عاماً هو "إرهابي معروف، بأنه تابع لداعش، وهو رجل من التكوينات النشطة في تونس في منطقة جبل الشعباني التي يتمركز فيه المتشددون، الأمر الذي جعل الشرطة المركزية في إيطاليا تتبع هاتفها، وبالفعل ألقي القبض على لارا بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية في يونيو 2017، وأحيلت إلى المحاكمة الاستئناف في 26 نوفمبر .