أسرار إفتتاح اردوغان لأكبر مسجد في ألمانيا أثناء زيارته الأخيرة
حظي مسجد كولونيا المركزي يكل الدعم الإعلامي والذي من المقرر أن يفتتح في مدينة كولونيا الالمانية أثناء زيارة رجب طيب اردوغان اليوم لألمانيا وذلك منذ الموافقة على إنشائه قبل عشر سنوات.
وثار جدل واسع مع انطلاق العمل في المجمع الخرساني والزجاجي للمسجد منذ عام 2009م وبدأ الحديث عن سر تبني الأتراك لهذا المسجد الجامع الكبير.
مشروع المسجد والتغلغل التركي
جاء ذلك بعد أن تضاعفت تكاليف المشروع إلى 34 مليون يورو إلي 40 مليون دولار، وثمة أنباء ترددت حول ظهور مئات المشكلات الخاصة بتنفيذ العقد.
غير أن "بوم" المهندس السابق للمشروع رفض مزاعم بأنه المسؤول عن زيادة التكاليف، قائلا إن أنقرة طالبت مرارا بتعديلات أدت إلى زيادة التكاليف.
وواجه المسؤول الذي خلف "بوم" انتقادات أيضا مما سارع إلي تأجل الافتتاح الرسمي للمسجد مرارا، رغم أنه كان مقررا في الاصل في عام 2012.
وتبين تعطيل الشروع ان سببه الجانب التركي الذي يريد أن يتولى الإنشاءات طرف تركي خالص يطبق سياسات اوردوجان إلا ان المسجد يتم استخدامه دون افتتاح رسمي، منذ عدة أشهر، مما اثار حفيظة بعض السكان المحليين بحسب مسلمين من ابناء الجالية الإسلامية حيث يصلي الناس تحت قبة المسجد منذ صيف عام 2017م.
ويضم المسجد مكاتب تابعة لاتحاد التركي للشؤون الإسلامية "ديتيب" ومكتبة ومحال تجارية، لخدمة بعض انشطة المسلمين.
ملاذ أمن للمتطرفين
تشير التقديرات أيضا إلى أن عدد من عناصر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابي في ألمانيا لا يقل عن (3000) عضو تحت اسم «رابطة المسلمين في ألمانيا» (IGD)، يروجون لدعوتهم وجماعتهم باعتبارها تجسد «الطريق الإسلامي الصائب» من وجهة نظرهم، ويستقبلون قيادات إخوانية عربية، ويعقدون اجتماعات معهم.
ومن المؤكد مع زيارة ارد وغان الأخيرة لألمانيا واستقبله الرسمي هناك وافتتاحه لأكبر مساجدها مسجد كولونيا المركزي ستكون دعما لمجموعات الإخوان الهاربة من جملة أحكام قضائية مما يساعدهم في تمويل انشطتهم وتنظيماتهم الإرهابية، مما يلقي ظلال من الشك في تكرار تجربة أكبر مسجد في ألمانيا مسجد ميونخ الجامع الذي كان ملاذ للمتطرفين في فترة الستينيات والسبعينيات .
الإستخبارات الألمانية والإخوان
ويضيف: " يبقى تنامي جماعة الإخوان في ألمانيا تحديا أمام أجهزة الاستخبارات، بسبب اتخاذ الجماعة، واجهات وأغطية لعملها السري، مثل المدارس والجمعيات الثقافية ومساعدة اللاجئين، وهذا يصعب مهمة أجهزة الاستخبارات بالحصول على الشواهد والادلة. وبات متوقعا أن ألمانيا بسبب سياستها هذه، سوف تعاني أكثر من أنشطة جماعة الإخوان السرية، ومن المرجح أن تراهن جماعة الإخوان في أوروبا على وجودها في ألمانيا، ربما لأسباب تتعلق بسياسة ألمانيا المهادنة، ومواقف ألمانيا المترددة، غير الحازمة بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية، أو على الأقل حظر أنشطتها وتحديد نشاط مقراتها في المدن الألمانية."
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، استقبل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير نظيره التركي رجب طيب أردوغان بمراسم عسكرية في مستهل زيارته الرسمية لألمانيا.
ومن المنتظر أن يجري الرئيسان محادثات عقب توقيع أردوغان في سجل ضيوف قصر "بيليفو" الرئاسي في العاصمة برلين.
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان اليوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على مأدبة غداء، وذلك قبل أن يتوجه إلى قصر بيليفو لحضور مأدبة رسمية في المساء.