إنشاء أكبر قاعدة بيانات عن تنظيم "داعش".. أين ولماذا؟
في إطار الاهتمام الأمريكي بمتابعة الآثار التي تركها تنظيم "داعش" في منطقة الشرق الأوسط، أعلن برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن عقد بروتوكول تعاون مع صحيفة "نيويورك تايمز"؛ لإنشاء أكبر أرشيف للمعلومات عن مسائل حساسة تمس الأمن القومي لكل من العراق وسوريا، باللغة العربية تحت مزاعم تجميع أكبر كمية من الوثائق حول الأراضي المحررة من تنظيم داعش الإرهابي، وتشمل معلومات عسكرية واستراتيجية حساسة عن العراق وسوريا.
وأعلن برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن أن الشراكة البحثية مع "نيويورك تايمز" ستمكن البرنامج من إنشاء أرشيف عام رقمي لملفات "داعش" الخاصة بالصحيفة، يضم ما يقرب من 15000 صفحة من وثائق عن الأراضي التي تمت استعادتها في العراق بواسطة فريق من الصحفيين، بقيادة المراسل الأجنبي روكمي كاليماشي.
وأكد البرنامج أن الملفات عبارة عن مجموعة من الوثائق التي تشمل سندات ملكية الأراضي، وإيرادات الضرائب، والاستراتيجيات العسكرية واللوائح الداخلية، والتي تكشف عن جرائم واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية فتكا وتنظيمًا في التاريخ.
وأوضح برنامج التطرف أنه سيعمل مع قسم المكتبات والأبحاث الأكاديمية في الصحيفة والجامعة، بهدف أرشفة الوثائق وترقيمها وترجمتها ونشرها على موقع مفتوح وقابل للبحث، ويكون متاحا للباحثين في جميع أنحاء العالم- بما في ذلك في سوريا والعراق- لتمكينهم من الوصول إلى مجموعة واسعة من الوثائق التي تقدم دليلا لا يقدر بثمن على الأنشطة والفظائع التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي.
ومن المقرر أن يتم نشر الوثائق، ومعظمها مكتوبة باللغة العربية، في شكلها الأصلي بعد إجراء برنامج "جي دبليو" تحليلا شاملا للوثائق للمساعدة في ضمان عدم نشر المعلومات التي قد تضر بالمدنيين، كما فعلت صحيفة "التايمز" عندما نشرت العديد من هذه الوثائق في تقريرها الأصلي، وسلمت الصحيفة الوثائق الأصلية إلى الحكومة العراقية من خلال سفارتها في واشنطن بعد أن تم ترقيم الملفات.
وقال فورست مالتسمان، نائب رئيس شركة جي دبليو، نائب الرئيس التنفيذي للشئون الأكاديمية: "يسرنا للغاية أن نشارك في نيويورك تايمز لإتاحة هذه الوثائق للباحثين في جميع أنحاء العالم.. إن الوصول إلى هذه الوثائق سيعزز فهمنا قضايا الأمن القومي، ويوفر نافذة مهمة في التاريخ الحديث للعراق وسوريا".
وقال مايكل سلاكمان، المحرر الدولي لصحيفة نيويورك تايمز: "يسعدنا أن برنامج جامعة جورج واشنطن للتطرف قد وافق على الحفاظ على هذه الوثائق وإتاحتها بطريقة مسئولة وشفافة تخدم التاريخ وشعب العراق".
وشدد برنامج التطرف على أنه سيسعى إلى الحفاظ على أعلى المعايير الأكاديمية والأخلاقية أثناء الانخراط في هذا الجهد الحساس، مؤكدا أن التاريخ يحتاج إلى توثيق وبحث، وأن للجمهور الحق في الوصول إلى المصادر الأولية بقدر الإمكان، في نشر الوثائق.
وأشار إلى أنه يسعى أيضا إلى تقديم العون للكثير من ضحايا جرائم داعش، وأهمهم الشعب العراقي.. سوف يعمل المستودع العام كسجل للإبادة الجماعية، للمساعدة في فهم أفضل لواحدة من أكثر المنظمات الإرهابية خطورة منذ عقود، مما يوفر الإحساس بكيفية إدارة هذا الكيان لدولة ما، وإعلام السياسات المستقبلية لمنع صعود داعش مستقبلا.
برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن هو مركز بحث أكاديمي رائد حول التطرف، يركز على تنظيم داعش، وقد تم تبادل تقارير ونتائج البرنامج على نطاق واسع في وسائل الإعلام، وشكلت أساس جلسات الاستماع في الكونجرس والسياسات الحكومية، ويحتفظ البرنامج بواحدة من أكبر قواعد البيانات في الدعاية الرقمية لتنظيم داعش باللغة الإنجليزية.