تركيا تفشل في الصلح بين أطراف الصراع السوري في إدلب
قالت تركيا اليوم الجمعة إنها تتحدث مع كل أطراف الصراع السوري لمنع القوات الحكومية من شن هجوم شامل على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة وذلك قبل محادثات من المقرر أن تعقد بين الزعيمين الروسي والتركي اللذين يدعمان أطرافا متنافسة في معركة إدلب المرتقبة.
وأخفقت أنقرة الأسبوع الماضي في
الخروج باتفاق لوقف إطلاق النار من روسيا وإيران الداعمتين الرئيسيتين للرئيس
السوري بشار الأسد لكن الآونة الأخيرة شهدت هدوءا في الضربات الجوية وأشار مصدر موال
لدمشق إلى أن شن هجوم بري قد لا يكون وشيكا.
وقال مسلحون في المعارضة السورية
أيضا إن بعض القوات المؤيدة للأسد انسحبت من على الخطوط الأمامية في شمال غرب
سوريا في الأيام الماضية.
وعززت تركيا أكثر من عشرة مواقع
عسكرية داخل منطقة إدلب التي تقع بمحاذاة حدودها الجنوبية وتخضع لسيطرة جماعات
تدعمها تركيا إضافة إلى جماعات متشددة في محاولة لاستباق شن الحكومة السورية لهجوم.
وأضاف "نبذل جهودا للتوصل لوقف
لإطلاق النار في إدلب" وكرر دعوة تركيا لتنفيذ عمليات محددة الأهداف ضد
المتشددين بما يشمل هيئة تحرير الشام بدلا من شن هجوم عشوائي شامل.
وقال خلال زيارة لباكستان "نحن
مستعدون للتعاون مع الجميع لمحاربة المنظمات الإرهابية. لكن قتل الجميع.. مدنيين
ونساء وأطفال بتلك الطريقة تحت مسمى مكافحة المنظمات الإرهابية ليس صائبا وليس إنسانيا".
وحذرت الأمم المتحدة من أن شن هجوم
على إدلب قد يتسبب في كارثة إنسانية في المنطقة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين
نسمة. وقالت تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.5 مليون سوري، إنها لا تستطيع استقبال موجة
جديدة من اللاجئين.
قال مسؤولون أتراك وروس إن الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان سيعقد محادثات في روسيا يوم الاثنين مع نظيره الروسي
فلاديمير بوتين لمناقشة الأزمة السورية بعد عشرة أيام من عقد محادثات مماثلة في
طهران.
وعلى الرغم من أن اجتماع طهران لم
يخرج بنتائج فقد ساد الهدوء في شمال غرب سوريا هذا الأسبوع بعد موجة من الضربات
الجوية التي قتلت العشرات وأثارت تكهنات عن هجوم بري وشيك.
وقال مصدر موال للأسد في سوريا إن
هناك فترة انتظار وتحريك للقوات في الوقت الراهن لكن العملية لم تلغ.
وقال مصدر ثان وهو مسؤول في تحالف
إقليمي يدعم الأسد إن هناك مشاحنات سياسية فيما يتعلق بإدلب تصاحبه ضربات جوية على
متشددين من هيئة تحرير الشام.
وقال مصدران في المعارضة المسلحة في
الشمال الغربي إن بعض قوات الحكومة رصدت وهي تنسحب هذا الأسبوع من على الخطوط
الأمامية في منطقة حماة المحاذية لإدلب.
وقال العقيد مصطفي بكور القيادي في
جيش العزة وهو من جماعات المعارضة المسلحة إن الروس والحكومة السورية قرروا توجيه
قواتهم إلى ناحية أخرى مؤقتا وأضاف أن عدة مئات من القوات الموالية للأسد انسحبت
من الخطوط الأمامية في ريف حماة الشمالي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن
الهدوء ساد المنطقة إلى حد كبير اليوم الجمعة، ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن بلاده ستواصل قصف أهداف عسكرية في
محافظة إدلب السورية إذا كانت هناك حاجة لذلك ولكنها ستنشئ أيضا ممرات آمنة للسماح
للمدنيين بالفرار.
وأضاف لافروف الذي كان يتحدث خلال
زيارة لبرلين أن القوات الجوية الروسية ستدمر ما وصفه بمنشآت صنع أسلحة الإرهابيين
في إدلب بمجرد أن ترصد مكانها، ولكنها ستشجع أيضا اتفاقات المصالحة المحلية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين قوله إن بوتين ناقش الوضع في إدلب مع أعضاء مجلس الأمن الروسي اليوم الجمعة وعبر لهم عن قلقه من أنشطة المتشددين هناك.