حسين عباس.. القاتل الحقيقي للرئيس الراحل أنور السادات
الجميع يحتفظ باسم خالد الإسلامبولي، الملقب بقاتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لكن قليلون جدا يحفظون اسم حسين عباس، الأخير هو القاتل الحقيقي للرئيس الأسبق أنور السادات، ولكن للتاريخ أحيانًا أساليبه الخاصة في منح الشهرة للبعض وانتزاعها من البعض الآخر.
ربما لأنه صاحب الفكرة والاقتراح والتخطيط، اشتهر الإسلامبولي بوصفه قاتل السادات، هي مسألة منطقية، ولكن ما ليس منطقيًا هو تجاهل حالة أغرب مثل حالة حسين عباس، فمن بين الأربعة الذين نفذوا جريمة الاغتيال، كان ثلاثة ضباط هم: الملازم أول خالد الإسلامبولي، الملازم أول مهندس احتياط عطا طايل، النقيب السابق بالدفاع الجوي عبد الحميد عبد السلام، أما رابعهم حسين عباس، فقد كان مجرد رقيب متطوع بالدفاع الشعبي، ولكن هذا الرقيب المتطوع كان قناصًا ماهرًا حاصل علي المركز الأول في بطولة الرماية بالقوات المسلحة، ولذلك تولي مهمة إطلاق الرصاصة الأولي، وطبقًا لتحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فإن الرئيس السادات قد سهل من مهمة قنصه عندما نهض واقفًا مرددًا مش معقول بعدما لاحظ هجوم القنابل اليدوية التي ألقاها زملاء حسين عباس نازلين من العربة العسكرية أثناء العرض العسكري، لم تنفجر معظم هذه القنابل ولكن الرئيس انتصب واقفًا فأصبح هدفًا أسهل للقناص المحترف حسين عباس، الذي أصابه بدفعة الرصاصات الأولي، فاخترقت الرصاصة الأولي المسافة التي تربط ترقوة الرئيس بعضلات رقبته، وكانت كفيله بقتله علي أي حال، ولكن حسين عباس كان يطلق رصاصاته من بندقية آلية فانطلقت بقية دفعة النار الأولي لتخترق الرصاصات صدر الرئيس الخالي من السترة الوقائية.
لم يكن حسن عباس، في بداية حياته، منتميًا فعليًا لأي جماعة إسلامية، أو لديه أفكار تنظيمية تدعو إلي العنف أو حمل السلاح، ولكن في عام 1978م وبعد توقيع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، اشتعل الشباب داخل مصر، فخرجت العديد من الاعتراضات علي هذا الموقف، معللين بذلك أن مصر انتصرت في حرب 6 أكتوبر 1973م، ودارت تساؤلات في ذهن عباس، كيف يذهب الرئيس لعقد اتفاقية سلام مع اليهود في عقر دارهم، وكان ذلك بداية انتفاضة ضد الرئيس والدولة.
ومن بعدها بدء حسين عباس، ومجموعات من تنظيم الجهاد، في تشكيل تنظيم داخل الجيش المصري، لوضع خطة لاغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لأخذ الثأر منه، وتطورت الفكرة بعد ذلك لعمل انقلاب عسكري داخل الجيش المصري، كما فعل الضباط الأحرار من قبل في ثورة يوليو 1952م، بعزل الملك فاروق وتعيين مجلس قيادة الثورة، ولكن عندما رأت هذه المجموعة استحالة تنفيذ هذا المخطط، عادت مرة أخري إلي فكرة التصفية السياسية.
وكان زوج أخته هو نبيل المغربي، أقدم سجين سياسي في مصر، ودعا أكثر من مرة علي الرئيس الراحل محمد أنور السادات، علي منابر المساجد، وصفًا إياه بالعميل، وحكم عليه بالمؤبد نتيجة تخطيطه ومشاركته في التدبير لقتل الرئيس أنور السادات.
وكان متزوجًا من السيدة ماجدة عجمي، وقبل مقتل الرئيس الراحل أنور السادات، بأسبوع رزق بولد اسماه قابيل، قدر له أن يموت رضيعًا بعد الحكم على أبيه بالإعدام رميًا بالرصاص.
هو من مواليد 1954م، في إحدى قرى مدينة ملوي التابعة لمحافظة المنيا، ثم أقام في حي عين شمس الشرقية بمحافظة القاهرة، وظل مقيمًا فيها حتى في فترة خدمته بالجيش المصري.
حصل حسين عباس علي تعليم متوسط، ثم تتطوع بالقوات المسلحة، وظل بها حتى قام بالمشاركة في اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وبعدها تم فصله وحكم عليه بالإعدام.
وخلال التحقيقات التي أجريت مع خالد الإسلامبولي، أقر بأنه أطلق أكثر من 30 طلقة علي الرئيس، خزنة رشاش كاملة، وهذا ما فعله فعلًا بعدما تعطل رشاشه فأخذ رشاش عطا طايل وأفرغ خزنته في جسد الرئيس الذي كان ينزف بالفعل من فمه وصدره بعدما اخترقت جسده رصاصات حسين عباس، لقد واصل خالد الإسلامبولي وزملاؤه عملية الاغتيال - التي لم يستغرق مجموعها أكثر من 40 ثانية - فقتلوا مع الرئيس ثمانية آخرين منهم رئيس الياوران ومصور السادات الخاص وموظفا بالسفارة الصينية، وأصابوا 28 شخصًا، رصاصات حسين عباس قد نفذت المهمة بالفعل فهو القاتل الحقيقي للرئيس السادات، فلفظ أنفاسه حتى قبل أن يتم نقله للمستشفي.
الأغرب من كل ذلك أن حسين عباس هو الوحيد الذي لم يتم اعتقاله في ساحة المنصة، فقد استطاع الهرب ولم يعتقل إلا بعد حوالي 3 أيام، وعندما سأله المحقق عن كيفية هروبه أجاب: كانت هيصة.. وأنا مشيت مع الناس عادي لغاية الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ثم سرت يسارًا في الشارع الذي يحاذي سور الإستاد ويسير به المترو ووصلت حتى مترو الدراسة بشارع صلاح سالم وسرت يمينا قليلا حتى أوقفت سيارة تاكسي قبل أن أصل الموقع الذي به القوات الجوية.. والتاكسي أوصلني إلي الألف مسكن، وصل حسين عباس إلي الألف مسكن حيث يعيش، ولم يبلغ سوي زوجته بما حدث، حتى قبض عليه بعد 3 أيام فجر الجمعة 9 أكتوبر1981م.
حسين عباس إذن الوحيد الذي لم يكن ضابطًا، ولكنه كان القناص الوحيد، ورصاصاته هي التي قتلت السادات، ثم هو الوحيد الذي استطاع الهرب، ومع ذلك فهو الأقل حظًا في حفظ اسمه قياسًا بزملائه وعلي رأسهم خالد الإسلامبولي، قبل أن يتم إعدام الجميع في 15 إبريل 1982.
مقتله
بعد تنفيذه لمهمة اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، في ذكري مرور الثامنة لانتصارات حرب 6 أكتوبر 1973، علي إسرائيل، وهروبه لمدة ثلاثة أيام بعد الحادث، ولكن تم القبض عليه، وتقديمه للمحكمة، وفي إبريل عام 1982م، تم إصدار حكم الإعدام له وأربعة آخرين، بقضية اغتيال السادات، وهم خالد الاسلامبولي، وعبد الحميد عبد السلام، وعطا طايل، ومحمد عبد السلام، وحسين عباس، و لقد تم إعدام خالد الاسلامبولي وحسين عباس رميًا بالرصاص في ساحة بالجبل الأحمر.