هل يغير سقوط" العاصمة الأفغانية في أيدي "طالبان" صراعات القوى الدولية؟
هل ينقل سقوط العاصمة" كابول" الأفغانية، في أيدى حركة "طالبان" صراعات الدول الكبري، من قلب الشرق الأوسط إلي أفغانستان؟ بات هذا السؤال الأكثر تداولا داخل الغرف المغلقة لصناعة القرار الدولي، بعد التغيرات التي جرت علي الأرض الافغانية مؤخرا.
يري أحمد سعيدي، الباحث السياسي الأفغاني، أن هناك أسبابا وراء طرح هذا السؤال، منها الانتصارات التي حققتها حركة "طالبان" في الأسابيع الأخيرة، وادت لسيطرتها علي ما يقرب من 60% من أراضي ومديريات أفغانستان، وكلها مؤشرات آلت نتائجها لصالح"طالبان".
واكد، أن استسلام بعض جنود الجيش والشرطة الأفغانية، بعد العمليات العسكرية الأخيرة، وانضمام بعضهم إلي صفوف الحركة، كانت كلها مؤشرات، تؤكد أن هناك مستقبلا غامضا للدولة الأفغانية، في ظل الضربات التي تلقتها السلطة الشرعية الأفغانية، فضلا عن هزائم تنظيم "داعش" الأخيرة منذ "هجرته" إلي الأراضي الأفغاني في 2015.
وقال "أسد الله خوزاد" المتخصص في الشأن السياسي الأفغاني"، أن العلاقة السياسية بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، قد تحسنت بشكل كبير، ولم تُعد هناك ضربات توجهها "الحركة" إلي القوات الأمريكية، وذلك نتاج طبيعي للمحادثات التي جرت بين الطرفين في العاصمة القطرية"الدوحة" باعتراف واشنطن بسعيها لوضع "حد" للأزمة الأفغانية.
وأضاف، أن تصريحات "واشنطن" في هذا الشأن، بأنها تسعي للاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي للدولة الأفغانية غير صحيحة، ولكن حقيقة الأمور، أن الاتفاق الذي جري بين الطرفين بـ"الدوحة"، كان لوقف هجمات الحركة ضد القوات الأمريكية المتمركزة في كبري مديريات أفغانستان، وهو ما تحقق فعليا من خلال "هدنة" غير معلنة بينهما ادت لـ"تعليق" العمليات العسكرية علي أرض الواقع.
"أسد الله" أشار إلي تحول هجمات حركة "طالبان" إلي القوات الحكومية من جيش وشرطة، بديلا عن القوات الأمريكية، إلي جانب زيادة المواجهات العسكرية بين تنظيم"داعش" ومُي خلالها بهزائم عسكرية فادحة، استولت الحركة خلال المعارك علي أسلحة ومعدات وآليات عسكرية ثقيلة، كانت جميعها "صناعة" غربية، فضلاعن تلقي "داعش" دعما لوجستيا كاملا من الولايات المتحدة.
كان لسيطرة حركة "طالبان" علي قاعدة في اجرستان بولاية دايكندي بعد إدخال سيارة مفخخة إلي القاعدة العسكرية، وسقوط عدد كبير من العسكريين، ما بين قتيل ومصاب، وأسر 25 من جنود العمليات الخاصة بالجيش الأفغاني"الكوماندوز" وهروب جماعي لقوات الجيش الأفغاني بالجبال المحيطة بالقاعد، واحدا من الأسباب التي جعلت حركة طالبان، تبدأ استراتيجية جديدة في هجماتها ضد القوات الحكومية.
سياسة "الأرض المحروقة" التي تطبقها الاستراتيجية الأمريكية، وفقا لمصالحها، من خلال تعاملاتها مع حركة "طالبان"رغم تصنفيها "أمريكيا" بوضعها علي لائحة الإرهاب، في الوقت نفسه، يرغب العم"سام" في سيطرة الحركة، علي عدد من المدن، ولكن بـ"شرط " عدم الاقتراب من المراكز والمديريات ذات المصالح الاستراتيجية للأمريكان وحلفائها، وهي المدن التي تتمتع بثروات تعدينية كبيرة "الذهب والحديد والنحاس واللاتينيوم"والتي تُقدر بـ 3 تريليون دولار، وفق الخبراء تقديرات خبراء التعدين.