رسالة بجامعة الأزهر تكشف حقيقة اللوبي الصهيوني بأمريكا وخطورته على الشرق
منحت كلية الدراسات الإنسانية، قسم التاريخ، جامعة الأزهر، مؤخرًا، الباحثة نبوية أحمد عبدالحافظ حامد، درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وتوصية بالطبع والتبادل مع الجامعات الأخرى، عن موضوع "اللوبي الصهيوني الأمريكي وأثره على دول المشرق العربي 1945– 1976".
وناقش الباحثة كل من الدكتور زين العابدين شمس الدين نجم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الدراسات الإنسانية (مشرفًا)، والدكتورة زينب عمر محمود، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالكلية (مشرفًا)، والدكتور عبدالسلام عبدالحليم عامر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة حلوان (مناقشًا)، والدكتور أشرف محمد عبدالرحمن مؤنس، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورئيس قسم التاريخ بكلية التربية- جامعة عين شمس، ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس (مناقشًا).
وتناولت هذه الدراسةُ الدورَ الذي لَعِبَه اللوبيُّ الصُهيونيُّ في التأثيرِ على المجتمعِ الأمريكيِّ والتأثيرَ أيضًا في السياسةِ الخارجيةِ الأمريكيةِ تجاه دولِ المشرقِ العربيِّ خلال الفترة من 1945 – 1976م، وهي الفترة التي تنامي فيها اللوبي الصهيوني في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
وأرجعت الباحثة اختيارَ الموضوعِ وفترةِ البحثِ إلى عدةِ أسبابٍ من بينها:
- كَشْفُ مُخَطَّطَاتِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ لتحقيقِ أهدافِ الحركةِ الصُهيونيةِ في دولِ المشرقِ العربيِّ.
- التعرفُّ إلى طبيعةِ نشاطِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ لكسبِ الدعمِ الأمريكيِّ لإسرائيلَ.
- إلقاءُ الضوءِ على آلياتِ عملِ ونشاطِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ داخلَ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ.
وعن اختيارِ فترةِ البحثِ قالت الباحثة أثناء المناقشة: "كان عامَّ 1945م هو عامُ وفاةِ الرئيسِ روزفلت وصعودِ نائبِه هاري ترومان إلى الرئاسةِ، حيث أظهرَ ترومان تأييدًا قويًّا للأطماعِ الصُهيونيةِ، وفازَ بأصواتِ اليهودِ في انتخاباتِ عامِ 1948م، واعترفَ بدولةِ إسرائيلَ بعدَ دقائقَ معدودةٍ من إعلانها، وقد ألزمَ ترومانُ نفسَه وبلادَه بِالتأييد المطلقِ لسياسةِ الاستيطانِ والتوسعِ الصُهيونيِّ في فلسطينَ، وهو موقفٌ التزمَ به رؤساءُ الولاياتِ المتحدةِ من بعدِه باستثناءِ خَلَفِهِ أيزنهاور، أما عام 1976م، فهو عامُ انتهاءِ فترةِ رئاسةِ فورد الذي تولى الرئاسةَ على إثرِ استقالةِ الرئيسِ نيكسون".
قُسمتِ الباحثة الدراسةُ إلى مقدمةٍ، وتمهيدٍ، وخمسةِ فصولٍ، وخاتمةٍ:
جاء التمهيدُ بعنوانِ: (نشأةُ الحركةِ الصُهيونيةِ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ)، وتعرَّض إلى ماهيةِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ فيها، ونشأةِ الحركةِ الصُهيونيةِ، والهجراتِ اليهوديةِ إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ، وتَبَنِّي بريطانيا للحركةِ الصُهيونيةِ، ثم التوجهِ الصُهيونيِّ نحوَ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ.
وتناولَ الفصلُ الأولُ الحديثَ عن (بنيةِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ)، والعملِ على إنشاءِ جماعاتِ الضغطِ والمنظماتِ المكونةِ له، فهناك ما يقربُ من ثلاثمائة وخمسين منظمةً مرتبطةً بالحركةِ الصُهيونيةِ أو مواليةً لها، ومن بينها منظماتٌ سياسيةٌ تعملُ مباشرةً لصالحِ إسرائيلَ، فضلًا عن المنظماتِ الطائفيةِ ومنظماتِ التمويلِ.
أما الفصل الثاني فقد تطرق إلى (التغلغلِ الصُهيونيِّ في المجتمعِ الأمريكي)، والهيمنةِ على وسائلِ الإعلامِ ومؤسساتِ الفكرِ الأمريكيةِ، ومدى فاعليةِ الصوتِ اليهوديِّ في الانتخاباتِ الأمريكيةِ، وتأثيرِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ في السلطةِ التنفيذيةِ، ونفوذِه داخلَ الكونجرس، والتغلغلِ الصُهيونيِّ في عَصَبِ الاقتصادِ الأمريكيِّ.
وتناول الفصلِ الثالثِ (دورَ الصُهيونيةِ الأمريكيةِ في تأسيسِ الكيانِ الصُهيونيِّ 1945 – 1952)، من حيثُ جهودِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ لتأمينِ الهجرةِ اليهوديةِ إلى فلسطينِ، والنشاطِ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ وقرارِ تقسيمِ فلسطينَ، ودورِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ في إنشاءِ دولةِ إسرائيلَ، والدعمِ الأمريكيِّ الصُهيونيِّ لإسرائيلَ بعدَ إنشائِها.
وناقشَ الفصلُ الرابعُ (اللوبيُّ الصُهيونيُّ والسياسةُ الأمريكيةُ تجاهَ دولِ المشرقِ العربيِّ 1953 – 1968م)، وتَعَرَّضَ لموقفِ الصُهيونيةِ الأمريكيةِ من سياسةِ أيزنهاور إزاءَ إعلانِ إسرائيلَ نقلَ وزارةِ خارجيتها إلى القدسِ، واستيلائها على مياهِ نهرِ الأردنِ، ومذبحةِ قبيةَ بالأردنِ عام 1953، والموقفِ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ من سياسةِ احتواءِ الدولِ العربيةِ، حيثُ تسليحِ الجيشِ العراقيِّ، ومحاولةِ الحركةِ الصُهيونيةِ تخريبَ العلاقاتِ المصريةِ - الأمريكيةِ فيما عُرف بـ (فضيحةِ لافون)، وموقفِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ من صفقةِ الدباباتِ الأمريكيةِ إلى السعوديةِ بداية عام 1956م، والعدوانِ الثلاثيِّ على مصرَ، وما تَبِعَهُ من محاولةِ الإدارةِ الأمريكيةِ مَلْءَ الفراغِ في منطقةِ المشرقِ العربيِّ بعد أُفولِ نجمِ بريطانيا وفرنسا، والتقاربِ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ وأثرِه على دولِ المشرقِ العربيِّ في ظلِّ سياسةِ الرئيسِ جون كيندي والرئيس جونسون 1960 – 1968م.
وألقى الفصلُ الخامسُ الضوءَ على (اللوبي الصُهيوني الأمريكي والمشرق العربي 1969 – 1976)، حيثُ تناولَ موقفَ اللوبيِّ الصُهيونيِّ الأمريكيِّ من تسويةِ النزاعِ العربيِّ الإسرائيليِّ 1969 – 1972 من خلالِ تحركاتِ الدولِ الكبرى ومبادرةِ روجرز، ودورِ كيسنجر في إدارةِ الأزمةِ الأردنيةِ في سبتمبر 1970، والحلِّ المرحليِّ وسياسةِ الوفاقِ، ثم نشاطِ اللوبيِّ الصُهيونيِّ الأمريكيِ أثناء الحربِ العربيةِ الإسرائيليةِ الرابعةِ 1973، ونشاطِه من أجلِ الإسراعَ في إقامةِ الجسرِ الجويِّ الأمريكيِّ لإسرائيلَ، ودعمِه المباشرِ لإسرائيلَ خلالَ الحربِ ومواجهةِ حظرِ البترولِ، ومفاوضاتِ فكِّ الاشتباكِ على الجبهتينِ المصريةِ والسوريةِ عام 1974، وموقفِه من سياسةِ الرئيسِ فورد تجاهَ المشرقِ العربيِّ.
وأخيرًا، تضمنتِ الخاتمةُ أهمَ النتائجِ والتوصياتِ التي توصلتْ إليها الدراسةُ.
وقد اعتمدتْ تلك الدراسةُ على مجموعةٍ من المصادرِ والمراجعِ من بينها: وثائقُ غيرُ منشورةٍ بدارِ الوثائقِ القوميةِ، متمثلةً في أرشيفِ وزارةِ الخارجيةِ المصريةِ، ووثائقُ ثورةِ يوليو قبل عام 1952، ووثائقُ مجلسِ النظارِ والوزراءِ، والوثائقُ الأمريكيةُ Foreign Relations Of The United States، ووثائقُ حربِ أكتوبر التي جمعها ويليام بير في كتابٍ بعنوان: أسرارُ حربِ أكتوبر في الوثائقِ الأمريكيةِ الذي تُرجِمَ إلى العربيةِ، ومجموعةٌ من المراسلاتِ والمحادثاتِ ومحاضرِ المفاوضاتِ بين صانعي القرارِ، التي نُشِرتْ من خلالِ المواقعِ الإلكترونيةِ الرسميَّةِ للولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ والمواقعِ الرسميةِ للرؤساءِ الأمريكيين.
ويعدُّ الكتابُ السنويُّ لليهودِ الأمريكيينَ American Jewish Year Book الصادرِ عن اللجنةِ اليهوديةِ الأمريكيةِ من أهمِّ مصادرِ البحثِ لما يحتويه من معلوماتٍ عن يهودِ الولاياتِ المتحدةِ.
وقد تمت الاستعانةُ في هذه الرسالة بالمذكراتِ الشخصيةِ التي كتبها صناعُ القرارِ والمشاركون فيه، بالإضافةِ إلى الدورياتِ والمجلاتِ العلميةِ المحكمةِ، وكانت المراجعُ العربيةِ والمعرَّبةِ والأجنبيةِ وفيرةً وغطَّتِ الكثيرَ من الأحداثِ، إلى جانبِ الشبكةِ الدوليةِ للمعلوماتِ والتي أصبحتْ مصدرًا مهمًّا من مصادرِ البحثِ في كافةِ المجالاتِ.
تم الحصولُ على المادةِ العلميةِ من أماكن مختلفة من بينها دار الوثائق القومية، ودار الكتب المصرية، والمركز الثقافيّ الأمريكيّ، ومكتبة مجلس الشعب، ومكتبة الجامعة الأمريكية، ومكتبة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ومكتبة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، والمكتبة المركزية لجامعتي القاهرة وعين شمس، وغيرها من المكتبات المصرية.