عودة "القبضة اللاسلكية".. أبرز وسائل التنصت لدى الجماعات الإرهابية بسوريا
مع زيادة التهديات بهجوم شامل على منطقة إدلب السورية، وسط مخاوف باستخدام السلاح الكيماوى من الفصائل المتنازعة، أدى ذلك إلى عودة جيل جديد من تطبيقات القبضة اللاسلكية لمنطقة إدلب، التي تعد واحدة من أهم تطبيقات التنصت، من أجل مراقبة حركة الطيران الحربي.
وتداولت حسابات تابعة لـ"جيش الفتح" توصيات باستخدام التطبيق، وناشدت عناصر الجيش بضرورة تنزيله على هواتفهم، وقالت: "لمن ليس لديه برنامج القبضة، ننصحكم بتنزيله على جوالاتكم وتفعيله لرصد حركة الطيران المجرم تحسبا لأي إقلاع لطيران النظام، ونصحت المستخدمين في حالة الحاجة إلى دعم فني باللجوء إلى المراصد التابعة لها عند التنزيل والتفعيل خاصة، مرصد الآن ومرصد الجزيرة لربطها مع الرصد المباشر".
ولجأت الجماعات المسلحة كثيرا لاستخدام هذا التطبيق، خاصة بعد فقدان الاتصالات الطبيعية في الكثير من المناطق التي وقعت تحت أيديها، بعد أن أغلق النظام السوري محطات البث والاستقبال الخاصة بالهواتف المحمولة، في هذه المناطق، إضافة إلى تدمير البنية الأساسية لشركات الاتصالات والسنترالات.
وتعمل الجمعات المسلحة على إنشاء ما يسمى "المراصد" باستخدام هذه التطبيقات لمراقبة حركة الطيران، ويمكن من خلالها تحديد إحدثيات حركة الطيران التابع لسلاح الجو واختراق ترددات أبراج المطارات من أجل التنبؤ بمواعيد الغارات، وإصدار تعميمات بهذه المواعيد على العناصر المسلحة في مواقع الهدف لاتخاذ اللازم.
ومن أشهر المراصد المتخصصة في هذا النوع من المراقبة في سوريا "مرصد الآن و"مرصد الجزيرة، ومرصد الجنوب للطيران والرصد، والمرصد السوري الأول، ورصد حركة الطيران والرمايات"، وغيرها.
دعم تقني
وتعتبر القبضة اللاسلكية بذلك واحدة من أهم تطبيقات التنصت التي تستخدمها الجماعات المسلحة، والتي تتمكن من خلالها من الحصول على معلومات تساعدها في متابعة حركة الطيران الحربي ورسائل قوات النظام اللاسلكية.
انتهاك لسيادة الدولة
وفي الوقت نفسه أشار مسئولون أمنيون سوريون إلى أن هذه التطبيقات غير آمنة، وتعد انتهاكا لسيادة الدولة، لما تثيره من حالة الفوضي في الاتصالات، خاصة بعد التوسع في استخدامها لدى جميع الفئات وباتت التجارة في الأجهزة التي تساعد في استخدامها أمرا معلنا في الكثير من المناطق، وأكد أنه لا ينبغى أن يستخدمها غير العسكريين، وأنه يأمل السيطرة عليها مع عودة الاستقرار لما تسببه من مخاطر.