"خلية معصوم ورفاقه".. أسرار خطة الإخوان لاستخدام شخصيات مدنية فى إثارة الفوضى
رغم تغيير السياسات والتكتيكات إلا أن إثارة الفوضى فى المجتمع المصرى ظلت هدفا ثابتا لدى جماعة الإخوان الإرهابية طوال السنوات الخمس الماضية، وبقيت قياداتها تحيك المؤامرات المختلفة لتعطيل مسيرة الدولة المصرية نحو البناء وتبوء المكانة اللائقة بها بمختلف الطرق، فتارة عبر محاولات التدمير والفوضى، وتارة أخرى ببث الشائعات الهادفة لضرب الروح المعنوية، وتعطيل المشروعات الكبرى، معتمدة على الدعم المالى والمعلوماتى والتقنى من أجهزة الاستخبارات الغربية وذيولها فى تركيا وقطر، إلا أن تلك المحاولات الخبيثة لم تنال من عقيدة المصريين المؤمنة بوطنها.
ومع مرور الوقت، ويأس قواعد الجماعة من نتائج أفعالهم الشيطانية التى تكلفت المليارات من أموال قطر وتركيا فى هواء القنوات "الفشنك" وعلى منصات وهمية لا تؤثر فى ضمائر وعقول المصريين، الذين انحازوا لجانب وطنهم حتى فى أصعب اللحظات عندما تحملوا الإجراءات الصعبة للإصلاح الاقتصادى، وجد قيادات الإرهابية أنفسهم فى مأزق حقيقى، استوجب منهم التفكير فى تعديل خططهم، عبر استراتيجية شيطانية قامت على تغيير التكتيكات والسياسات والوجوه أيضا، ليبدو خطابهم المسموم معبرا عن جبهة عريضة من الشعب المصري يضم كافة الفئات من اليسار واليمين والتيار المدنى والناصريين والنخبة الأكاديمية، فكان لزاما عليهم السعى لتجنيد الوجوه المدنية ونشطاء اليسار والمجتمع المدنى وطوائف الناصريين وفلول 6 أبريل ليتحدثوا بلسانهم ويعبروا عن أفكارهم ويرددوا شعاراتهم، ليتسنى للجماعة الإرهابية توظيف المشهد دوليا كما يحلو لها، وإعلاميا كما نرى فى قنوات الجزيرة والشرق ومكملين ورصد.
تلك الخطة التى كانت تمثل للإخوان وحلفائها فى تركيا وقطر طوق نجاة، كانت بمثابة الكاشفة للمصريين، بعد أن فوجئوا بأسماء مثل السفير معصوم مرزوق والأكاديمى يحيي القزاز والناصرى رائد سلامة أو سامح سعودى، يرددون خطاب الإخوان الذى ثاروا عليه، بل ويتباكون على العتبات المقدسة فى رابعة والنهضة، دون أن يتركوا فرصة لكى يكيلوا أقبح الشتائم للحكومة والرئيس والمسئولين المصريين، مغلفين خطابهم بشعارات الوطنية والنضال.
مع مرور الوقت، انتقلت خطتهم إلى مرحلة جديدة، وهى تنفيذ مخطط الحصار الاقتصادي وتجويع المصريين، عبر الدعوة إلى مبادرات وفعاليات مشبوهة، لا هدف منها إلا الإساءة إلى علاقات مصر بالدول الصديقة، وباتت مصر وأمنها القومى مقصد مؤامراتهم، حتى وصل بهم الأمر لتبنى وجهة نظر إسرائيل مثلا فى دولة "غزة العريش"، والمحاولات المضنية لإضعاف مواقف مصر فى مفاوضات سد النهضة، وأصبحت الدول الصديقة هدفا لهم، السعى الدءوب لإفساد علاقات مصر مع أهم وأقرب دولتين عربيتين الإمارات والسعودية، عبر اعتياد معصوم مرزوق ويحيى القزاز سب الدول العربية الصديقة، والخروج بدعوات غريبة مثل الدعوة إلى استفتاء على استمرار الرئيس والحكومة رغم إجراء انتخابات رئاسية شهد لها العالم.
لم تكن تلك التصرفات إلا خطوات متتالية فى استراتيجية متكاملة رسمها ضباط المخابرات التركية أو القطرية، أسند دور التنفيذ فيها لكل من معصوم مرزوق ويحيى القزاز وسامح سعودى ورائد سلامة، الذين تحولوا لألسنة تنطق بما يريد أن يروج له قيادات الجماعة الإرهابية، وأجهزة المخابرات المتحالفة معهم، باعتباره نتاج الحركة المدنية المصرية التى تضم اليسار واليمين والناصريين والحركات المسماة بالثورية مثل 6 أبريل.
ولعل المبادرة التى خرج بها معصوم مرزوق السفير السابق، كانت الكاشفة لتفاصيل المؤامرة الخبيثة، فرغم زعمه أنها من بنات أفكاره، أن هدفها إنقاذ مصر، إلا أن الأيام كانت كفيلة بفضح أمره، بعد إقرار عدد من القيادات الإخوانية أن هذه المبادرة تخصهم، لتنكشف حقيقة القيادى بالتيار الشعبى، مما تسبب فى حرج كبير لرفاقه، وفى مقدمتهم حمدين صباحي وعمار على حسن، الذين شارك بعضهم في لقاءات وتجمّعات سابقة على الإعلان عن المبادرة الإخوانية، لكنهم سارعوا فور انكشاف السر بإصدار بيان رمادي تضمن دعمًا مُبطّنا للمبادرة الإخوانية، وفي الوقت نفسه التبرؤ منها.