مرصد الإفتاء: مؤشر الإرهاب يشير إلى تصدر أفغانستان والعراق ونيجيريا
رصد مؤشر الإرهاب الصادر عن مرصد الفتاوي التكفيرية والأراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، الذي يتناول نشاط الجماعات الإرهابية خلال الأسبوع الثالث لشهر أغسطس 2018، سبعة عشر عملية ارهابية في 11 دولة مختلفة في مناطق جغرافية متباعدة نفذتها 7 جماعات إرهابية مختلفة التوجُّه، راح ضحية تلك العمليات الإرهابية 133 قتيلًا 121 جريحًا؛ الأمر الذي يؤشر على زيادة خريطة العمليات الإرهابية خلال فترة الرصد مقارنة بالأسبوع الثاني من نفس الشهر الذي رُصدت فيه 15 عملية إرهابية.
وأوضح المرصد أن أفغانستان جاءت في صدارة مؤشر الدول الأكثر تعرضًا للعمليات الإرهابية، بواقع 4 عمليات إرهابية -عمليتان منها نفذتها حركة طالبان، والعمليتان الأخريان نفذهما تنظيم داعش- أودت بحياة 88 قتيلًا و73 جريحًا، ويحتدم الصراع بين الحكومة الأفغانية وقوات التحالف الدولي من جهة وحركة طالبان وداعش من جهة أخرى؛ وذلك نتيجة استمرار "عملية الخندق" التي أطلقتها حركة طالبان في 25 أبريل 2018.
ورصد المؤشر مجيء العراق في المركز الثاني على مؤشر الدول الأكثر تعرضًا للعمليات الإرهابية خلال فترة الرصد، حيث يستمر تنظيم داعش في استنزاف القوات الحكومية العراقية وقوات الحشد الشعبي الداعمه للحكومة العراقية؛ ولذلك جاء العراق في المركز الثاني على المؤشر، حيث قام التنظيم خلال فترة الرصد بالقيام بأربعة عمليات إرهابية، أودت بحياة 9 أشخاص وإصابة 17 آخرين بين مدنيين وعسكريين.
وتشهد العراق حالةً من إعادة النشاط الإرهابي خاصة من قِبل تنظيم داعش، بعد النجاحات التي حققتها القوات الأمنية العراقية في عام 2017، وهو ما دفع التنظيم إلى التراجع الدراماتيكي لترتيب صفوفه مرة أخرى للعودة إلى الساحة مستغلًّا الصراعات الطائفية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العراق.
وأضاف المرصد أن نيجيريا جاءت في المركز الثالث على المؤشر خلال فترة الرصد، بواقع عملية إرهابية أودت بحياة 10 أشخاص وأصابة 20 آخرين، نتيجة استهداف تنظيم بوكو حرام لسوق في مدينة مادجالي شمال شرق نيجريا.
وتابع المرصد أنه ما تزال تشهد الساحة الصومالية احتدام للصراع بين الحكومة الصومالية والقوات الأممية من جهة وحركة الشباب المجاهدين من جهة أخري، وجاءت الصومال في المركز الرابع على المؤشر، حيث قامت حركة الشباب المجاهدين بتنفيذ عملية إرهابية، أودت بحياة 9 مزارعين.
وأشار المرصد إلى أنه نظرًا للعملية الشاملة سيناء 2018 التي أطلقتها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع الشرطة المدنية؛ وذلك من أجل القضاء على العناصر الإرهابية في شمال ووسط سيناء والظهير الصحراوي غرب وادي النيل وهي المنطقة الممتده من النيل غربًا وحتي الحدود المصرية الليبية.
جاءت مصر في ذيل مؤشر الدول الأكثر تعرضًا للعمليات الإرهابية خلال فترة الرصد، بواقع عملية إرهابية فاشلة استهدفت كنيسة مسطرد، الأمر الذي أدي إلي مقتل الإرهابي وجرح أثنين من المواطنين.
وفيما يخص الجماعات الإرهابية، بيَّن المرصد أن فترة الرصد شملت نشاط سبعة جماعات إرهابية هي الأكثر نشاطًا خلال فترة الرصد، وقد امتدت أعمالها في مناطق وأقاليم مختلفة: داعش، طالبان، بوكو حرام، شباب المجاهدين، تحالف القوات الديمقراطية الكونغولي، الجبهة الثورية الوطنية "باريسان" وجيش التحرير الوطني الكولومبي. وقد شكلت تلك الجماعات تهديدًا أمنيًّا لتلك الأقاليم ومواطنيها، وتسجل تلك الجماعات والتنظيمات خطورة ذات مستوى شديد.
وبيَّنَ المرصد أنه برزت الحركات الأنفصالية وحركات التمرد المسلح على مؤشر الجماعات الأكثر عنفًا خلال فترة الرصد، حيث ينشط تحالف القوات الديمقراطية في تقويض الأمن في الكونغو، وكذلك جماعة الجبهة الثورية الوطنية "باريسان" التي تسعي لحلم الإنفصال عن الدولة التايلاندية، وأخيرًا يأتي جيش التحرير الوطني الكولومبي الذي يخوض تمردًا عن الحكومة المركزية الكولومبية منذ ستينات القرن الماضي.
وفيما يخص نمط العمليات الإرهابية، اشار المرصد استمرار اعتماد الجماعات الإرهابية على تنويع أنماط واستراتيجيات تنفيذ العمليات الإرهابية في ضوء قدراتها المادية وحجم الأسلحة التي تحصل عليها ووفقًا لطبيعة وحجم الاستقرار أو الصراع داخل بلدان نشاط تلك الجماعات.
وأضاف أن الحركات الإنفصالية المسلحة والمجموعات الثورية اليسارية تقوم بتبني استراتيجية حرب العصابات ضد قوات الأمن والقوات المسلحة في الدول التي تشهد تمرد من قبل هذه التنظيمات.