عبدالعزيز الجمل.. ضابط سابق قائدًا للجناح المسلح بـ"القاعدة"
ربما لم يتحدث الإعلام عنه كثيرًا كغيره من أبناء جلدته في التنظيمات الإرهابية، ليس لانه أضعف من الحديث عنه، ولكن لانه كان قليل الحديث حتى مع المقربين لديه، إنه عبد العزيز موسى الجمل، ضابط الجيش السابق وأحد أبناء محافظة المنوفية، وقائد الجناح المسلح لتنظيم القاعدة في سوريا.
الذي يستقر حاليًا منذ نهاية العام الماضي، في سوريا بتكليف مباشر من زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، لقيادة الجناح العسكري للتنظيم في سوريا، وذلك بعد أربع سنوات من هروبه خارج مصر، بعد سقوط حكم جماعة الإخوان، حيث كان "الجمل"، ضمن لجنة التفاوض مع التنظيمات الجهادية في سيناء، بتكليف من الرئيس المعزول محمد مرسي، أثناء اختطاف جنود من الجيش المصري، وقبيل تنفيذ مذبحة رفح الأولى في 5 أغسطس2012.
* بدايته
بدأت قصة الجمل، داخل التيارات الإرهابية مع وصول أوراق تؤكد للمخابرات الحربية في ثمانينات القرن الماضي، بوجود خلية إرهابية داخل الجيش، ليتم القبض عليه ومجموعة أخرى، وظل سجينا حتى خرج من مصر عام 1985 بعد تبرئته من المشاركة في اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ليخرج منها إلى الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة، ومن السعودية إلى باكستان قبل أن يصل إلى الأراضي الأفغانية، حيث كان الجمل من أكبر المدربين العسكريين للمجاهدين الأفغان والأفغان العرب لمدة طويلة قبل أن تتوج مسيرته بتعيينه قائدًا لجيش طالبان الذي نجح في اقتحام كابول عام 1996.
كان عضوًا بارزًا فى تنظيم الجهاد المصري، وتحديدًا مجموعة الرائد عصام القمري، ضابط مصري سابق في الجيش المصري الذي قتل على يد أجهزة الأمن، والتي تشكلت نهاية الستينيات من القرن الماضي وحاولت القيام بعمليات فدائية ضد القوات الإسرائيلية فى السويس، وتعتبر إحدى مجموعات الإرهابية الأكثر تشددًا، وكان من بين أعضائها أيمن الظواهرى وتركزت أفكارها حول الجهاد والخروج على الحاكم.
تدرج داخل التنظيم حتى أصبح المسئول الأول عن جميع معسكرات التنظيم أثناء الحرب الأفغانية ضد السوفييت، لدرجة أن الكتائب التى كانت تابعة له لم تهزم قط أثناء عملياتها القتالية، حسب أقوال القيادى شوقى سلامة عضو التنظيم فى قضية العائدون من ألبانيا عام ١٩٩٨ فى اعترافاته أمام النيابة.
* الأعور
وخلال المعارك مع القوات الروسية وقوات تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان أصيب الجمل إصابة مباشرة جعلته يفقد إحدى عينيه بشكل دفعه لاعتزال الحياة العسكرية والتحول لأحد المترجمين للسفير المتجول لحركة طالبان عبدالسلام ضعيف، قبل أن يغادر أفغانستان إلى اليمن بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان نهاية عام 2001.
انتقل إلى اليمن، وظل بها حتي القاء القبض عليه في عام 2002، بصحبة عدد من الجهاديين المصريين من بينهم سيد إمام عبد العزيز الشريف، المكنى بـ"الدكتور فضل"، المنظر الشرعي لتنظيمات الجهاد، حيث سلّمتهما صنعاء للقاهرة، وتم احتازهما لمدة 5 سنوات بمقر تابع للمخابرات العامة المصرية، ثم تم نقلهما إلى ليمان طرة في إبريل 2007، وتردد وقتها عن مشاركته في كتابة وثيقة "ترشيد الجهاد"، لتنظيمات الجهاد التي، صاغ بنودها "الدكتور فضل"، في 16 مارس2007 على غرار مبادرة "الجماعة الإسلامية" في تسعينات القرن الماضي.