كيف استطاعت طالبان السيطرة على "غزني" الأفغانية؟
كيف نفذت حركة "طالبان" عملية الهجوم علي ولاية "غزني" الأفغانية، المدينة التاريخية والاستراتيجية، والتي تقع علي طريق الدولي لمدينة " كابل، قندهار السريع"، أمان تكشف في السطور التالية تفاصيل هذه الخطة.
وفقا لمصادر مقربة من طالبان، فقد بدأت الحركة عملياتها العسكرية علي ولاية "غزني"، بالاستيلاء علي المقرات الأمنية والمتمثلة في مركز الاحصار، والقاعدة الجوية القديمة، ثم واصلت هجماتها علي المقرات والمؤسسات والمراكز الحكومية، وقامت بمحاصرة مبنى القيادة الأمنية ورئاسة الاستخبارات، ومقر حاکم الولاية حتي فرضت كامل سيطرتها عليهم تماما.
أطلقت حركة "طالبان" علي معركتها في غزني بغزوة "أُحد" نظرا لقلة امكانياتها من الأفراد والمعدات العسكرية مقارنة بالقوات الحكومية، ومع ذلك شهدت المدينة معارك عنيفة بين عناصر طالبان والقوات الأفغانية من الجيش والشرطة، وقد وصلت هذه المعركة إلى الجبال ولم تك فقط على الأرض.
معارك "غزني" استمرت أربعة أيام، بدأت مساء الجمعة وانتهت الأثنين، قبل الإعلان الرسمي يوم"الثلاثاء" بسقوط "غزني" وإعلانها مقرا مؤقتا للخلافة الإسلامية المزعومة التي تدعو إليها طالبان.
وفي هذه المعركة، فقدت الحكومة الأفغانية عشرات الجنود ما بين شرطة وجيش_بحسب بيان وزارة الدفاع الأفغانية_ وكانت الحصيلة الأكبر، السبت والجمعة الماضيين، فضلا عن أُسر عددا من جنود القاعدة العسكرية، والتي اصبحت تحت السيطرة الكاملة لـ"طالبان" منذ السبت الماضي.
الخطة العسكرية، التي وضعتها "طالبان" للاستيلاء علي"غزني" وفقا لما جاء في مواقع الحركة الإرهابية تمثلت في شن هجمات قاطعة، حيث جمعت الحركة معلومات إستراتيجية عن أماكن تمركز القوات الأمريكية في المدن الكبرى ومن ثم استهدافهم من خلال هجمات تأتي من الريف الملاحق للمدن.
ومن أهم بنود هذه الخطة قيام طالبان بتحييد الأهالي وعدم إشراكهم في المعارك، مع تأمين المدنيين من القصف العشوائي من جانب جنودها مما اكسبها تعاطف عدد كبير من أهالي المدينة.
يذكر أن طالبان كانت قد أعلنت عبر موقعها الإلكتروني، أنها قتلت 194 جندي معظمهم"كوماندوز" في القاعدة العسكرية فقط أثناء معارك غزني التي اشتعلت لعدة أيام.