مقدمات صناعة تنظيم قطعان الاخوان الضالة
نشأت السلفية في مصر مع ظهور جماعة انصار السنة المحمدية
وشقيقتها في المرجعية السلفية الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية
في اوائل القرن العشرين الميلادي
والسلفية ببساطة التزام منهجي باستدعاء مرحلة زمنية سالفة واعتبارها دينا والعيش وفقا لعادتها وتقالديها ومعاييرها الثقافية والاجتماعية حتى وان لم تتناسب تلك العادات والمعايير مع عصرنا الحاضر حتى وان لم تتفق مع الدين نفسه
اما القرآن الكريم الذي هو مركز الدين الاسلامي فتم اهماله مقابل قول فلان او مزاج علان او تصرف تركان وسحبوا قداسة القرآن الكريم على تلك الاقوال والامزجة والتصرفات واصبح محرما عليك مناقشة هذه الاشياء
وصاحب هذه الحالة انحسار مهمة (الأزهر) بدور موظف (الدعوة) وليس عالم دين له رسالة روحية الذي فتح ثغرة لهذه الجماعات للمرور والاستيلاء على المنابر لتعبث بالعقول في الداخل من خلال خلاياه في المعاهد ــ الكليات ــ المساجد وفي الخارج بزرع خلايا فى المراكز الإسلامية والمحافل الدعوية المختلفة حتى باتت جراثيم التطرف تنتشر بتحركات تنظيمىة ورعاية رسمية وعمامة أزهرية
مما ادى الى حالة من الجمود والانغلاق والخوف من التفكير نتيجة جمود الفقه والاجتهاد عند شيوخ الازهر والاوقاف والتوقف عند الفقه المدون في عصر الدولة الاموية والعباسية ذاك الفقه الشائع به مصطلحات تخدم على دولة امبراطورية مثل مصطلحات دار الكفر ودار الاسلام ودار الحرب واهل الذمة.... الخ وبدلا من ان يتجاوب هؤلاء الشيوخ مع ادوات المعرفه العصرية ويتعاملوا مع النصوص بطريقة مناسبة استمتعوا بالكسل واللامبالاة وظلوا يرددوا ما انتجه فقهاء الامويين والعباسيين
وتم تحييد المحرمات الحصرية الواردة في القرآن الكريم وهي اربعة عشر بندا تكاد تتفق كل البشرية على تحريمها وعدم مناسبتها للانسان السوي
وقام رموز هذه الجماعات بصناعة دائرة محرمات جهنمية حاصرت الانسان اينما رحل فاصبح الانسان المعاصر يعيش في حقل الغام من المحرمات الوهمية فاصابه ذلك بعقدة الذنب والخوف المرضي من الله وكأن الله جل جلاله خلق الناس ليستمتع بتعذيبهم والعياذو بالله
واصيب الانسان ايضا وخاصة الشباب بمرض يتناقض مع طبيعة مرحلته العمرية المحبة والمقبلة على الحياة اصيب بالخوف من الحياة بل حتى كراهييتها والعدوان عليها
كل هذا حرث ارض عقلية المسلم المعاصر وشمسها وجهزها ليزرع فيها تنظيم الإخوان بذور الشر التي اثمرت ثمار الحنظل من تنظيمات ارهابية واتاحت لذلك التنظيم اللعين التوغل والتمكن من المجتمعات العربية وتلاعب بكل القيم ودمرها مستمتعا بالحضانة الاجتماعية التي صنعها هؤلغء الدجالون
وساعد على تمكن هذا التنظيم من انسحاب الدولة من مساحات تمدد فيها التنظيم في محال التعليم والصحة والجمعيات الاهلية
صاحب ذلك في الثلاثين سنة الاخيرة (الاسرة ) التي تكاسلت عن القيام بواجبها في رعاية ابنائها وتوجهيهم وتربيتهم على قيم الهوية الدينية والوطنية للبلاد وتركت ابنائها لهؤلاء اللصوص من تجار الدين ومحترفي الحناجر مما خلف اجيالا هشة نفسيا سطحية ثقافيا خاوية من القيم الاصيلة للمجتمع المصري فاتاحت فرصة لجماعات الارهاب لاصطيادهم وتجنيدهم لتنفيذ مخططاتهم