رئيس الأركان الجزائري يكشف مؤامرة جديدة لجماعة الإخوان على الجيش
وجه الفريق أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش الجزائري رسالة شديدة اللهجة لجماعة الإخوان المسلمين ممثلة في "حركة مجتمع السلم"، حول مؤامرة الحركة لجر الجيش للسقوط في الصراعات السياسية من خلال الدعوة التي وجهها عبدالعزيز مقري رئيس الحركة، منتصف الأسبوع المنقضي؛ للجيش ومطالبته بتحمل مسئولياته لإنقاذ البلاد من الانهيار- على حد زعمه-.
وقال قائد أركان الجيش الجزائري في بيان له مساء أمس الخميس: "لقد أصبح من السنن غير الحميدة، بل أصبح من الغريب وغير المعقول، بل حتى غير المقبول، أنه مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، سواء بالنسبة للمجلس الشعبي الوطني، أو المجالس البلدية والولائية، أو فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، قلت، مع اقتراب مواعيد هذه الاستحقاقات الوطنية المهمة، وعوض أن يتم الاهتمام بالعمل على كسب ثقة الشعب الجزائري من خلال الاهتمام بانشغالاته الملحة، فعوض ذلك يرى بعض الأشخاص، وبعض الأطراف يتعمدون، الابتعاد عن صلب الحنكة السياسية".
وأضاف قايد: "السياسة هي القدرة على التكيف مع مقتضيات الواقع، والقدرة هنا تعني حسن التعامل مع مقتضيات المصلحة الوطنية ومتطلبات تحقيقها، وهذا يستوجب بالضرورة مستوى راقيا من الأداء السياسي في جميع الأحوال والظروف، وفي هذا الشأن فقد سبق لي الإشارة والتوضيح وبإلحاح شديد، في العديد من المناسبات على أن الجيش الوطني الشعبي، هو جيش يعرف حدوده، بل نطاق مهامه الدستورية، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال إقحامه في المتاهات الحزبية والسياسية، والزج به في صراعات، لا ناقة له فيها ولا جمل".
وأوضح: "ومع ذلك، هناك من يسمح لنفسه تنصيب شخصه وصياً على الجيش الوطني الشعبي، بل ناطقاً رسمياً باسمه، ناسياً أو متناسياً، أن الجيش الوطني الشعبي هو جيش الشعب الجزائري، هو جيش الجزائر بكل ما تحمله هذه العبارة الطيبة من معانٍ تاريخية عريقة ومن قيم سامية ونبيلة، وبكل ما تمثله من حاضر ومستقبل".
وتابع: "فليعلم الجميع، أنه لا وصاية على الجيش الـوطني الشعـبي سليل جيش التحرير الوطني، فهو يتلقى توجيهاته السامية من لدن المجاهد فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ويسهر، بعيون لا تنام، وأعيد ذلك مرة أخرى، قلت، بعيون يقظة ومتحفزة لا تنام، ويعمل بمثابرة شديدة وفق الضوابط التي تمنحها له قوانين الجمهورية، ويخوله له مضمون الدستور الجزائري".
وكان عبد الرزاق المقري، رئيس حركة مجتمع السلم، طالب قائد الجيش الجزائري لتحمل مسئولياته والتدخل في السياسة والاقتصاد لحماية الدولة من الانهيار.
وقال المقري في ندوة صحفية بمقر الحزب بالعاصمة الجزائر، "إن التجارب الناجحة في الانتقال الاقتصادي والسياسي الناجح هي التي لم يكن ضدها المؤسسة العسكرية بل ساهم الجيش ذاته في نجاحها. ويكفي لمعرفة هذه الحقائق بذل جهد بسيط في التعلم والقراءة في ما يحدث وحدث في العالم".
ورغم وجود تسجيلات صوتية لرئيس حركة المجتمع السلمي الجزائري أثناء هذه التصريحات، إلا أن الحركة نفت تماما أن تكون وجهت دعوة للجيش للدخول في الصراعات السياسية، بعد أن أثارت حالة كبيرة من الجدل في الجزائر امتدت إلى قنوات الإخوان في تركيا ما جعل الاعلامي الإخواني المصري معتز مطر يشن هجوما ضاريا على رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، على قناة الشرق التابعة للجماعة.
وأصدرت الحركة بيانا للرد على بيان رئيس الأركان، مشيرة إلى أنها تؤيد ما ورد في البيان بخصوص عدم تدخل الجيش في الحياة السياسية، وقالت: "نؤيد هذا التصريح وهذا التوجه ونسنده، ونعتبره توجها حضاريا يحقق المصلحة
الوطنية ونأمل أن يكون قطيعة نهائية عملية مع ممارسات مراحل سابقة كان
التدخل فيها واضحا ومعلوما".
وأكد البيان أن الحركة لا تشعر بتاتا أنها المعنية بهذا الأمر، وأنها لم تدع لتدخل الجيش؛ بل تحدثت في سياق عرض المبادرة وردا على سؤال وجه للسيد رئيس الحركة يتعلق بدور قيادة الأركان في هذه المبادرة.