يوسف ندا.. مكوك الإخوان في الغرب وصديق أردوغان وإسرائيل.. «بروفايل»
جدل كبير أثاره مؤخرا يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة الإخوان إثر دعوته للإخواني المعزول محمد مرسي للتنازل عن شرعيته المزعومة في السجن بهدف إنهاء الأزمات التي تعاني منها مصر في الوقت الراهن، وبسبب هذا التصريح شن الإخوان هجوما شرسا على واحد من أكبر وأهم قيادات الجماعة على مر تاريخها، ووصل الأمر إلى حد المطالبة بتجميد عضويته والتحقيق معه بل وفصله من الجماعة بسبب تصريحاته تلك.
البدايات
من هو يوسف ندا؟ وكيف أصبح واحدا من أهم قيادات الإخوان على مدار تاريخ الجماعة؟، اسمه الحقيقي يوسفمصطفىعليندامن مواليد محافظةالإسكندريةعام 1931 وخريج كلية الزراعة، وقد انتمى رسميالجماعةالإخوانالمسلمينعام 1947 وأصبح من أهم الكوادر الشابة فيها، وكان عضوا ذو أهمية في النظام الخاص الذي كان يقوده في تلك الفترة عبد الرحمن السندي، وقد تم تكليفه بالمشاركة في بعض العمليات المصرية المسلحة في منطقة قناة السويس ضد الإنجليز في خمسينيات القرن الماضي.ألقي القبض على يوسف ندا لأول مرة في تاريخه في أكتوبر عام 1954 حيث كان من ضمن المتهمين بالاشتراك في محاولة اغتيال الرئيس الراجل جمال عبد الناصر في ميدان المنشية في الحادثة المعروفة إعلاميا بحادثة المنشية، قضى ندا في سجنه لمدة عامين حيث تم الإفراج عنه عام 1956، وهذا هو التاريخ الذي قرر فيه يوسف ندا العمل مع الإخوان بطريقة أخرى بعيدة عن الدعوة والسياسة وهو الجانب الاقتصادي وكيفية تنمية موارد الإخوان.
الهجرة خارج الوطن
وبعد نجاحه الكبير في تكوين ثروات كبرى للإخوان على مدار عامين، كلفته الجماعة بمهمة هي الأهم والأخطر في تاريخ الجماعة ألا وهي تولي مسئولية نشر فكر الجماعة في دول أوربا، وتأسيس كيانات للإخوان فيها كي تكون تابعة للتنظيم الدولي للإخوان.
ترك ندا مصر عام 1960، وكانت أول بوابته هي دولة ليبيا التي استقر فيها لفترة قام فيها بوضع اللبنة الأولى للكيان الاقتصادي الإخواني الدولي، فمن ليبيا انتقل إلى النمسا والتي أصبحت العاصمة الإخوانية الأولى في أوربا حيث أسس فيها أكثر من شركة تابعة للإخوان، وبفضله تم تأسيس فيها أول مقر للتنظيم الدولي للإخوان الذي أصبح مقره الحالي في لندن بفضل يوصف ندا أيضا.
البيزنس
التجارة التي اعتمد عليها يوسف ندا في ليبيا وأنشأ على أساسها فرعا في النمسا كانت تجارة الأسمنت الذي كان ندا أشهر رجال أعمالها لدرجة أنه أطلق عليه ملك الأسمنت في منطقة البحر المتوسط.
تسبت ثورة ليبيا عام 1969 في خروج يوسف ندا نهائيا منها وتصفية كل أعماله، واتجه إلى اليونان حيث عقد شراكات قوية فيها وصلت إلى وجود علاقة كبرى تربطه مع رئيسها في تلك الفترة بابا ببلوس، واستقر به الحال في النهاية في منطقة كامبيونا الإيطالية الموجودة داخل الحدود السويسرية وامتلك قصر فاره بها وكذلك شركات ضخمة سهلت عليه الحصول على الجنسية الإيطالية بجوار الجنسية المصرية.
علاقاته الدولية
وبسبب قوة يوسف ندا الاقتصادية وعلاقاته المتعددة برؤساء الدول اختاره الإخوان مفوضا للعلاقات الدولية بالجماعة أي المسئول الأول عن العلاقات الدولية الخاصة بالإخوان، وقد نجح ندا نجاحا باهرا في هذا الملف، حيث نجح في فتح باب الحوار بين الإخوان والأمريكان الأمر الذي ساهم لوصول الجماعة إلى سدة الحكم في مصر بعد ثورة 30 يونيو المجيدة.
كما نجح في الحصول على اعتراف من بريطانيا بأهمية الجماعة لدرجة أنها رحبت بوجود تنظيم دولي للإخوان بها، بخلاف مساهمته في تأسيس الشركات الكبرى والمراكز الإسلامية بجميع أنحاء أوربا.
يوسف ندا كانت له علاقات قوية في المنطقة العربية، حيث أنه كان السبب الرئيسي في تأسيس فرع للإخوان في إيران وامتلاك الجماعة علاقات قوية جدا بين النظام الإيراني ظهرت جليا بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم.
لعب ندا أيضا دورا هاما في إنقاذ فرع الإخوان بالجزائر حيث صنع علاقة قوية بين النظام الجزائري جعلته يتغاضى عن حظر نشاطات الجماعة هناك، وكانت علاقاته متعددة ومتشعبة في جميع دول العالم تقريبا.
مشاكله مع أمريكا
وعلى الرغم من دبلوماسيته الكبيرة إلا أنه دخل في عداء في فترة مع الفترات من النظام الأمريكي وصل إلى حد اتهامه بدعم وتمويل الإرهاب من خلال رئاسته لبنك التقوى، وقد سبق هذا الأمر مشادة كبيرة حدثت بين وبين الرئيس الأرميكي بوش الأب عام 97 في مؤتمر السلام والتسامج بمعهد بينمنزو الشهير، وبسبب هذه الأمور تم تجميد أمواله في أمريكا عام 2001 بعد أن أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه كان أحد داعمي أحداث 11 سبتمبر الشهيرة.
انتهت أزمة يوسف ندا مع الإدارة الأمريكي عام 2009 حيث تم رفع اسمه من قوائم الإرهاب وسمح له بممارسة نشاطه الاقتصادي من جديد بعد أن تمت تبرأته في كل من أمريكا وسويسرا وإيطاليا من كل التهم التي وجهت لها ومنها دعم وتمويل الإرهاب والمشاركة في أحداث 11 سبتمبر الشهيرة.
يوسف ندا ومبارك
على الرغم من وجوده خارج مصر إلا أنه ارتبط بعداء كبير لنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وخاصة بعد أن حاكمه عسكريا غيابيا في إبريل 2008 بتهم الإرهاب وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات وكان معه في القضية صديقه الشهير غالب همت، وبسبب هذه القضية لم يدخل يوسف ندا مصر حتى أصدر المعزول محمد مرسي عفوا عاما عنه عام 2012 وأسقط عنه وعن قيادات الإخوان كل الأحكام القضائية السابقة.
ترك العمل
ترك يوسف ندا عمله كمفوض للعلاقات الدولية للإخوان، واختفى عن الأنظار لفترة طويلة مكتفيا بأعماله الخاصة والاهتمام بأسرته، ولم يعد لمصر حتى في عهد مرسي، وكان مقلا في حديثه للإعلام المصري حيث كان آخر حوار صحفي له مع جريدة المصري اليوم عام 2007 ذلك الحوار الذي اعترف فيه بامتلاك الإخوان 100 مليون عنصر في 72 دولة بالعالم.
أسرار حول يوسف ندا
أسرار حول يوسف ندا
من أهم الأسرار حول يوسف ندا، أنه الممول الرئيسي للإخوان في مصر، حيث هو من ساهم في جمع الأموال التي لزمت الجماعة لخوض الانتخابات الرئاسية ومن قبلها الانتخابات البرلمانية عام 2012.
امتلك ندا بعلاقات قوية مع إسرائيل حيث اتهم في فترة من الفترات بتوريد الأسمنت للكيان الصهيوني والذي تم به بناء الحدود المصطنعة بين فلسطين وإسرائيل.
يعتبر يوسف ندا السبب الرئيسي في موافقة أردوغان على استقبال إخوان مصر في أراضيه حيث يربطه بالرئيس التركي صداقة قوية جعلته يتوسط لديه للسماح بأعضاء الجماعة بالتواجد في بلاده خوفا من أن يتم القبض عليهم في مصر.