«حوران».. مقر داعش الجديد على الحدود السورية الأردنية
تبنى تنظيم داعش الإرهابي، عملية إرهابية هي الأولى من نوعها الأسبوع الماضي، في منطقة "حوران"، جنوب سوريا، زاعمًا سقوط عشرات القتلى والمصابين من الجيشين السوري والروسي، إثرها.
وحسب ما نشرته صحيفة "النبأ" الأسبوعية التابعة للتنظيم، الجمعة الماضي، فقد قتل 60 عنصرًا من الجيش الروسي والسوري، ممن وصفهم التنظيم الإرهابي بـ"الصليبيين والمرتدين"، على خلفية عملية انتحارية في ريف درعا الغربي. وذكر ما يعرف بـ"المكتب الإعلامي لولاية حوران"، أن تلك العملية هي الأولى باسم "ولاية داعش الجديدة"، التي تضم مناطق "درعا، والقنيصرة، وحوض اليرموك".
حوران هي المنطقة الجنوبية من سوريا، والتي تمتد جغرافيا إلى شمال الأردن حتى جبال عجلون في الأردن. والمنطقة ذات طبيعة سهلية تتميز بتربتها البركانية الحمراء، وتحدها من الغرب هضبة الجولان وبادية الشام من الشرق. يوجد في سهل حوران عدد من الأحواض النهرية أهمها حوض نهر اليرموك.
لم يكتف التنظيم بالإعلان عن "ولايته الجديدة"، بل حمل العدد نفسه تهديدا ووعيدًا، للفصائل السورية في تلك المنطقة، لاسيما "هيئة تحرير الشام"، وتحالفها الجديد الذي يضم ما يقرب من ثماينة فصائل أبرزها "جماعة حراس الدين"، الموالية لتنظيم القاعدة بزعمة أيمن الظواهري.
وجاءت الافتتاحية التي تحمل اسم (وعود الطواغيت)، تتهم التنظيمات التابعة للقاعدة، بالتحالف مع الجيش السوري وحليفه "روسيا"، قائلةً: "فصائل الجنوب كان لهم الدور البارز في تحقيق غاية النظام، فالكبر والعجب والغرور وفساد وسلوك مسلك الضلال والجاهلية هو الذي أوصى قادات الصحوات لهذا الحال، فكم حذرهم جنودنا من مشاريع مشابهة حصلت مسبقا في خراسان والعراق، وهم اليوم يحصدون نتائج انحرافهم بعد أن ضاقت بهم السب".
وحسب التنظيم الإرهابي، فإن تأسيس الولاية الجديدة جاء للتصدي والدفاع عما ما تبقى من مناطق "أهل السنة" في الجنوب- بحسب زعمهم- ضد سيطرة وتوسع الجيشين السوري والروسي، وخذلان من وصفوهم بـ"الصحوات"- في إشارة إلى تنظيمات القاعدة- التي تنتشر في تلك المنطقة.
من جانبه، وجه عضو مجلس الشعب السوري، خالد العبود، نداءً أخيرًا إلى من وصفهم بـ"أهله في حوران"، في بيان له، طالبهم بدعم العملية العسكرية الكبرى التي بدأها الجيش السوري لتحرير درعا والمناطق الجنوبية من الميليشيات الإرهابية المسلحة، قائلًا: "يا أهلي في جنوب الخير والصمود والتضحيات، يا أهلي على أكتاف اليرموك وتشرين، يا أهلي على شرفات المجد والوطنيّة والبسالة، منذ فجر التاريخ حتى آخر صرخة طفل في مدرسة من مدارس حوران، السلام على من اتبع الموت شهادةً فأصبحت في شرعه سنّة محمّديةً، دفاعًا عن وجوده وأرضه وعرضه".
وفي تحليل لما يحدث في تلك المنطقة، حذر رياض نعسان أغا، وزير الثقافة السوري السابق، عبر مقال كتبه بصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، من تمدد الصراعات على الأرض في "حوران" وضواحيها، بسبب وجود أكثر من نصف مليون مدني يعيشون على الخط الحدودي في الجنوب، لاسيما بعد تعرضها لضربات كبيرة من السماء، عبر الطيران الروسي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان بسوريا، نشر في 6 يوليو الجاري، أنه جرى التوصل لاتفاق يتضمن وقف إطلاق نار فوري في درعا، والسويداء، وحوران، والبدء بتسليم السلاح الثقيل من قبل الفصائل ومن ثم تسليم السلاح المتوسط، وعودة الأهالي إلى القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة النظام وغير الخاضعة لها بضمان الشرطة العسكرية الروسية وبرفقة الهلال الأحمر، وتسوية أوضاع من يرغب من الأهالي والمقاتلين، وخروج من يرفض الاتفاق نحو الشمال السوري، ورفع العلم السوري المعترف بها دوليًا على المؤسسات الحكومية وعودة المؤسسات إلى العمل، وتسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والمطلوبين لها وإعطائهم تأجيلًا لمدة 6 أشهر.
كما شمل الاتفاق انتساب من يرغب بقتال "داعش" وجيش خالد بن الوليد، إلى الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا لقتال التنظيم، وحل مشكلة المعتقلين والمختطفين، وتبادل جثث القتلى وتسليم الأسرى، على أن يجري ذلك كله بضمانة روسية كاملة.