الظواهري.. وادعاءات الفروسية تحت راية النبي
يعتبر تنظيم القاعدة من أكثر التنظيمات الإرهابية المؤثرة على الساحة الاقليمية والدولية، ولذلك كان من الضرورى أن نعرف من خلال مفكرى التنظيم جوانب الضعف والقوة فى هذا التنظيم، والمنهج الذى يسير عليه وعلاقاته بالجماعات الأخرى، وكيف يرى منظرى التنظيم المستقبل.
فمن أهم الكتب التى ورد فيها إجابة لكل ما سبق، كتاب" فرسان تحت راية النبى" لمؤلفه أيمن الظواهرى(زعيم تنظيم القاعدة الحالى)، وفيما يلى أهم ما جاء فى هذا الكتاب:
تدور الفكرة الرئيسية لكتاب "فرسان تحت راية النبى " حول فكرة الجهاد عند الأمة الإسلامية، وانه لا بد من الاستمرار فى حالة الجهاد ومواصلة المقاومة، وكيف نمت الحركات الجهادية منذ نشأتها كالنبت الصغير، ويؤكد أن الجهاد روح الأمة الإسلامية ومقاومة الظلم والطغيان.
من الملاحظ فى حديث الظواهرى عن الجهاد أنه متأثر كثيرا بالأب الروحى للتنظيم "عبدالله عزام" من خلال مقولات عزام فى الجهاد وهى أن واجب على الفرد أن يعيش فى حالة جهاد مستمرة، وأن الجهاد ضرورة حياتية للمسلم ليتحرر من الخوف والوهم والرعب، ويوصف عزام الجهاد باانها أعز ما يكون فيها الانسان.
تناول الكاتب هذه الفكرة على جزئين، وأهم ما ورد فيهما من أفكار تتمثل فى حديث الظواهرى عن المرحلة السابقة من تاريخ تنظيم القاعدة وحددها الظواهرى فى الانتشار بمعنى انتشار الحركات الاسلامية المجاهدة، والصدام حيث نفذت الحركة الإسلامية المجاهدة عددا ضخما من الهجمات على أعداء الإسلام.
أثبتت الحركة خلال الفترة الماضية انها قوة ذات جذور عميقة فمازالت متواجدة رغم كل يواجه لها من ضربات، اصبح التنظيم يواجه من خلال قوة دولية، توضيح الفكر والمنهج الخاص بالقاعدة.
من جوانب الضعف التى تحدث عنها الظواهرى هى ضعف التخطيط والإعداد للأعمال الجهادية وأن القاعدة نفذت العديد من الأعمال الجهادية خلال المرحلة السابقة دون تخطيط لها، ضعف الخطاب الشعبى حيث أن الخطاب لم يكن مفهوم للعامة والجماهير، ذلك بالاضافة إلى تراجع بعض القيادات عن الاستمرار فى المواجهة.
فى نهاية الفصل أكد الظواهرى أن تنظيم القاعدة فشل فى تحقيق هدفه المتمثل فى اقامة الدولة الإسلامية فهو لم يتحقق إلى الأن، بل يؤكد الظواهرى أن الحركة الاسلامية مستمرة ولم تحدد توقيت فى الوصل إلى هدفها.
فى الفقرات السابقة حاول الظواهرى تقيم تنظيم القاعدة من خلال توضيح جوانب ناجح وإخفاق التنظيم، وكان الظواهرى قد أصاب فى حديثه عن تفرع التنظيم حيث أن تنظيم القاعدة انتشر خلال الفترة السابقة بشكل واسع فأصبحت القاعدة فى المغرب، والصومال، وليبيا، واليمن، ومالى، بالاضافة إلى تنفيذها عدد من الهجمات داخل أوروبا وامريكا.
ام فى حديثه عن بقاء التنظيم واستمراره فى تحقيق أهدافه، فيري بعض المراقبين أن التنظيم سيتم القضاء عليه من خلال التعاون الدولى والإقليمى، وتوحيد الجهود فيما بينهم، وأن يضعوا أمام أعينهم انهم فى مهمة لكى يعيش العالم أجمع فى سلام.
فى حديث الظواهرى أن التنظيم يتأخذ من القران والسنه منهج وفكر، فهذا كلام لا أساس له من الصحة فالتنظيم قائم على أفكار مغلوطة عن الدين يحاول التلاعب بها لتجنيد من الشباب اللاواعى.
وفى الجزء الثانى من الكتاب تحدث الظواهرى عن الواقع، وتحديد من هو العدو ورتب أولويات التنظيم فى القتال وكانت بالترتيب الأتى الأمريكان، اليهود، الأنظمة الموالية لهما.
ويحاول الظواهرى تحديد دوافع التنظيم فى مقاتلة لأعداءه وتتمثل فى الدعم للأنظمة المحلية الحاكمة ذلك بالاضافة، بالاضافة إلى محاربة دول الغرب للشريعة الاسلامية.
وتاتى محاربة التنظيم للأنظمة المحلية نظرا لتبعية هذه الأنظمة لأعداء الإسلام الخارجيين وخص النظامين المصر والسعودى بالذكر، وأسهب فى ايضاح ذلك من خلال عرضه للنظم الحاكمة فى كل من الدولتين.
ونلاحظ من خلال حديث الظواهرى عن نظم الحكم فى أمريكا إسرائيل، أو فى حديثة عن الانظمة المحليه انها غير قادر على فهم لغة السياسة، فتنظيم القاعدة لم يدخل الحياة السياسية ولم يتتطرق إلى اى من جوانبها، فالتنظيم لم يفهم سوى لغة الدم على أسس خطأه.
وفى الجزء الأخير من الكتاب تحدث الظواهرى عن التيارات الإسلامية ولخصها فى الحركات الجهادية، والإخوان المسلمين.
فى حديث الظواهرى عن الحركات الإسلامية لخص الظواهرى شروط الجهاد فى شرطين وهما وضوح العقيدة، وضوح المواجهة التى تتمثل فى تحديد العدو.
وفى الشق الثانى تحدث الظواهرى عن جماعة الإخوان وأكد انها أوسع الحركات الإسلامية، وفى وصفها لحال جماعة الإخوان أوضح ان جماعة الإخوان عامة وفى مصر خاصة تحتاج إلى تأمل وتدبر حيث انها تنمو تنظيميا ولكنها تنتحر عقائديا وسياسيا.
ارجع سبب الانتحار لان الجماعة تتبع سياسة غير واضحة حيث أنها بايعت حسنى مبارك فى عام1987 وهو كان يمثل لها العدو، فعدو اليوم أصبح حليف الغدا.
وهذا يذكرنا أيضا بتنظيم القاعدة وعدم وضوح سياسته فكانت تتحالف مع الأمريكان لمجابهة السوفيت، ثم حددت العدو الأمريكى كأولوية لها فى القتال.
فى نهاية الباب ذكر الظواهرى مستقبل القاعدة، وأكد الظواهرى ان المعركة عالمية بين التنظيم والقوى الغربية، وأن التنظيم لن يقبل الحل إلا ما اطلق عليه المواجهة، واكد على عدم تخلى التنظيم عن أهدافه فى اقامة الدولة الإسلامية.
ويتضح من كل ما سبق أن الفكر فى تنظيم القاعدة يتميز بالجمود التام، فهو لديه هدف محدد وضع له استراتجية من نشأت التنظيم ولم يغير فى خطته فى المواجهة، وبالتالى يسهل على القوى الى تناهض التنظيم ان تقضى عليه.