محمد الباز يكتب: "لا تلعبوا مع الجيش".. رسالة السيسى التي لم يفهمها الإخوان
- الجماعة كانت تتحرش بالمؤسسة العسكرية وسعت لاختراقها والسيطرة عليها
-«الإخوان» كلفت الشاطر والكتاتنى بلقاء السيسى بعد تصريحاته حول «مهلة الأسبوع»
- مرسى أعلن قطع العلاقات مع سوريا دون أن يتشاور مع أجهزة الدولة السيادية أو يأخذ رأى وزارة الخارجية
- بيان السيسى بمنح القوى السياسية أسبوعًا للتوافق قبل 30 يونيو لم يكن بتنسيق مع مرسى كما ادعت «الإرهابية»
لم يكن اجتماع ٢٢ يونيو ٢٠١٣ الذى عقده وزير الدفاع ومعه عدد من قيادات الجيش مع الرئيس الإخوانى محمد مرسى حدثًا عابرًا، بل كان معبرًا جدًا عن حالة القلق التى غلفت الأحداث، وهى الحالة التى حركت القيادات للذهاب إلى قصر الاتحادية دون موعد، لتقديم النصح والمشورة، لكن يبدو أن مرسى اعتبر ما قالوه تحذيرًا فواصل عناده، وهو العناد الذى أوصله إلى خطاب ٢٦ يونيو، الذى أنهى على أى أمل فى أى تفاهم من أى نوع.
انصرف القادة من قصر الاتحادية وهم على يقين تام بأن الأمور حتمًا ستصل إلى حافة الهاوية، لكن الفريق أول عبدالفتاح السيسى لم ييأس، ولم يعتبر أن جولات النقاش مع مرسى انتهت، حتى هذه اللحظة كان يرى أن الأمور المعقدة بفعل ما قامت به الجماعة يمكن تجاوزها، دون أن يصل الشعب المصرى إلى مرحلة الاقتتال الأهلى.
كانت هناك إشارة واضحة جدًا أرسلتها جماعة الإخوان إلى الشعب، وهى أنها مستعدة من خلال ميليشياتها ومجموعاتها المسلحة لأن تسحق المحتجين الذين قرروا أن ينزلوا فى مظاهرات حاشدة فى ٣٠ يونيو لنزع غطاء الشرعية عن محمد مرسى ومطالبته بالرحيل.
تذكرون المؤتمر الحاشد الذى عقدته الجماعة تحت رعاية محمد مرسى فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة؟.
هو بالضبط المؤتمر الذى أطلقوا عليه «مؤتمر نصرة سوريا»، ولم يكن كذلك بالطبع، فمن ظاهر الكلمات التى ألقاها مرسى ومجموعة من الموجودين، الذين كانوا يمثلون الأحزاب الإسلامية، بدا أن هناك تهديدًا واضحًا للجميع، وأن الجماعة لن تتسامح مع من يخرج على حكمها.
نحن الآن فى اليوم ١٥ يونيو ٢٠١٣.
محمد مرسى يدخل إلى الصالة المغطاة فى سيارة مكشوفة، وكأنه قائد منتصر يحيى الجماهير المحتشدة التى تهتف باسمه، وكان المشهد هزليًا جدًا، فالرجل المتهافت الذى لم يدخل معركة واحدة فى حياته، ولم ينتصر فى أى شىء، يتعامل مع نفسه وتتعامل معه جماعته كذبًا وزورًا على أنه زعيم، رغم أنه كان بينه وبين الزعامة الحقيقية مساحات شاسعة.
فى هذا المؤتمر كان لافتًا ما قاله محمد عبدالمقصود، أحد قيادات الجماعة السلفية بالقاهرة، الذى ألقى نفسه تحت أقدام الإخوان المسلمين خادمًا مطيعًا للجماعة ولرئيسها الإخوانى، خرج عبدالمقصود عن النص، وأعتقد أن هذا كان مقصودًا تمامًا ومتعمدًا تمامًا.
تحدث عن الدعوات للخروج فى ٣٠ يونيو، وهدد الذين يفكرون فى ذلك، بأنهم لن يتركوهم، لأنهم بما يفعلونه خارجون على الإسلام، وبدأ فى وصلة دعاء كساها الخشوع الكاذب، يطلب الهلاك والدمار لمن يفكرون فى الخروج على الرئيس.
لم تكن هذه هى المفاجأة الوحيدة، رأينا محمد مرسى وهو يرفع يديه ويخفض رأسه، ليؤمّن على دعاء محمد عبدالمقصود، فى إشارة ليست للموافقة على ما يقوله فقط، ولكن على مباركته بشكل كامل، وكأنها كانت إشارة أخرى من الرئيس إلى ميليشيات الجماعة المسلحة أن تتدخل فى الوقت المناسب، وأن تكون مستعدة لمن اعتبروهم خارجين على طاعة الحاكم.
كانت هذه أول مرة فى التاريخ تقريبًا، نرى رئيس دولة يقوم بالدعاء على شعبه بالهلاك، لكن إذا عرفنا أن هذا لم يكن دعاءً عابرًا، بل كان تهديدًا مبطنًا تمامًا، سندرك أن الأمور تسير بشكل طبيعى جدًا.
كانت هناك رسالة أخرى، أعتقد أنها وصلت لكثيرين، وهى أن محمد مرسى قرر فى هذه اللحظة التى وافق فيها على الدعاء على شعبه بالهلاك، أنه ليس رئيسًا للمصريين جميعًا، بل هو فقط رئيس لهؤلاء الذين يجتمع بهم من أعضاء جماعته، ومن أبناء الدعوة السلفية، ومن أعضاء الأحزاب الإسلامية، أما غيرهم فهو لا يعرفهم ولا يعترف بهم.
أعلن الرئيس الإخوانى الحرب على الجميع محتميًا بأبناء جماعته، معتقدًا أنهم يمكن أن يحموه من الشعب المصرى، الذى كان قد قرر أنه لا بقاء للإخوان ولا لرئيسهم ولا لجماعتهم ولا لمرشدهم، بعد أن خرجوا عن الخط الوطنى، وبعد أن اختطفوا مصر تمامًا، ويريدون بإصرار تغيير هويتها وشكلها وقطع كل صلة لها بماضيها وحضارتها وثقافتها.
لم يكن هذا هو كل شىء فى هذا المؤتمر، بدا محمد مرسى وهو يتحدث شخصًا أرعن، أبعد ما يكون عن مسئوليات الرئيس وإدراكه ووعيه بأبعاد الأمن القومى لدولته، دون أن يتشاور مع أجهزة الدولة السيادية، أو يأخذ رأى وزارة الخارجية، قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، معلنًا انحيازه السافر لما ادّعى أنها جماعات المعارضة السورية، بل طلب من الجيش أن يتدخل فى سوريا بشكل مباشر لنصرة الشعب السورى كما ادعى، بل طلب من الجيش أن يقوم بتدريب بعض ممن سماهم المجاهدين الذين ينتمون إلى الجيش السورى الحر، حتى إذا عادوا إلى سوريا يكونون قادرين على أن يقفوا فى مواجهة الجيش الوطنى السورى.
كان ما قاله محمد مرسى كارثة بكل المقاييس، لأنه دون أن يدرى يعلن الحرب على دولة وطنية، تقاوم محاولات تقسيمها وتفتيتها، لكنه كان متسقًا مع نفسه ومع القوى الدولية التى كانت تخطط لإنهاء سوريا تمامًا.
لكن كان هناك ما هو أكثر، فالخطة التى نسجها محمد مرسى كانت أعمق من ذلك تمامًا.
كان يعرف أن الجيش المصرى جيش وطنى، ولن يقبل بأخونة الدولة، أو ابتلاع جماعة الإخوان لها، ولم يكن أمامه إلا أن يُضعف هذا الجيش ويشتته ويفتته ويشوّه صورته، وكان اعتقاده أنه بإرساله لسوريا يستطيع أن يفعل ذلك، لكن المفاجأة أن قيادات الجيش المصرى كانت واعية تمامًا، ورفضت تمامًا أى محاولة للزج به فى معركة أبعد ما تكون عن أولويات الأمن القومى المصرى.
لم يكن رفض قيادات الجيش لما طرحه محمد مرسى من باب الخروج عن أوامر مَنْ كان يحلو له ترديد أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكن لأنهم كانوا على ثقة أن هذا القائد المزعوم يريد توريط الجيش لمصلحة جماعته، ولمصلحة مشروع دولى يسعى إلى إنهاك المنطقة وإفقادها عناصر قوتها.
لقد التزم الجيش المصرى فى السنة التى حكم فيها الإخوان بالشرعية التى منحها الشعب المصرى لمرسى، وحافظوا عليها حتى اللحظة الأخيرة، وكانت الفكرة المسيطرة على الجميع والحاكمة لهم، أنهم ملتزمون بما يريده الناس، ذهبوا إلى صناديق الاقتراع وجاءوا بمرسى، فاعترف به الجيش، ثم قرر الشعب أن يخلعه فانحاز الجيش لهم، رغم أن الجيش لم يكن يرغب فى أن يقف هذا الموقف، لأنه كان يدرك أن أى ثورة ستعود بنا إلى النقطة صفر، وستجعلنا جميعًا نعمل من جديد، وهو الأمر الذى أشار إليه السيسى أكثر من مرة، دون أن ينتبه لذلك أحد.
اعتبر البعض أن رسالة السيسى التى كان يرددها وهو وزير دفاع، وهى: «لا تلعبوا بالجيش ولا تلعبوا معه، لأن اللعب بالجيش أو معه هو لعب بالنار»- اعتبر البعض أن هذه الرسالة للشعب الذى يريد أن ينزل الجيش مرة أخرى إلى الحياة السياسية، كان الناس يهتفون فى الشوارع وخلال المسيرات وفى المظاهرات «انزل يا سيسى.. مرسى مش رئيسى»، فقد لجأ الشعب إلى المؤسسة الوحيدة التى يعرف أنها ملتزمة بخط الدولة الوطنى، ولن تحيد عنه أبدًا فى أى وقت، ولا تحت أى ظرف.
الرسالة كانت للإخوان بشكل كامل، لأن الجماعة ومنذ لحظتها الأولى فى السلطة كانت تتحرش بالمؤسسة العسكرية، وكانت أجهزة المعلومات فى الدولة ترصد محاولات اختراق المؤسسة العسكرية بفروعها والسيطرة عليها، وأعتقد أن رسالة السيسى كانت للجماعة وحدها، لكن غرورها جعلها لا تستوعب، وكان طبيعيًا أن تسقط.
بعد مؤتمر نصرة سوريا، جلست مع أحد السياسيين الكبار، الذين يعرفون قدر الجيش جيدًا، ويعرفون أيضًا ما تريده جماعة الإخوان وتخطط له، وتسعى إلى تنفيذه، قال لى: «إن ما أعلنه مرسى اليوم بمثابة إعلان حرب على المؤسسة العسكرية، وقد فهمت المؤسسة ذلك، إنه يفرض عليها صراعًا لا تريده ولا ترغبه، ودون أن يدرى مرسى جعل الصراع بين المؤسسة التى يقف الجيش فى ظهرها والجماعة صراعًا صفريًا، فإما تنهار المؤسسة وإما تنتهى الجماعة.. ولأن المنطق يقول إن المؤسسة لا يمكن أن تنهار لأن قياداتها يدركون خطورة ذلك، ولأن الشعب يعرف أنه لا يمكن أن يعيش دون مؤسسة عسكرية واضحة، فلن يسمح لأحد بالاقتراب منها، وبالتالى فإن الجماعة حتمًا ستنهار، وهو ما جرى بعد ذلك».
كان هذا الموقف المرتبك والملتبس، حاضرًا وبقوة فى لقاء ٢٢ يونيو ٢٠١٣، وكان حاضرًا وبقوة أكبر فى الندوة التثقيفية الخامسة التى عقدتها القوات المسلحة فى ٢٣ يونيو ٢٠١٣، وهى الندوة التى ألقى فيها السيسى بيانًا واضحًا منح فيه القوى السياسية مهلة أسبوعًا واحدًا لتصل إلى كلمة سواء تتفق فيها على مصلحة الوطن العليا، وإلا فإن الجيش لن يقف مكتوف الأيدى، لأن المؤسسة العسكرية ومن منطلق إيمانها بدورها التاريخى لا يمكن أن تسمح للأوضاع العامة بالتردي.
البيان الذى ألقاه السيسى كان واضحًا وصريحًا وكاشفًا، قال فيه: «القيادة العامة للقوات المسلحة منذ توليها المسئولية فى أغسطس ٢٠١٢، أصرت على أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسى وتفرغت لرفع الكفاءة لأفرادها ومعداتها، وأن ما تم من إنجازات خلال الثمانية عشر شهرًا السابقة يمثل قفزة هائلة».
دخل السيسى إلى الأزمة بقوة، وقال: «هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع، وإن استمرارها خطر على الدولة المصرية، ولا بد من التوافق بين الجميع، لأنه يُخطئ من يعتقد أن هذه الحالة فى صالح المجتمع، بل تضر به وتهدد الأمن القومى المصرى، ويُخطئ من يعتقد أننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية، ولذلك لن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد فى صراع تصعب السيطرة عليه».
كان مهمًا ما قاله السيسى عن علاقة المؤسسة العسكرية بالشعب، قال: «أؤكد أن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية، وهى جزء من أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر، ويُخطئ من يعتقد أنه يستطيع بأى حال من الأحوال الالتفاف حول هذه العلاقة أو اختراقها، فإرادة الشعب المصرى هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة، ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن أن نسمح بالتعدى على إرادة الشعب، وإنه ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهلنا المصريين».
صك السيسى عبارة واضحة سارت منهجًا سرنًا عليه جميعًا مع الجيش بعد ذلك، وهى: «الموت أشرف لنا من أن يُمس أحد من شعب مصر فى وجود جيشه».
أكد السيسى أيضًا أن الجيش لن يقبل بالتعدى عليه أو التجاوز فى حقه، بقوله: «إن الشعب المصرى بأكمله هو الحاضن لجيشه، وإن القوات المسلحة لن تقف صامتة بعد الآن تجاه أى إساءة قادمة توجه إليها، وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومى».
وحتى يؤكد هذا المعنى، قال: «الجيش المصرى هو كتلة واحدة صلبة ومتماسكة وعلى قلب رجل واحد يثق فى قيادته وقدرتها، وأنه تجنب خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى، إلا أن مسئوليته الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب تحتم عليه التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة».
ثم كانت الرسالة الأكبر والأخطر فى تاريخ الثورة المصرية، قال السيسى: «إن القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، ولدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله».
لم تفهم جماعة الإخوان المسلمين هذه الرسالة أيضًا، رغم أنها كانت واضحة جدًا، حاول البعض أن يصوّر الأمر على أن السيسى كان يتحدث مع من يريدون الخروج فى ٣٠ يونيو، ومهدت الجماعة لذلك بتصريح منسوب إلى أحد قياداتها يقول، إن هذا البيان الذى ألقاه وزير الدفاع كان بالتنسيق مع الرئيس، وإنه كان على علم كامل به.
لم يكن هذا صحيحًا بالطبع، فقد صاغ السيسى البيان فى فترة الاستراحة خلال الندوة التثقيفية، اجتمع مع قيادات الجيش، وناقش معهم الأوضاع المتردية، واقترحوا جميعًا أن يصدر بيان عن القيادة العامة للقوات المسلحة تؤكد فيه موقفها، وحدث هذا دون أن يقابل السيسى مرسى، وهو ما جعل أحد القيادات العسكرية يصرح بأن وزير الدفاع لم يقابل الرئيس خلال هذا اليوم إلا فى الساعة الخامسة مساء، فى إشارة واضحة إلى أنه لم يجر أى تنسيق بينهما بخصوص البيان الذى كان صادرًا فى الأساس للإخوان المسلمين، لكن الجماعة فيما يبدو كانت حريصة على التدليس حتى اللحظة الأخيرة، وهو التدليس الذى لم ينفعها فى شىء على الإطلاق.
كان لا بد أن تتحرك الجماعة، فعقدت اجتماعًا فى مكتب الإرشاد مساء ٢٣ يونيو، واستقرت فيه على رفضها بيان وزير الدفاع الذى يعرى فيه الرئيس وموقفه، وقرروا أيضًا أن يرسلوا إليه من يتحدث معه، ويراجعه فيما قاله، خاصة أن الرئيس عندما قابل وزير الدفاع مساء ٢٣ يونيو، قال له إن البيان بهذه الصيغة يزيد الأمور اشتعالًا، وإن الجماعة ثائرة جدًا وغاضبة منه، لأنه يشجع الرافضين لحكم الجماعة على الخروج فى مظاهرات ٣٠ يونيو، لأنهم بذلك يطمئنون إلى أن الجيش معهم.
كان السيسى صريحًا فى رده على محمد مرسى، لم يزين له الصورة، ولم يقل له كلامًا يريحه والسلام، بل أكد أن القوات المسلحة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدى أمام المخاطر التى تهدد أمن البلاد، وأن عليه أن يستجيب للمطالب الشعبية، التى قدمتها قيادات الجيش فى اجتماع ٢٢ يونيو، وهى المطالب التى لم يلتفت إليها مرسى، بل وعد بأن يقوم بدراستها، رغم أن الوقت كان ضيقًا جدًا.
قررت الجماعة أن يذهب سعد الكتاتنى- الذى كان وقتها رئيسًا لحزب الحرية والعدالة-، وخيرت الشاطر، نائب المرشد العام، للحديث مع السيسى، اتصلا بمدير مكتب وزير الدفاع اللواء عباس كامل صباح ٢٤ يونيو طالبين موعدًا، فحدد لهما موعدًا صباح ٢٥ يونيو.
كانت الأحداث سريعة ومتلاحقة، غضب الشعب يطارد الإخوان فى كل مكان، وقيادات الجماعة لا يرغبون فى شىء إلا فى إنقاذ أنفسهم من المصير الذى يتراءى أمامهم، وأعتقد أن المواجهة التى جرت بين السيسى والكتاتنى وخيرت الشاطر، كانت فاصلة جدًا فى مسيرة الثورة المصرية.
بدا خلالها أن أعصاب الجماعة مهتزة بشدة، وبدا أيضًا أن السيسى صاحب موقف واضح لم يتراجع عنه.. ولهذا حديث آخر.