قيادي إخواني سابق: 30 يونيو ثورة شعبية باعتراف الجماعة
اعترف المستشار عماد أبوهاشم، عضو المكتب التنفيذي السابق لحركة قضاء من أجل مصر الإخوانية، بأن ما حدث في 30 يونيو عام 2013 ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا كما تزعم جماعة الإخوان الإرهابية.
وأكد في مقال له بعنوان "اعتراف الإخوان: ثورة لا انقلاب" أن 30 يونيو ثورة شعبية حقيقية أزاحت حكم الجماعة، وقال: "الجماعة العميقة أفصحت ـ مؤخرًا ـ عن تفاصيل الأيام الأخيرة لحكم الإخوان في مصر بعد خمسة أعوامٍ من تلك الأحداث، وكأنهم قرروا فجأة إخراج تفصيلات الأحداث من عالم الغيب والأسرار إلى عالم النور والشهادة مُتذرِّعين لبلواهم بأنهم كانوا ضحية مؤامرةٍ خبيثةٍ استهدفت تضليلهم بمعلوماتٍ زائفةٍ تُقلِّصُ من حجم المظاهرات المُتوقعَة ذلك اليوم، فاطمأنوا أيما اطمئنانٍ أنهم ماكثون في الحكم أبدًا؛ لذلك جعلوا أصابعم في آذنهم واستغشَوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا وضربوا بمطالب قوى الشعب عرض الحائط، لتفاجئهم ـ بعد ذلك ـ الحقيقةُ التي قالوا إنهم دُلِّسَ عليهم فيها بحشودٍ جرارةٍ من المتظاهرين الرافضين لحكمهم".
وأضاف في مقاله قائلا: في هذا التقرير أرادوا أن يُثْبِتُوا أنهم كانوا ضحية التآمرعليهم ليتعاطف الناس معهم، فكشفوا ـ من حيث لا يدرون ـ عن حقيقةٍ باتوا يخفونها طى الكتمان ألا وهى تقديرهم للحجم الحقيقىِّ للحشود الشعبية التي أسقطت حكمهم في ذلك اليوم المشهود، وأنها لم تكن مظاهراتٍ عاديةً بل كانت ثورةً شعبيةً عبَّرت فيها حشود الشعب الغاضبة عليهم الكارهة لحكمهم عن رغبتها الأكيدة في الإطاحة بهم، وكذلك ـ وهم لا يشعرون ـ فقد كشفوا عن وجه سياستهم القبيح في التعامل مع مطالب الشعب الذى أولاهم شرف الثقة فيهم حين ألمحوا إلى أنهم لو كانوا يتوقعون الحجم الحقيقى للغضب الشعبى المتأجج ضدهم لانصاعوا لإرادة الأمة، أمَا وإنهم لم يدركوا ذلك أو دُلِّس عليهم ـ بحسب زعمهم ـ فقد استباحوا لأنفسهم أن يَتَحَدُّوا الإرادة الشعبية وأن يسخروا منها لاعتقادهم الواهم أنها أضعف من أن تُنْزِلَهُم عن عرش السلطة الذى ركبوه.
وتابع: لقد كنتُ واحدًا من الذين صَدَّقوا جماعة الرب حين شكك أتباعها في وصف تلك الحشود بأنها كانت ثورةً حقيقيةً، وكيف لا أصَدِّقهم وهم أولياء الله وأحباؤه الذين اصطفاهم وفَضَّلهم على العالمين؟ لكن إرادة الله أبت أن تدع أمثال هؤلاء يشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا، فأشهدهم الله بألسنتِهم على أنفسِهم أنهم هم صانعو الكذب وأئمة الكاذبين، حتى أصبحْتُ أسأل نفسى، أى حديثٍ افتروه ـ من قبل ـ يحتمل الصدق؟ فلا أجد إلا الكذب والتضليل، لقد تذبذبوا في افترائهم على الحق من ادعاءٍ إلى ادعاء ومن افتراءٍ إلى افتراء، فبعد أن خاب سعيهم في ادعاء أن حشود ذلك اليوم كانت وهميةً وأن الصور التي التُقِطَتْ لها كانت صورًا أرشيفيةً تُسجِّل أحداث ثورة يناير لعجزهم عن إقناع الناس بذلك ـ ما لبثوا أن اعترفوا بحقيقة الحجم الحقيقى لتلك الحشود.
واستطرد المستشار عماد أبو هاشم في حديثه: ربما يخدعك الواحد منهم بزُخرف القول غروًا فيقول لك إن المؤسسة العسكرية كان لها دورٌ في الإطاحة بهم في يونيه 2013 فقل له: إن المؤسسة العسكرية قد مارست ذات الدور في يناير 2011، فلماذا تعتبرون أن الأولى كانت ثورةً وأن الثانية انقلاب؟ فإن قال لك: إن المؤسسة العسكرية انحازت إلى المحتشدين في التحرير دون القابعين في رابعة فقل له: إنها في ثورة يناير انحازت ـ أيضًا ـ إلى المحتشدين في التحرير دون أنصار نظام مبارك القابعين في ميدان مصطفى محمود، وإن كنتُ لا أرى أيَّ دورٍ للمؤسسة العسكرية لا في الأولى ولا في الثانية سوى الانحياز إلى الطرف الذى يُعَبِّرُ عن إرادة الأغلبية الساحقة لكافة طوائف الشعب بعد أن تتحقق من ذلك على وجه اليقين لتمنع القوى المتصارعة أن تقتتل على الأرض وتفتت كيان الدولة، وأنه في المرتين كانت القوة الفاعلة الحقيقية للشعب لا للجيش، فإن قال لك: إن المؤسسة العسكرية لم تستحوذ على السلطة بعد ثورة يناير في حين أنها فعلت ذلك فيما بعد فقل له: إنها لم تفعل ذلك إلا من خلال انتخاباتٍ واقتراعٍ حر، وإن هناك الكثير من الأمثلة لانقلاباتٍ وقعت لم يَنْفِ عنها وصفَ الانقلاب عُزوفُ قادتها العسكريين عن الترشح للحكم في البلدان التي وقعت فيها في حين أن هناك ثورات قامت في بلدانٍ أخرى أثمرت عن وصول نقرٍ من القادة العسكريين إلى سُدَّة الحكم دون أن ينفى ذلك عنها وصف الثورة، وقل له أيضًا: إن ذلك الذى يدَّعى لا يصلح معيارًا للتفرقة بين الثورة والانقلاب، ولهذا أقول أن هؤلاء الناس أي الإخوان ومن واقع احتكاكى بهم ـ بدائيو التفكير سطحيو الأفق، أراد بهم ممولوهم أن تبقى عقولهم كالإسفنجة تتشرب كل ما يُسكَب فيها، إنهم يفتقرون إلى المبادئ الواضحة والمفاهيم المحددة.