القوات الكردية تسيطر على «الرقة» والثوار يطالبونها بالرحيل

تعيش مدينة"الرقة" السورية، أزمة سياسية وعسكرية، بعد تحريرها من تنظيم"داعش" الإرهابي، وطالب بيان لـ"ثوار الرقة" القوات الكردية، متمثلة في قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بالرحيل عن المدينة المحررة بعد طرد "داعش" منها.

وتقع مدينة "الرقة" في شرق نهر الفرات، والتي تبعد عن مدينة"حلب" في الشمال السوري بنحو 160 كم، والبالغ عدد سكانها قبل الحرب السورية نحو 660 ألف مواطن، هاجر نصفهم شمالا إلي"حلب" بعد سيطرة التنظيم عليها.

وبدأت الأزمة داخل "الرقة"بعد هزيمة "داعش" علي أيدى القوات الكردية، والتي تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة علي المدينة، وهو ما رفضه الأهالي هناك، وشهدت"الرقة" حرب "بيانات" من مجموعة أطلقت على نفسها "ثوار الرقة" والتي أصدرت بيانها الأول، طالبت فيه القوات الكردية "قسد" برفع الحصار العسكري المفروض على مقارها، وحث البيان، الولايات المتحدة الأمريكية، سرعة التدخل لدي "قسد" والتي تلقي دعما أمريكيا، برفع الحصار.

وحذر"البيان" الذي حصل "أمان" على نسخه منه الثوار العرب، والمقدر عددهم بنحو 5 آلاف عنصر قتالي، انضموا إلى للقتال بصفوف الأكراد، ضد الجيش السوري، منذ بداية الثورة السورية قبل سبع سنوات.

ويبلغ تعداد الجيش الكردي 25 ألف عنصر قاتلي، حسب إحصائيات قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم"داعش".

وطالب أهالي"الرقة" الثوارالعرب، بالتوقف عن دعم "الأكراد" أو مشاركتهم في الحصار المفروض عليهم، حسب "البيان"لعدم تصفيتهم جسديا علي أيدي ثوارها، ووقف التعامل مع حركة "بي كا كا"، إحدي المليشيات المسلحة داخل الجيش الكردي، والتي تصنفها تركيا إرهابية، وتلقي دعما إنجليزيا وأمريكيا.

وكانت قوات"قسد" منعت المدنيين داخل مدينة "الرقة" من الخروج لتأمين احتياجات منازلهم اليومية، وقامت بإيقاف السفن للتنقل بين ضفتي نهر الفرات، وهو ما استدعي إعلان"ثوار الرقة" الحرب علي القوات الكردية والتي وصفتها بـ"الراحلة" عن الأراضي السورية آجلا او عاجلا.


وبدأت أزمة سياسية، بين المقاتلين العرب وفصائل كردية أخري، بعد مطالبتهم بوقف التعامل والأمداد العسكري، الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للقوات الكردية، باعتبار أن أمريكا هي "الشيطان" الأكبر في نظر الثوار العرب، والسبب الرئيسي في الأزمة السورية.

ونقل موقع"فرات بوست" السوري، نقلا عن مصادر وصفها بالقيادات الكبري قولها: إن الأراضي السورية قد تشهد تصفية لعدد من الثوار العرب علي يدي"ثوار الرقة" الرافضين للوجود الأجنبي، عربيا أو أجنبيا.

في الوقت نفسه، التزمت الحكومة السورية، الصمت تجاه الأحداث المشتعلة داخل مدينة"الرقة" الواقعة ضمن سيطرتها الإدارية والمركزية، خاصة بعد نجاح"الأكراد" من طرد تنظيم"داعش" من المدينة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد الدعم اللوجستي"الإمداد والتموين" الذي تلقاه الأكراد من الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الجيش السوري، نجح في طرد "داعش" من مدينة البوكمال، كما نجح قبل عدة أسابيع من عقد"هدنة" بينه وبين التنظيم، خرج بمقتضاه من مخيم اليرموك، والذي ظل تحت السيطرة الداعشية لعدة شهور.

ويعتبر بيان"ثوارالرقة" مرحلة جديدة في قلب الأحداث السورية، حيث اتخذ عددا من المقار داخل المدينة،والتي فُرض عليها الحصار مؤخرا بعد تشكيلها، وهو ما جعلها تفرض حظرا للتجوال في المدينة للإعلان عن كامل سيطرتها علي "الرقة".

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، أصدرت بيانا، في وقت لاحق من اليوم"الأحد" أكدت فيه عدم مشاركتها في الحملة العسكرية علي مدينة"درعا، تاركة للفصائل والميلشيات المسلحة التابعة لها، حرية القتال الدائر من عدمه.