في الذكرى الخامسة لـ"30 يونيو".. "فيسبوك" و"تويتر" سلاح الإخوان
أيام قليلة تفصل المصريين عن الذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، التي نجح فيها الشعب المصري بالقضاء على حكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد عام واحد من السيطرة على الحكم، ففي كل ذكرى تستعد جماعة الإخوان بمخططات لضرب مصر، ففي العام الحالي وبعد فشلها على الصعيدين الدولي والمحلي، اتجهت للواقع الافتراضي، حيث تدشين هاشتاجات تسىء للرئيس عبدالفتاح السيسي.
ولم تتوقف خطتها عند هذا الحد، حيث تضمنت عددا من الآليات، أبرزها كيفية قيام كل فرد من الصف بتوجيه الرأى العام بمضامين الحملة، وتدشين صفحة خاصة بالحملة، ووضع دعم عليها، ولصق الاستيكرات في الأماكن العامة، وكتابة بوستات بنفس المضامين بالنشر على السوشيال ميديا، بالإضافة لقصاصات تحمل نفس المضامين في التجمعات، حسبما كشفت مصادر خاصة لـ"أمان".
وأضافت المصادر، في حديثها، أن الخطة انقسمت لحراك بالداخل وآخر بالخارج، حيث تضمن الحراك الأول رفع لوحات تحمل شعارات "إرحل وخلاص واتخنقنا، بجانب مضامين بيانات الحملة، أما الحراك في الخارج، فتناول عقد مؤتمرات وندوات، وتنظيم مسيرات حاشدة، وعمل مطبوعات مع التغطية الإعلامية الواسعة لكل الأنشطة".
◄ خطط فشلت
ففي الأعوام السابقة، كانت الجماعة تضع العديد من الخطط التي تستهدف فيها الدولة، منها تنفيذ عمليات إرهابية، أو تظاهرات ودعوات للاحتشاد في الميادين العامة، وإثارة مشاعر المواطن تجاه الدولة، حيث كانت الجماعة في ذلك الوقت تمتلك عدة حركات نوعية على رأسها "حسم ولواء الثورة وكتائب حلوان"، وآخرين تقوم بتمويلهم لتنفيذ عمليات.
لكن دخلت هذه الحركات نوبة من النوم الثقيل منذ شهور طويلة، وذلك بعد نجاح قوات الأمن في تصفية العشرات من عناصر الحركة قبل تنفيذهم عمليات إرهابية، مما أصابها بشلل.
من جهته، يقول خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، إن قوة أجهزة الأمن أفشلت العديد من مخططات الإرهاب على يد عناصر من الإخوان وغيرهم، وهو ما زاد من ثقة أفراد المجتمع المصري في الشرطة، وعظم من تعاون المواطنين في الإبلاغ عن معلومات قادت إلى التصفية أو القبض على عناصر إرهابية من حسم وغيرها، وهو ما أسهم في شل الجماعة التي أصبحت شبه متوقفة في نشاطها.
وبيّن أن مختلف الحوادث الإرهابية في مصر على مدار خمس سنوات، للإخوان دور فيها بشكل مباشر، أو غير مباشر، وهو ما يؤكد أن نهج العنف سمة رئيسية في تاريخ الإخوان، ولا يمكنهم التخلي عنها، لافتًا إلى أن انتهاج الإخوان للعنف كان سببا في نفور مجتمعي، حتى من بعض الذين اقتنعوا بهم أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، أو خلال شهور انتخابات الرئاسة الأولى بعد ثورة 25 يناير.
محمد كمال، الباحث في شئون الحركات المسلحة، يؤكد أن فكرة عودة الإخوان أصبحت جزءًا من التاريخ، فقد فشلت في جميع محاولات الحشد، وكانت الأعياد فرصة لها للوجود في مسيرات مختلفة، وهو ما اختفى كليا، بل إن محاولة استغلال قضية تيران وصنافير باءت بالفشل أيضا، وهو ما يؤكد أن الجماعة تلقتط أنفاسها مع دخول العام الخامس من ثورة 30 يونيو.
ويرى أن نهاية تنظيم الإخوان في مصر أصبح واقعا، بل هناك من يرى أنهم انتحروا بأفعالهم أو نُحروا، ولا عودة قريبة لهم، بسبب ما كشفت عنه الأحداث من 30 يونيو 2013 حتى الآن، بل إن العام نفسه الذي حكم فيه الإخوان كشف عن الكثير عن هذا التنظيم.