أصداء جديدة لثورة عصام تليمة على قيادات الإخوان
ما بين عشية وضحاها، أصبح عصام تليمة الداعية الإخواني الشاب والسكرتير السابق ليوسف القرضاوي القطب الإخواني البارز، واحدا من ألد أعضاء التنظيم، بعد مقالة كتبها لأحد المواقع الإخوانية هاجم فيها قيادات التنظيم واتهمهم ولأول مرة وبشكل واضح وصريح بتسببهم في مقتل كل الإخوان الذين قتلوا بعد ثورة 30 يونيو وخاصة في أحداث رابعة وما لحق بها من تظاهرات دعت لها الجماعة مثل التظاهرات أمام مقر الحرس الجمهوري وتظاهرات رمسيس.
وبسبب هذا الاتهام المباشر، فتح أعضاء الإخوان هجوما شرسا عليه متهمين إياه بالخيانة والعمالة، وكان رأس من هاجمه صابر مشهور الصحفي الإخواني الذي وصفه بـ "الشيخ العلماني" وطلب بطرده من تركيا بعد أن باع القضية، على حد تعبيره.
على الجانب الآخر أيد عدد من قيادات معسكر الإخوان في تركيا كلام عصام تليمة ومنهم المستشار عماد أبو هاشم القاضي الإخواني الذي كتب هو الآخر مقالا يتحدث فيه عما قاله عصام تليمة، وأيده بشكل واضح وصريح متهما قيادات الإخوان بأنهم السبب الرئيسي وراء كل الدماء التي سالت بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، حيث قال نصا: إيماءً إلى شهادة الحق التي أدلى بها الشيخ عصام تليمة حين حمَّل قيادات جماعة الإخوان المسلمين مسئولية ما أريق من دماءٍ في ميادين رابعة والنهضة ورمسيس التي بسبب إدلائه بها انهال عليه كالعادة الكثيرون من أعضاء جماعة الرب أو شعب الله المختار ـ حسبما يطلق عليهم الدكتور أشرف عبدالغفار القيادى البارز في الجماعة ـ بوابلٍ من الاتهامات والافتراءات والسباب، وبالرغم من كون هؤلاء يعلمون ـ عين اليقين ـ أن الرجل أصاب كبد الحقيقة إلا أنهم يناقضون الحق ويحاولون ـ عبثًا ـ أن يلبسوه بالباطل ويكتمون الشهادة بما يسوِّقون له من الزور والكذب والتضليل، ولا يجدون فى سبيل ذلك من وسيلةٍ سوى النيل من رجلٍ قال ربىَ الله.
وأضاف: إن ما قاله الشيخ عصام تليمة ليس بالكلام المرسل العارى عن الدليل وإن كان لا يحتاج إلى دليلٍ لإثباته بحسبان أن قائله شاهد عيانٍ نظن أنه عدلٌ ولا نزكى على الله أحدًا، ومع ذلك فإن كلامه يتساند إلى شهاداتٍ أخرى أدلى بها غيره من قيادات الإخوان منهم الدكتور أشرف عبد الغفار الذي كشف فى مقالٍ نشره على صفحته بموقع التواصل الإجتماعى " فيس بوك " أن المسئولين بالدولة أحاطوا قيادات الإخوان المسلمين علمًا بميعاد فض الاعتصام أملًا منهم في إنهائه سلميًّا إلا أن القائمين على الأمر في الجماعة أخفوا ذلك عن المعتصمين وتركوهم ليواجهوا مصيرهم، ليس هذا فحسب، بل إنهم فى اليوم التالى دفعوا بهم دفعًا إلى ميدان رمسيس وهم على يقينٍ تام بأن الموت سيحصد أرواحهم حصدًا، وقد أشار في مقاله هذا ـ أيضًا ـ إلى علاقة الجماعة بالمخابرات البريطانية وانصياعهم التام لأوامرها بل والتهديد بالعقاب لمن يخالف هذه الأوامر من أعضاء الجماعة.
وتابع: أشار الدكتور عمرو دراج في لقاءٍ تليفزيونىٍّ بإحدى القنوات التي تبث إرسالها من مدينة إسطنبول التركية إلى أن وزير الدفاع ـ وقتئذ ـ عبد الفتاح السيسى كان يصر على رفض استخدام القوة في فض الاعتصام والحقيقة أن قيادات الإخوان ـ وحدهم ـ كانوا يتبنون نموذج غاندى في الهند ويروجون له فى خطبهم الرنانة مؤكدين اعتزامهم تقديم قرابين بشرية عن طريق دفع النظام إلى استخدام القوة لتتمكن الجماعة من أداء دور الضحية وتستدر بذلك عطف العالم أسوةً بغاندى فى الهند.
واختتم تصريحاته قائلا: إن هناك الكثير من الأدلة والقرائن التي تؤيد ما أدلى به الشيخ عصام تليمة لا يتسع المقام لسردها كلها تثبت ـ بما لا يدع محالًا للشك ـ تورط قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الدفع بآلاف الضحايا كقرابين من أجل تحقيق مشروعهم السياسي وهو الأمر الذى يشكل جريمةً من الجرائم ضد الإنسانية تستوجوب عقابهم سواءٌ بموجب القوانين الدولية أو المحلية.