هل ذئاب "داعش" المنفردة في أوروبا "مرضي نفسيين"؟.. دراسات أوربية تجيب
حذر تقرير أمريكي صادر من مركز "انفيستيجاتيف بروجيكت" المتخصص في مكافحة الإرهاب من ربط الأمن الأوربي بشكل عام، الإرهاب الذي تشهده بلادهم بوجود أناس لديهم مشاكل نفسية واضطرابات عقلية دون أن يكون لهم صلة حقيقية بالجماعات والتنظيمات الإرهابية.
الإرهاب والمرض النفسي
وأشار الموقع الأمريكي إلى عدة حالات، زعم الأمن الأوربي وخاصة الهولاندي فيها أن المنفذين مرضى نفسيون وليسوا إرهابيين، رغم من تنفيذ هؤلاء الاشخاص عمليات على الطريقة التي تنفذ بها داعش عملياتها الإرهابية في أمريكا وأوربا.
الحالة الأولى كانت في 5 مايو الماضي أثناء الاحتفال هولندا بالتحرر من الحكم النازي، حيث استهدف شخص يحمل سكينا المارة عشوائيا مما أدى إلى إصابة 3 أشخاص منهم، وقبضت الشرطة على هذا الإرهابي الذي يدعى مالك حيا.
بعد ذلك ادعت الشرطة الهولاندية أنه مضطرب نفسيا وليس إرهابيا على الرغم من تنفيذه عمليات طعن على غرار ما يفعله الدواعش الأمر الذي يعتبر دليلا دامغ على تبعيته للتنظيم.
الحالة الثانية، كانت لشخص يدعى صالح علي، 29 سنة، حطم نوافذ مطعم في أمستردام حاملا علم فلسطين، صائحا الله أكبر، وقد تم تحويله إلى مركز الصحة النفسية دون أن يتم التعامل معه كإرهابي وفقا للتقرير.
الحالة الثالثة لشخص يدعى أحمد. أ فلسطيني، قتل مواطنا ألمانيا وطعن آخرين في سوبر ماركت بهامبورج بألمانيا، وصاح الله أكبر، وتمت معاملته كمريض نفسي لا كإرهابي رغم أن أصدقاءه حذروا من تطرفه وأبلغوا عنه الشرطة الألمانية في 2016.
رابع الحالات كانت لـ محمد بو حليل، فرنسي تونسي المولد، حاول في 2016 تنفيذ عملية دهس على المحتفلين بأحد الأعياد في نيس بفرنسا، وتم التأكيد على أن لديه تاريخ طويل مع المرض النفسي، وهو السبب في قيامه بهذا الأمر دون ربطه بالإرهاب مما جعله لا يحاكم كإرهابي.
أما الحالة الخامسة والأخيرة فهي لـ عمر متين، منفذ الهجوم على الملهى الليلي الخاص بالمثليين في أورلاندو بأمريكا، وتم الزعم أيضا بأنه مريض نفسي بحجة أنه مثلي الجنس ومع ذلك نفذ عملية وزعم أن انتماءه لداعش إنما في الحقيقة قد يكون له مشاكل مع بعض المثليين.
دراسة لمركز START
وعلى الرغم من هذه الحالات إلا أن المركز الأمريكي رفض الربط بين المرض النفسي والإرهاب مستدلا بالعديد من الدراسات أبرزها مركز START المتخصص في دراسات التطرف، والذي أكد أن معظم الإرهابيين الذين نفذوا عمليات إرهابية كبرى في أمريكا وأوربا لم يكونوا مرضى نفسيين، مؤكدين أن أسامة بن لادن لم يكن مريضا نفسيا، وكذلك منفذو حادث 11 سبتمبر الشهير.
32% من ذئاب داعش مرضى نفسيون
دراسة إنجليزية أخرى أجريت على 119 إرهابيا في أمريكا وأوربا، أكدت أن 32% من منفذي العمليات الإرهابية يتوقع مرضهم النفسي، في حين البقية لهم أهداف أيدولوجية وطبيعيون تماما.
كل هذه الدراسات والأبحاث هدفها واحد وهو محاكمة أي منفذ لعملية إرهابية كإرهابي وليس كمريض نفسي، وعدم الربط بينهم أبدا، الأمر الذي فسره البعض وعلى رأسهم الداعية الإسلامي محمد عبد السلام دحروج بمحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام دون ربط الإرهاب بأي شيء آخر كمبرر له في إطار مخطط واضح لتشويه الإسلام.
رأي نفسي
الدكتور توفيق ناروز، استشاري الطب النفسي، نفى هذه التقارير، مؤكدا أن معظم الإرهابيين لديهم مرض نفسي أدى لتحولهم من أناس عاديين بطبيعة بشرية ترفض العنف والدم إلى وحوش لا تمت للإنسانية بأي صلة.
وأكد ناروز في تصريحاته الخاصة لـ أمان أن التاريخ مع المرض النفسي وخاصة في العالم العربي دائما لا يكون موجود لأن العرب لا يزالوا يتعاملون مع المرض النفسي على أنه جنون وبالتالي فإنهم ومهما عانوا نفسيا من أمراض الاكتئاب وفقدان الثقة التي تقودهم للإرهاب لا يفكرون مطلقا في الذهاب إلى طبيب نفسي لاستشارته كونه ينظرون له على أنه طبيب نفسي يعالج المجانين ومن يزوره هم المجانين فقط على عكس الحقيقة.
وأشار الاستشاري النفسي أن الإرهابيين في أغلب الأحيان يتطرفون بسبب دوافع انتقامية من ظروف مروا بها ومعاناة عاشوها ولا يكون التطرف ناتجا أبدا عن الدين كما يحاول الغرب تصوير الأمر لأن في الإسلام الألاف من أيات السلام وبالتالي من غير المنطقي أن يتجاهلها الإرهابي ويركز فقط فيما يقنعه به من يجنده لصالح التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها تنظيمي القاعدة وداعش.