رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سادات قريش».. أول مسجد بني في مصر

جريدة الدستور

لدى جميع المصريين معلومات تاريخية تؤكد على أن مسجد عمرو بن العاص، الموجود في مدينة القاهرة، هو أول مسجد بني في مصر، ولكن الحقيقة التاريخية التي نقلها الباحثون التاريخيون، أن مسجد عمرو بن العاص ليس المسجد الأول في مصر، حيث سبقه مسجد "سادات قريش".

يقع المسجد بمدينة بلبيس، وأطلق عليه اسم "سادات قريش"، تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر، المسجد مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتبلغ مساحته حوالي ثلاثة آلاف متر مربع وتم تجديد هذا المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة.

وفي دراسة أثرية اطلع عليها "أمان"، للدكتور مصطفى شوقى إبراهيم مدير عام منطقة آثار الشرقية للآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، أكدت على أن مسجد سادات قريش أقدم مساجد مصر وإفريقيا.

وبحسب الدراسة الأثرية، فإن المسجد يقع بشارع بورسعيد بمدينة بلبيس وهو أحد الشوارع الرئيسية والتجارية بمدينة بلبيس ويعود تاريخ إنشائه إلى فترة دخول عمرو بن العاص رضى الله عنه مصر عام 18هـ ويحتل المركز 13 عالميًا فى تاريخ بناء الجوامع في الإسلام، ويعد أقدم من جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة بعامين وقد تم تجديده في عصور لاحقة حتى عهد الأمير مصطفى الكاشف 1300هـ فى العصر العثمانى، وأضاف إليه مئذنة خلف الجدار الشمالي الغربي، لم يتبق منها إلا القاعدة.

وأجريت على المسجد تجديدات بتمويل من عضو مجلس الشعب محمود خميس عام 1426هـ وبنى المسجد القائم حاليا من الطوب الأحمر.

ويضيف أن تخطيط المسجد على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث بساطة الإنشاء مكون من بيت صلاة مستطيل 24م طول، 17.60م عرض مقسم إلى أربعة أروقة موازية لجدار القبلة مقسمة بثلاثة صفوف من البوائك وبكل بائكة ستة عقود مدببة تحملها أعمدة بتيجان مختلفة الأشكال ويتوسط الجدار الجنوبى الشرقى المحراب ويكسوه كسوة حجرية يعلوها كورنيش من زخارف نباتية وتلتف هذه الزخرفة حول جدران المسجد وهى من التجديدات الحديثة وينتهة جدار القبلة من أعلى بعدد ست نوافذ مستطيلة ومعقودة بعقد نصف دائرى يتوسطها أعلى المحراب قمرية معشقة بالزجاج الملون ويضم المسجد 18 عمودا من الرخام الفسفورى كانت تضيء ليلًا دون مصابيح فوقها قطع خشبية عبارة عن سوست وشدادات لمقاومة الزلازل.

المسجد بثلاث واجهات أهمها الشمالية الشرقية التى تضم المدخل الرئيسى وهو عبارة عن فتحة مستطيلة عليها مصراعين خشبيين وعليهما زخارف هندسية عبارة عن أطباق نجمية ويعلو الباب ثلاثة فتحات مستطيلة الشكل والوسطى معقوده بعقد مدبب ويزين الواجهة من أعلى شريط بداخله زخارف نباتية وهندسية تتوسطها زهرة اللوتس ويعلوها صف من العرائس تزين أعلى الواجهة وبالجدار الشمالى الغربى باب حديد يؤدى إلى حرم المئذنة المسجلة ضمن الآثار الإسلامية وبالجدار الجنوبى الغربى بابين يؤديا إلى الميضأة وسقف الجامع من عروق خشبية تم كسوتها بكسوة من الخشب المزخرف بأشكال الطبق النجمى ومبلط من الداخل ببلاط مزايكو وكان تحت المسجد نفقًا له أربع اتجاهات رئيسية تؤدى إلى القاهرة وإلى مسجد الأشرف بالخانكة.

وعن حكاية بناء المسجد يقول إبراهيم:"إن جيوش عمرو بن العاص سارت من رفح إلى العريش ثم الفرما إلى بلبيس حيث دارت معركة مع جيوش الرومان استشهد فيها الكثير من سادات قريش وأن هناك قبائل عربية سكنت في بلبيس فى الموقع الذى استشهد فيه سادات قريش والعرب ولم تتابع مع الجيش الإسلامى إلى حصن بابليون وتم إنشاء الجامع الذي أطلق عليه سادات قريش نسبة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأت السيدة زينب رضى الله عنها رؤية فى المدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها بأخذ آل البيت إلى مصر فاستقبلها أهل بلبيس استقبالًا حافلًا وأقامت شهرًا كاملًا فى المسجد".