«أبوسيف الشعيطي».. مهندس مذبحة الشعيطات السورية المبايع لداعش
قبل ثلاث سنوات ارتكب تنظيم "داعش" الإرهابي إحدى أكثر المجازر وحشية في سورية. كان ضحيتها عشيرة الشعيطات في محافظة دير الزور، وهي إحدى أكبر العشائر السنية فى سوريا وأصدر التنظيم، في صيف سنة 2015، حكمًا بالقتل على كل من يتجاوز عمره 14 عامًا من أبناء العشيرة مع مصادرة أراضيهم وبيوتهم وسبي نسائهم.
المئات من أهالي قرية "الشعيطات" في أغسطس من عام 2014 تعرضوا للتصفية من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي عن طريق الوشاية بهم من قبل أبو سيف محمد حسين الغدير أو الديري المعروف بـ"أبوسيف الشعيطي" من أبناء قرية الكشكية بعد أن ألقى جهاز الأمن العراقي، القبض على قيادات من الصف الأول في تنظيم داعش منهم: أبو سيف الشعيطي مهندس مجزرة الشعيطات.
عمل قبل الأحداث السورية في المملكة العربية السعودية وطرد منها لمخالفته لقوانين العمل، فالتحق بركب العناصر المسلحة وبدأ بالتركيز على سرقة المخافر الحدودية والاستيلاء على الأسلحة الموجودة فيها وبيعها للفضائل الأخرى.
انضم للواء جعفر الطيار إحدي الفصائل المسلحة في سوريا ولم يستمر كثيرا في هذا اللواء، فشكل لواء الأمة بعد انشقاقه عن اللواء جعفر وبتوجيات من صديقه المقرب صدام الجمل أحد قيادات داعش التنظيمية انضم إلى لواء أحفاد الرسول ثم توجه إلى مدينة الميادين وجند بعض الكتائب مقابل المال الذي كان يحصل عليه من عائدات مصفاة النفط الحديثة التي كان يملكها مع شريك له.
تطور به الحال فأصبح يقوم بنصب حواجز في بعض مناطق النزاع لاختطاف الناس ومقايضتهم بالمال، كان انضمامه للواء أحفاد الرسول طمعًا في الدعم المادي لا أكثر كما هو معروف عن هذا التجمع دعمه العالي للفصائل التابعة له.
سافر إلي تركيا في اواخر عام 2013وشوهد بحسب عناصر مسلحة مع بعض رفاقه فى حانات تركيا ينفقون أموال الفصائل المسلحة على ملذاتهم الشخصية، كان مهتمًا بمظهره وسياراته الفاخرة وحب الاستعراض بالسلاح الذي من المفروض أن يتواجد في جبهات القتال.
بعد حضوره اجتماعًا في مدينة أنقرة التركية برفقة قياديي أحفاد الرسول تم وضع اسمه في قائمة المطلوبين لداعش، وكان الاجتماع يتسم بالسرية التامّة وتم تسليمهم كمية كبيرة من السلاح والذخيرة.
أصبح أبوسيف من أهم المطلوبين لداعش وعوضًا عن قتالهم قام بالذهاب إليهم وتسليم كامل سلاحه ومبايعتهم فقد وجد في داعش المال والجاه الذي اعتاد عليه سابقًا في سرقاته وعائداته من آبار النفط التي كان يحميها بسلاحه.
شارك بعدها فى إسقاط مدينتي "العشارة" و"الميادين " ليقود بعدها مع القيادي الداعشي محمود المطر وتحت قيادة صدام الجمل اقتحام مدينة الشعيطات في دير الزور وكان يقتصر دوره على القيادة والتوجيه كونه من أبناء المنطقة ولمعرفته المسبقة بجميع منازل الشعيطات فكان هو والمدعو جعفر الخليفة من الموجهين لعمليات الإعدام والتصفية وعلى الفور ومكافأة على ما قدمه خلال مذبحة الشعيطات تم تنُصّبه أميرًا لداعش في الشعيطات.
دخل بعدها في صراع على النفوذ مع المدعو جعفر الخليفة الأمير الفعلي لتنظيم الدولة في دير الزور، فكان جعفر يرى أنه الأحق في تولي هذا المنصب كونه افتتح معركة الشعيطات الحقيقية واقتحم بعض بيوت الشعيطات ممن لديه معهم ثأر قديم بحجة اعتقالهم كمطلوبين.
كان الخليفة والشعيطي يتسابقون بالوشاية بأهلهم في الشعيطات طمعًا في السلطة والتي حسمت لصالح أبوسيف الشعيطي بحكم علاقته الوطيدة مع صدام الجمل نائب الخليفة المزعوم أبوبكر الغدادي ومن ثم تم تعيينه أميرًا عسكريا للمناطق الممتدة من الباغوز حتى الجرذي في دير الزور.
كانت عباءة الإسلام التي تستر بها أبو يوسف الشعيطي أصغر من مقاس فضائحه الأخلاقية والسياسية فعجزت أن تخفي هذا الكم الهائل من الجرائم التي اقترفها.
زاد إعلان الرئيس الأمريكي عبر "تويتر" عن طلب الشعيطي ومعه أربعة آخرون الرجل أهمية ، فقد حققت الحكومة العراقية إنجاز كبير بالقبض عليه هو ورفاقه الذي تحدثت عنه الحكومة العراقية قبل ساعات، ونشرت مقاطع فيديو تظهر ثلاثة من أبرز قيادات التنظيم في سوريا، وهم يدلون باعترافات تليفزيونية بثث عبر وسائل الإعلام.
أبوسيف الشعيطي حاله كحال باقي قيادات داعش في سوريا والعراق تاريخ أسود ملطخ بالفساد وسمعة سيئة، وقد ركزت على هذا الرجل بالذات كون ما قام به بحق أهله وعشيرته شىء عجيب، لولاه هو ومن معه لما سقطت الميادين والعشارة ومناطق الشعيطات وما قتل هذا العدد الكبير من الأهالي.