وثيقة تاريخية: صهر حسن البنا تحرش بـ«الأخوات».. والمرشد تستر عليه
- بعض عناصر «الإخوان» اشتكوا لـ«البنا» من اعتداء عبدالحكيم عابدين على بيوتهم وجرح كرامتهم
فتح توقيف السلطات الفرنسية مؤخرا، لـ«طارق رمضان»، حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، أحد أشهر الرموز الإخوانية فى أوروبا، بتهمة ارتكاب جرائم اغتصاب ضد عدد من السيدات، الباب أمام الأحاديث المسكوت عنها فى سلوك بعض رموز الجماعة المشين عبر التاريخ.
سلوك حفيد البنا، لم يكن أكثر من حلقة فى سيناريو التجاوزات الأخلاقية المتكررة لعائلة «مؤسس الإخوان»، وهو ما كشفت عنه وثائق الجماعة، ومذكرات رموزها عبر التاريخ.
من بين هذه الحلقات، ما كشفه الدكتور إبراهيم حسن، وكيل الجماعة، عام ١٩٤٤، فى تقرير موجه إلى مكتب «الإرشاد»، تناول فيه الفضائح الجنسية لصهر «البنا»، المدعو عبدالحكيم عابدين، بعد اتهامه بالتحرش ببعض نساء التنظيم، فما كان من «المرشد» إلا أن وجه بالتستر على الجريمة، وطرد كافة الرافضين لموقفه من قيادات الجماعة.
مؤسس «الإرهابية» تحايل بلجنة برأته من الجريمة.. ووكيل التنظيم: لولا الأعراض لكشفنا جرائمه المخزية
كتب الدكتور إبراهيم حسن، وكيل الجماعة، عضو مكتب الإرشاد، خلال فترة الأربعينات، مذكرة روى فيه وقائع ما حدث مع عبدالحكيم عابدين، سكرتير الجماعة، وزوج ابنة مرشد الإخوان حسن البنا، إثر مطالبات أعضاء مكتب الإرشاد بفصله من التنظيم، بعد اتهامه بالتحرش بالنساء.
المذكرة، التى قدمها وكيل الجماعة بنفسه إلى أعضاء الهيئة التأسيسية، بدأها بقوله: «فى يوم من الأيام، لاحظت تغيب عبدالحكيم أفندى عابدين عن أعمال السكرتارية، وعندما سألت قال لى حسن البنا إنه ترك أعمال السكرتارية، وأصبح معى فى أعمالى الخاصة».
وأضاف وكيل الجماعة: «بعض الإخوان شكوا إلى البنا من عبدالحكيم، مما اعتقدوا أنه اعتداء على بيوتهم وجرح لكرامتهم، فاستبعد أن يصدر ذلك عن أى أخ من الإخوان، فما باله وقد نسب إلى أخ من أبرز الإخوان، هو سكرتير عام الجماعة، وطالب بإعادته إلى عمله القديم خشية القيل والقال».
وتابع: «حدث بعد ذلك أن تغيبت عن المكتب جلستين متواليتين، بسبب عملى، فعلمت أن اللغط كثر والجدل احتدم، حول هذه المسألة، فقابلت المرشد فى منزله، واستوضحته الأمر، فعلمت منه أن كثيرين من أعضاء المكتب شددوا الحملة على أخينا عبدالحكيم، وأن الدكتور محمد سليمان كان أكثرهم حدة وشدة».
واستكمل: «كنت أعتقد أن المسألة لا تتعدى إشاعات وشبه، وعندما قلت ذلك فى مكتب الإرشاد، ما شعرت إلا وقد تغير الدكتور محمد سليمان، واكفهر وجهه، وقال لى: (إنك لا تعرف الحقائق، وإذن فلتعلم أن عبدالحكيم اعتدى على بيوت الإخوان باسم الدعوة)، ثم قام غاضبًا وخرج».
وإثر إثارة القضية بشكل موسع، وافق أعضاء مكتب الإرشاد على فصل عبدالحكيم عابدين من الجماعة، بأغلبية ٨ من ٩، من بين الأعضاء الحاضرين، مع امتناع التاسع عن الإدلاء برأيه.
لكن- وفق وكيل الجماعة- «ثار فضيلة المرشد ثورة عنيفة، وقال إنه لو أجمع أعضاء المكتب الاثنا عشر على قبول الاقتراح، فإنه سيختلف معهم، ويحتكم إلى الهيئة التأسيسية، فدهشنا جميعا لهذه السابقة الخطيرة، إذ كان الرأى دائما بالأغلبية إلا فى هذه المرة».
وأضاف: «المرشد قال إن الهيئة التأسيسية إذا خذلته فإنه سيحتكم إلى رؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد، فقرر بذلك قاعدة قانوية جديدة، وحاولنا تهدئته، وإقناعه برأينا، فلم يقبل، ولم يقتنع، وأصر على تكوين لجنة للتحقيق».
وضمت اللجنة كلا من الدكتور إبراهيم حسن، والشيخ محمد فرغلى، والأستاذ طاهر الخشاب، والأستاذ الفضيل الورتلانى، والشيخ خالد محمد خالد، وفق وكيل الجماعة، الذى قال: «لم يكن بين أعضائها عضو من مكتب الإرشاد العام غيرى، وبدأت لجنة التحقيق عملها فى ٢١ يناير ١٩٤٦، وخلصت إلى الحكم بالبراءة».
وأضاف: «يعلم الله مقدار بعدها عن البراءة المزعومة، وأوراق التحقيق مازالت موجودة، وتشهد بالمخازى والجرائم، ولولا أنها تناولت أعراض إخوان كرام، لكانت بين أيديكم الآن، ولكنهم ائتمنونا على أعراضهم وأسرار بيوتهم، فلن نخون الأمانة، ونفضح الأعراض، ونعرضها، إلا إذا رضوا هم بذلك، وأقروه كتابة، فعند ذلك أتحلل أنا من الأمانة وأسلم الأوراق».
وبحسب المذكرة، فأن أحمد السكرى، نائب المرشد قال بعدما سمع القصة قصا عابرا: «عبدالحكيم عابدين خلاها خلّ.. إنى لأعلم من جرائمه أضعاف ما تناوله التحقيق، وقد شكا إلى إخوان كثيرين من أعماله، لكنهم كانوا عقلاء، فبعضهم اكتفى بإبعاده عن منزله، أو الابتعاد عنه، وائتمنونى على أعراضهم، وأبوا أن يتركوها عرضة للتشهير تلوكها الألسن فى كل مكان».
وإثر رفض كثيرين نتيجة التحقيق، قدم عبدالحكيم عابدين استقالته من الجماعة، ونشرها فى الجرائد والصحف، ما أثار غضب عناصر وقادة الإخوان، خاصة أنه جرح فى قيادات الجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد المعارضين له.
ونتيجة لهذا البيان، كثر القيل والقال داخل الجماعة، حتى تدخل «البنا» بنفسه، لإعادة عبدالحكيم عابدين إلى التنظيم، بعد كتابته لبيان اعتذار لمن أساء إليهم، وأصر مرشد الجماعة على أن يوقع جميع المعارضين على هذا البيان، ومن بينهم إبراهيم حسن، وكيل الجماعة، الذى دفعه هذا الأمر إلى التفكير فى الاستقالة، كما روى بنفسه فى مذكراته.
ويضيف وكيل الجماعة: «لعل هذا الغضب كان يدفعنى إلى كلام شديد فى حق المرشد من باب العتاب، ولكنى صمت، وبقيت معتكفا، وأردت أن أقدم استقالة مسببة تنشر بمعرفة المرشد وقلت ذلك له، وما منعنى عنها إلا الأستاذ أحمد السكرى، بشهادة حسين عبدالرازق، فإنه كان يرى أن هذه الاستقالة لابد ستحدث فتنة جديدة بين الإخوان».
فصل معارضيه لاحتواء الفضيحة.. ونائبه كشف اتصالاته المشبوهة
تسببت هذه الفضيحة الناتجة عن سلوك سكرتير الإخوان، وصهر مرشدها فى تصّدع كبير فى صفوف التنظيم، فموقف وكيل الجماعة الدكتور إبراهيم حسن، لم يكن الوحيد، بل كان مشابها لموقف كثيرين من القيادات، من بينهم أحمد السكرى، النائب الأول للجماعة، الذى ينظر إليه كثيرون باعتباره مؤسس الإخوان الحقيقى، وأهم رجالها.
وانضم إليهم، كما توضح مذكرات الدكتور إبراهيم حسن، كل من: عبدالسميع الغنيمى وسالم غيث، وآخرين، كما تركت تلك الحادثة أثرا عميقا فى نفوس قادة الجماعة، ومنهم صلاح شادى، أحد مسئولى الوحدات الخاصة فى الإخوان.
وذكر «شادى» فى كتابه «صفحات من التاريخ»، ما يلى: «شهدت أحداثا اتهم فيها بغير دليل قاطع أحد أقطاب الجماعة، بتهمة تمس الخلق والسلوك، وأسفر التحقيق عـن براءته من تلك التهمة، وإن لم تعفه من اللوم، لكننى عجزت عن المواءمة بين إكبارى لأحد أقطاب الإخوان، وبين اللمم الذى نسب إليه، واستوحشت نفسى من الإمام حسن البنا».
وإثر إصرار البنا على موقفه، وتوجهه لفصل معارضيه، الرافضين لنتيجة التحقيقات فى الجريمة، والمطالبين بطرد عبدالحكيم عابدين، كتب أحمد السكرى، النائب الأول للجماعة، بيانا إلى أعضاء الإخوان، يرد فيه على قرار البنا بفصله، وعلى الحملة التى تبناها لتشويه سمعته، وتضمن البيان سردا للفضائح التى وقعت داخل التنظيم، كما نشرته جريدة «صوت الأمة» فى حينه، على عدة حلقات.
وشرحت المقالة الأولى، التى كتبها السكرى بتاريخ ١١ أكتوبر سنة ١٩٤٧، أسباب الخلاف مع البنا، وجاءت فاضحة للوجه القبيح لديكتاتورية البنا، وما لجأ إليها من ممارسات لتصفية معارضيه، وعدم مراعاته لـ«العشرة التى امتدت ٢٧ عاما»، كما يصف صاحبها.
وقال السكرى، موجها كلامه للبنا: «استعنت بك أول الدعوة المباركة، حتى إذا ما صلب عودك، وأكملت دراستك، وزاولت عملك فى الإسماعيلية، وأنشأت شعبة أخرى، وفتح الله لك القلوب، وتعددت فروع الجماعة، آثرتك على نفسى وبايعتك، وطلبت من الناس أن يبايعوك».
وعن انتهازية أعضاء الجماعة، أضاف: «أخذتك العزة وأشحت بوجهك وقربت إليك أهل الفساد، ورميت بالدعوة فى أحضان السياسة والسياسيين، وضحيت بأهل الرأى والإخلاص، ورأيت الصف قد اعوج، وحدثت أمور داخلية، وأخرى خارجية، لم يرض ضميرى إلا أن أقف موقف الناصح الأمين، الحريص على دعوته، ووازنت بين أمرين أحلاهما مر».
وتابع: «لم تكن المسائل الخلقية وحدها بيت الداء، بل وجدت الدسائس والفتن الداخلية، والدعايات الباطلة ضد الأحرار، وارتباك النظم وفساد الإدارة مرتعا خصبا داخل صفوفنا، وذلك بسبب دخول الانتهازيين المأجورين صفوفنا، بإيعاز من رجال السياسة، وتضحيتك بأغلى رجال الدعوة فى سبيل رضاهم، ما أسفر عنه ذلك من إغراق فى السياسة الحزبية، ومساومة الجميع، حتى وصلت أسهم الإخوان إلى أدنى الانحطاط، عقب تولى صدقى باشا الحكم، بسبب تغلب العناصر النفعية عليك فى مهادنته ومسايرته».
وكشف «السكرى» عن تناقضات قرارات البنا ونفعيته، وانقلابه المستمر على اتفاقاته مع الأحزاب المختلفة بقوله: «وما كان من سخط الناس علينا، واشتباكنا بعد ذلك مع الوفديين ببورسعيد وغيرها، ثم طلبك بإلحاح أن أسافر إلى الإسكندرية للتفاهم مع الوفديين، وذهابك بنفسك مع أحد الإخوان إلى منزل أحد أقطابهم ليلا، لتعرض عليه التعاون معهم لكف حملاتهم، ثم تغلب العناصر النفعية عليك ثانية، لنقض هذا التفاهم، وإشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بيننا وبين الوفد، لإرضاء الحكومة».
واستطرد: «شاعت الشائعات باتصالك بفئة معينة من رجال السياسة، ومساومتهم لك على إخراجى من الدعوة ليصفو لهم الجو، واعترافك إلى بذلك فى المستشفى، ففى الرابع من يناير عام ١٩٤٧، طلبت منى التنحى عن جريدتنا، وعن وكالة الإخوان، وكذا عن نشاطى فى الدعوة».
المفاجأة الأكبر فى المقالات، كانت فى كشفها عن اتصالات البنا بالقوى الأجنبية، وتلميحه إلى صفقة ما، لم يكشف السكرى عن تفاصيلها، وإن كان ألمح إلى تدخله لمنعها.
وكتب السكرى يقول: «وقفت أمنعك من هذا التصرف المشين، حتى اكتشافى عن طريق الصدفة، اتصالاتك ببعض الشخصيات الأجنبية والمصرية»، وأضاف: «لو أن المسألة تتصل بشخصى لقطعت يدى، ولا أخط كلمة واحدة، لكنها مسألة الدعوة.. مسألة الأمانة التى حملناها على أعناقنا طوال السنين، مسألة هذا الصرح الذى بنيناه بتوفيق الله، فدب إليه الفساد، وصار فيه الاستبداد والاستعباد».
وفى مقال آخر لـ«السكرى» حمل عنوان: «كيف انزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان؟، قال نائب مرشد الجماعة المفصول: «لقد شرحت أسباب الخلاف الحقيقية، ومنها هذا الفساد الخلقى الذى سارت به الركبان، وتستر عليه الأستاذ البنا، وسكت عنه ورضى به، بعد أن قامت الأدلة عليه، واعترف هو به اعترافا تاما، ولعمر الحق كيف يتفق هذا وشأن رجل أو قوم يدعون أنهم يريدون نشر الإسلام؟».
وأكمل: «كيف يتسنى لهم أن يطهروا غيرهم قبل أن يتطهروا، أو يصلحوا الناس قبل أن يصلحوا أنفسهم؟، إن فاقد الشىء لا يعطيه كما يقول المناطقة والفقهاء».
وانضم إليهم، كما توضح مذكرات الدكتور إبراهيم حسن، كل من: عبدالسميع الغنيمى وسالم غيث، وآخرين، كما تركت تلك الحادثة أثرا عميقا فى نفوس قادة الجماعة، ومنهم صلاح شادى، أحد مسئولى الوحدات الخاصة فى الإخوان.
وذكر «شادى» فى كتابه «صفحات من التاريخ»، ما يلى: «شهدت أحداثا اتهم فيها بغير دليل قاطع أحد أقطاب الجماعة، بتهمة تمس الخلق والسلوك، وأسفر التحقيق عـن براءته من تلك التهمة، وإن لم تعفه من اللوم، لكننى عجزت عن المواءمة بين إكبارى لأحد أقطاب الإخوان، وبين اللمم الذى نسب إليه، واستوحشت نفسى من الإمام حسن البنا».
وإثر إصرار البنا على موقفه، وتوجهه لفصل معارضيه، الرافضين لنتيجة التحقيقات فى الجريمة، والمطالبين بطرد عبدالحكيم عابدين، كتب أحمد السكرى، النائب الأول للجماعة، بيانا إلى أعضاء الإخوان، يرد فيه على قرار البنا بفصله، وعلى الحملة التى تبناها لتشويه سمعته، وتضمن البيان سردا للفضائح التى وقعت داخل التنظيم، كما نشرته جريدة «صوت الأمة» فى حينه، على عدة حلقات.
وشرحت المقالة الأولى، التى كتبها السكرى بتاريخ ١١ أكتوبر سنة ١٩٤٧، أسباب الخلاف مع البنا، وجاءت فاضحة للوجه القبيح لديكتاتورية البنا، وما لجأ إليها من ممارسات لتصفية معارضيه، وعدم مراعاته لـ«العشرة التى امتدت ٢٧ عاما»، كما يصف صاحبها.
وقال السكرى، موجها كلامه للبنا: «استعنت بك أول الدعوة المباركة، حتى إذا ما صلب عودك، وأكملت دراستك، وزاولت عملك فى الإسماعيلية، وأنشأت شعبة أخرى، وفتح الله لك القلوب، وتعددت فروع الجماعة، آثرتك على نفسى وبايعتك، وطلبت من الناس أن يبايعوك».
وعن انتهازية أعضاء الجماعة، أضاف: «أخذتك العزة وأشحت بوجهك وقربت إليك أهل الفساد، ورميت بالدعوة فى أحضان السياسة والسياسيين، وضحيت بأهل الرأى والإخلاص، ورأيت الصف قد اعوج، وحدثت أمور داخلية، وأخرى خارجية، لم يرض ضميرى إلا أن أقف موقف الناصح الأمين، الحريص على دعوته، ووازنت بين أمرين أحلاهما مر».
وتابع: «لم تكن المسائل الخلقية وحدها بيت الداء، بل وجدت الدسائس والفتن الداخلية، والدعايات الباطلة ضد الأحرار، وارتباك النظم وفساد الإدارة مرتعا خصبا داخل صفوفنا، وذلك بسبب دخول الانتهازيين المأجورين صفوفنا، بإيعاز من رجال السياسة، وتضحيتك بأغلى رجال الدعوة فى سبيل رضاهم، ما أسفر عنه ذلك من إغراق فى السياسة الحزبية، ومساومة الجميع، حتى وصلت أسهم الإخوان إلى أدنى الانحطاط، عقب تولى صدقى باشا الحكم، بسبب تغلب العناصر النفعية عليك فى مهادنته ومسايرته».
وكشف «السكرى» عن تناقضات قرارات البنا ونفعيته، وانقلابه المستمر على اتفاقاته مع الأحزاب المختلفة بقوله: «وما كان من سخط الناس علينا، واشتباكنا بعد ذلك مع الوفديين ببورسعيد وغيرها، ثم طلبك بإلحاح أن أسافر إلى الإسكندرية للتفاهم مع الوفديين، وذهابك بنفسك مع أحد الإخوان إلى منزل أحد أقطابهم ليلا، لتعرض عليه التعاون معهم لكف حملاتهم، ثم تغلب العناصر النفعية عليك ثانية، لنقض هذا التفاهم، وإشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بيننا وبين الوفد، لإرضاء الحكومة».
واستطرد: «شاعت الشائعات باتصالك بفئة معينة من رجال السياسة، ومساومتهم لك على إخراجى من الدعوة ليصفو لهم الجو، واعترافك إلى بذلك فى المستشفى، ففى الرابع من يناير عام ١٩٤٧، طلبت منى التنحى عن جريدتنا، وعن وكالة الإخوان، وكذا عن نشاطى فى الدعوة».
المفاجأة الأكبر فى المقالات، كانت فى كشفها عن اتصالات البنا بالقوى الأجنبية، وتلميحه إلى صفقة ما، لم يكشف السكرى عن تفاصيلها، وإن كان ألمح إلى تدخله لمنعها.
وكتب السكرى يقول: «وقفت أمنعك من هذا التصرف المشين، حتى اكتشافى عن طريق الصدفة، اتصالاتك ببعض الشخصيات الأجنبية والمصرية»، وأضاف: «لو أن المسألة تتصل بشخصى لقطعت يدى، ولا أخط كلمة واحدة، لكنها مسألة الدعوة.. مسألة الأمانة التى حملناها على أعناقنا طوال السنين، مسألة هذا الصرح الذى بنيناه بتوفيق الله، فدب إليه الفساد، وصار فيه الاستبداد والاستعباد».
وفى مقال آخر لـ«السكرى» حمل عنوان: «كيف انزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان؟، قال نائب مرشد الجماعة المفصول: «لقد شرحت أسباب الخلاف الحقيقية، ومنها هذا الفساد الخلقى الذى سارت به الركبان، وتستر عليه الأستاذ البنا، وسكت عنه ورضى به، بعد أن قامت الأدلة عليه، واعترف هو به اعترافا تاما، ولعمر الحق كيف يتفق هذا وشأن رجل أو قوم يدعون أنهم يريدون نشر الإسلام؟».
وأكمل: «كيف يتسنى لهم أن يطهروا غيرهم قبل أن يتطهروا، أو يصلحوا الناس قبل أن يصلحوا أنفسهم؟، إن فاقد الشىء لا يعطيه كما يقول المناطقة والفقهاء».