طارق الزمر.. المهزوم يرفع رايته
بات وجه طارق الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ورئيس ذراعها السياسي حزب البناء والتنمية السابق، مألوفًا وجليًّا خلال الظهور المتكرر وخروجه بكثير من البيانات والرسائل التي أصبحت مألوفة ولم تتغير في واقعها شيء، وبات الحديث المتكرر وطابع الكلام بنفسه هو سمة "الزمر" في الصعود على المنابر الإعلامية دون تقديم جديد يذكر.
خروج متكرر ودوافع وهمية
خلال أسبوع واحد فقط، خرج "الزمر" ثلاث مرات في آن واحدةٍ وأيام متفاوتة، من خلال «مقابلة حوارية عبر إحدى المواقع الإخوانية، وندوة بعنوان الأمن والسلام في تركيا، ومقابلة تلفزيونية عبر قناة الجزيرة القطرية»، لم يمل أو يكل خلالها من استخدام نغمة الهجوم التي اعتاد عليها، مكررًا استخدام لفظ «الأخطاء التي أصابت التيارات الإسلامية»، معددًا إيها دون البحث عن جديد لها لمعالجتها، مستخدمًا في أحاديثه عدد من الدوافع الوهمية التي اعتاد أبناء التيار الإسلامي عمومًا على استخدامها لتبرير اقولهم بها.
هزيمة دون تصحيح
الزمر في كثير من اللقاءات خلال هذا الأسبوع، أكد على "وجود هزائم منيت بها الحركات والتيارات الإسلامية، وضرورة إعادة تقييم لـ40 عامٍ مضت، لتحديد جواتنب القوة والضعف"، دون الحديث عن ما هية تلك الأخطاء أو معالجتهان مكررًا إياها في جميع لقاءاته بأن التيارات الإسلامية أخطأت وهزمت، جدون البحث عن جديد يذكر.
وخلال الحوار مع إحدى المواقع الإخوانية، قال إن هناك تصور لبعض الحركات الإسلامية بأنها يمكن أن تغير أوضاع المجتمع عن طريق العنف، وأن التصور الصحيح للوجود هو في بناء الجماعات ككيانات موازية للمجتمعات، وأن المشروع الإسلامي هو الأولى والمؤهل لإنقاذ المجتمعات، بالإضافة إلى استهلاك الكثير من الجهد والوقت في صراعات ونزاعات هامشية، وعدم التجديد في هيكل القيادة عبر الانتخابات، وعدم إتاحة الفرصة لجيل جديد يتبوأ موقع القيادة العامة أو يؤهل لها على أقل تقدير.
خسائر دون توضيح
لم يوضح الزمر خلال لقاءاته المتكررة عن نوعية الخسائر التي وقعت فيها التيارات الإسلامية، مؤكدًا عبر الجزيرة القطرية أمس الخميس، أن هناك أخطاء وقعت دخل التيار الإسلامي يسأل عنها الجميع، وهو واحد من المسؤولين عن هذه الخسائر، محاولًا تجنب الحديث عنها، لافتًا أنه "يحب أن يكون هناك حساب على تلك الأخطاء، من خلال المحاسبة على الخطأ الموضوعي فقط دون غيره، الذي بات جليًا للجميع ورأيناه، ولا بد أن نعترف به، ونحاسب المخطأ"، حسب قوله.
وأشار إلى أن التيارات الإسلامية حركات بشرية تعتمد المرجعية الإسلامية وتسعى لاصلاح المجتمع، ولذلك وارد عليها الخطأ، منوهًا أن القيادة تسأل من خلال معايير محددة حين تخطأ، فهناك أخطاء تتعلق بالأمة، وأخرى بالتنظيم والسياسة، والأخطاء لها أشياء متعددة، والذي يجب أن يعلن هي الأخطاء بشأن المجتمع بشكل عام، على سبيل المثال منها الاخطأ الكبير في التقدم للحكم، حسب قوله
تصورات وهمية
الزمر وضع عددًا من التصورات التي أشار إلى ضرورة تبني التيارات الإسلامية لها، فأكد خلال حواره بإحدى المواقع الإخوانية، ضرورة "الحاجة إلى مشروع إسلامي جديد، إعادة صياغة المشروع الإسلامي وتقديم جيل جديد للقيادة، دور التيار الإسلامي هو توعية الأمة وتهيئتها للقيام بدورها وليس القيام بالواجبات نيابة عنها"، حسب قوله.
دعابة مسامحة
وبالرغم من الأحاديث المتكررة حاول الزمر مداعبة الرئيس السابق حسني مبارك، عبر كتابته تغريدة صغيرة له بمواقع التواصل الاجتماعي، أنه كان حبيسًا في سجون مبارك قرابة 30 عامًا، وبعد الإفراج عنه عقب ثورة 25 يناير 2011، أعلن مسامحته له في حقه قائلًا: "رغم أن مبارك سجنني ٣٠ عامًا منهم ١٠ سنوات في تحدٍ صارخ لأحكام القضاء إلا أن هذا لم يمنعني أن أعلن بعد الثورة أنني سامحته في كل ما اقترفه بحقي، وذلك أني في الحقيقة لم أَجِد في نفسي بعد ثورة يناير أي طاقة لبغض أو معاداة أحد"، وفق قوله.