بالتفاصيل.. بيزنس السلفيين مع شركات السياحة في موسم الحج
تستغل شركات السياحة مشاهير السلفية للترويج لها مقابل الحج والعمرة مجانا، والحصول على أموال
وداعية: الدعاة يستغلون أسماءهم لجمع الأموال.. والأوقاف لسنا المعنيين بالجريمة
السياحة الدينية: يجب أن يوضع قانون يجرم هذه الأفعال.. وغرف السياحة: تم مواجهتها
مع قرب موسم الحج والعمرة كل عام، تبدأ الشركات المتخصصة في السياحة والطيران الخارجي، عرض إعلاناتها لدعوة المسلمين للإقبال على عروضها، وتلجأ بعضها إلى إغراء العملاء بأنه سيكون على رأس القافلة أحد دعاة السلفيين في مصر، ومن بين أشهر هؤلاء الدعاة مسعد أنور ومحمد حسان وحازم شومان وياسر برهامي ومحمد حسين يعقوب أو هشام البيلي وغيرهم.
في أحد شوارع العاصمة، بدأ "أمان" في التحقيق، حول ورقة إعلانية ملصقة على أحد الجدران، ويأتي على رأسها اسم الداعية السلفي المعروف محمد حسان، ويدعو فيها المسلمين إلى الحجز لدى الشركة وليستمر لقاء الحاج بالشيخ لأكثر من 30 يوما في عمرة شهر رمضان، وتختلف التسعيرة على حسب درجة قرب والبعد من أماكن تواجد الغرف من الداعية.
كانت المحطة الأولى من التحقيق، هو التواصل مع أحد الدعاة السلفيين الذين شاركوا في هذا البيزنس من قبل في إحدى القرى الفقيرة، الذي قال:" إن الشركات السياحية كانت تقدم لنا عدة عروض من خلال السفر والإقامة والحج والعمرة مجانا مقابل وضع أسمائنا على الملصقات التي توزعها على المسلمين، لافتًا إلى أنه في بعض الأحيان يحصل الداعية على أموال مقابل وضع اسمه بالإضافة إلى ذهابه إلى الحج أو العمرة.
ويضيف الداعية، الذي رفض ذكر اسمه، أن هذا العمل نشط خلال السنوات الماضية، وبالأخص منذ عام 2008 مع انتشار قناة الناس الفضائية التي كانت تتبع آنذاك التيار السلفي، ولكن مع السنة الأخيرة بدأت هذه الظاهرة في التراجع، ولكن مازالت متواجدة بنسبة أقل مما سبق.
ويشير إلى أن محمد حسان ومحمد حسين يعقوب أكثر الدعاة استفادة من هذه الظاهرة، نظرًا لشهرتهما، مؤكدًا أن الشركات كانت تنفق أموالًا طائلة على هذه الإعلانات والتي كانت تجلب لها الكثير.
وعن أسباب عزوف الشركات عنهم حاليا، قال الداعية: "إن الشركات التي كانت تفعل ذلك في الماضي كانت غير مرخصة قانونا وكانت تحمل أسماء غير معروفة وذلك يؤكد أنها تتخذ كغطاء لهم، ولكن مع كشف ألاعيبهم خلال السنة الماضية من قبل الأجهزة المعنية والقبض عليهم توقفت هذه الظاهرة.
ويوضح أن هذه الشركات كانت في الغالب يمتلكها مقربون من الدعاة، خاصة أتباع الدعوة السلفية المنتشرة في محافظات الوجه البحري.
يبلغ عدد شركات السياحة المصرية أكثر من 2000 شركة بنهاية عام 2010، من بينها حوالي 600 شركة تعمل في "السياحة الخارجية"، في حين تعمل 1400 شركة في مجال الحج والعمرة، لا توجد إحصائية رسمية داخل غرفة شركات السياحة تشير من قريب أو بعيد لعدد الشركات المملوكة للإخوان المسلمين، حتى إن هناك من يري من أعضاء الغرفة أن حصة الإخوان في القطاع لا يمكن حصرها، وليست بالقليلة، وأن غالبيتها تعمل في مجال الحج والعمرة، في حين يرى تيار آخر أن هناك 10 شركات فقط كانت تتبع الإخوان وتعتبر نسبة ضئيلة جدا في القطاع، وأن السلفيين يعملون سماسرة حج وعمرة ولا يمتلكون شركات سياحة، حسبما قال علاء الغمري، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، في تصريحات سابقة له.
وعلى الفور تواصل "أمان"، مع المعنيين في وزارة الأوقاف عن الخطاب الديني، وأكد جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني، إن الوزارة ليس لها علاقة بهذه التجاوزات وهناك أجهزة مختصة في هذا الشأن وبالفعل نجحت في القضاء عليه، لافتًا إلى أن الوزارة نجحت في التصدي لاختراق السلفيين للمساجد في العهد السابق، وأصبحوا غير مسيطرين على أي من المساجد.
وأضاف طايع، في تصريحاته، أنه بعد ثورة 30 يونيو تمكنت الوزارة من السيطرة على مئات المساجد والزوايا التي كانوا يسيطرون عليها، أما عن الحج فهناك محاولات مستمرة لمنع أي استغلال للمساجد للترويج لهؤلاء الأشخاص أو الشركات وإن حدثت ستتم مواجهة ذلك بكل حسم وقوة.
بينما قال ناصر ترك، نائب رئيس لجنة إدارة غرفة شركات السياحة، إن ظاهر عمل السماسرة في مجال الحج أو العمرة يعد جريمة، ويجب أن يصدر بها نص قانونى خلال التعديلات الجديدة للتشريعات السياحية التي تعهدت بإصدارها الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة.
وأوضح أن السمسار يبيع الكذب للطرفين، سواء الشركة أو المواطن ويصبح السمسار في النهاية هو المتحكم في السوق.
قال مصطفى سلطان، عضو لجنة تسيير الأعمال بالاتحاد المصري للغرف السياحية، إن هذه الظاهرة تمت مواجهتها من قبل، وهناك بعض المواجهات التي قامت بها الغرفة خلال الفترات الماضية، وتم القضاء على هذه الدعاية الكاذبة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.
وأضاف سلطان، في تصريحاته، أن موسم الحج والعمرة خلال هذا العام، له تنسيق خاص، للقضاء على سلبيات السنوات الماضية والتي كانت تشوه الجو العام، لافتًا إلى أن الدولة نجحت في القضاء على عمليات النصب التي كان يقودها السلفيون، بالإضافة إلى الإخوان.