برهامي ردًا على إمام الحرم: ما الفرق بين ورق الكوتشينة والنرد؟
رد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على تصريحات الشيخ عادل الكلباني، إمام الحرم المكي السابق، التي يبرر فيها صور لعب "البلوت" المنتشرة له على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال برهامي، في تصريحات نشرتها صفحات عدة للدعوة السلفية، اليوم الأربعاء: "فتنة أن يدافع الإنسان عن الباطل البين بزعم البحث عن الدليل، وما الفرق المؤثر بين ورق الكوتشينة وبين النرد أهو أن النرد مكعب حجري والكوتشينة أوراق، أهو أن النرد من ١ لـ6 والكوتشينة من ١ لـ١٠ ؟، أم أن صور البنت والشايب والولد والجوكر جعلت الكوتشينة حلالا لمخالفتها النرد".
وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية: "إذا النرد حرام بالنص وبلا خلاف معتبر ولو بلا قمار، لأنه لهو باطل يمرض قلب الإنسان ويصده عن ذكر الله من علم نافع وعمل صالح، وأمر الأخرة وعن الصلاة، ويغير اهتمامات المؤمن العظيمة إلى الرغبات والدوافع الشيطانية، فأوراق اللعب أولي بالتحريم خاصة بارتباطها بالقمار في أنحاء العالم".
وأثارت صور تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر"، للشيخ عادل الكلباني، ممسكًا بورق "البلوت"، جدلًا كبيرًا طوال الفترة الأخيرة.
ودافع "الكلباني"، الداعية السعودي وإمام وخطيب جامع الملك خالد بالرياض الأسبق، عن ظهوره في إحدى المسابقات المخصصة للكوتشينة والمعروفة باسم "البلوت"، وذلك بعد تعرضه لهجمة شرسة من قبل مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي.
وقال الكلباني في مقال نشرته جريدة الرياض، إن "كم هي الأساليب الشرعية والمخارج الفقهية، التي تخرج كثيرًا من المسابقات والألعاب عن مسمى القمار والميسر، وليس كل ما رأينا فيه جمع مال قلنا قمار وميسر، ويكفينا إذا علمنا بمثل هذا أن ندلهم على المخرج الشرعي، ولكن قد تسبب الوسائل الحديثة، كالقنوات والإنترنت والهواتف النقالة الغموض التصوري عند كثير من الباحثين".
وأضاف: "أن الباحث يضطر لسحب المسألة إلى أصل متفق على حكمه، ويحكم عليها بذلك الحكم، ويجري على مخالفه أحكام مَن خالف النص بينما الأمر ليس كذلك، ولو أن الناظر في مسائل العصر، دقق النظر في علة المنع أو الإباحة لوجد كثيرًا من الحلول لكثير من المشتبهات عليه التي يعسر عليه أن يقول عندها (الله أعلم) فيقول احتياطًا وتحوطًا وسدًا للذريعة "هي حرام" ويمنع بعد ذلك تغيير ما استقر".
وتابع: "لعبة البلوت حين يتحدث عنها المتحدث بيقين التحريم، ويؤكد على ما يلحق مزاولها من ذم وتأثيم، وكأن "آية" محكمة، أو حديثًا نبويًا صحيحًا صريحًا، قد قطع الباب عن كل نظر في تحريمها، بينما هي لعبة عصرية من "ورق وعليها رسومات وأحرف ورموز" لا يتعدى أن يكون الكلام عليها فقهيًّا من وجهين".
وأوضح: "أن الوجه الأول: فعن عينها، فهي لم تصنع من شيء محرم، بل هي ورق مباح صنعه، وطبعت عليها أحرف ورموز لا يتعلق بها كلام لذاتها، وفي بعضها تصاوير ورسومات لم يقصد بها مضاهاة ولا تعظيم، وهي بذلك داخلة فيما استثناه كثير من الفقهاء من التصوير الممنوع!".