مشاهد من فرحة المحبين فى مولد «أم العواجز» .. صور
لم يمر شهر رجب من كل عام، دون أن يلقي بظلاله وأفراحه على المصريين خاصة المحبيين لآل البيت، حيث يقام فيه مولد السيدة زينب أو كما يحمل لقب "أم العواجز"، هي (زينب بنت علي بن أبي طالب ثالث أبناء فاطمة الزهراء بنت النبي محمد وعلي بن أبي طالب الخليفة الرابع من الخلفاء الراشدين)، لتعم الفرحة والبهجة، الجميع يتمايل على ألحان وكلمات المدح اليي يرددها المنشدون على المنصات المختلفة.
يوم ينتظره الجميع، يرتب له قبل شهور يأتي إليه من جميع أرجاء الجمهورية، فقبل أسبوع من الآن بدأت السيارات نقل المحبين، حاملين على أعنقاهم هدايهم لزوار السيدة، تتلخص في تقديم الأطعمة (اللحوم والفول النابت) عادة أبناء المصريين منذ القدم، يتم توزيعها مجانا.
ويقول العم محمد (50 سنة)، أحضر إلى المولد منذ أكثر من 40 عامًا، ونقوم بتوزيع الأطعمة "ولا يتقاضون أي مقابل، لكنهم يشعرون بالفخر لاستضافة رواد ومحبي وضيوف آل البيت رضوان الله عليهم"، مشيرًا إلى أنهم قد يدفعون أموالا إضافية من جيوبهم.
بينما يقف رجل بلغ من العمر 50 عامًا، يُدعى إبراهيم، على الجانب الآخر من إحدى الخيمات التي اكتظت بصفوف تراصت من الرجال، تعممت رءوسهم بأوشحة بيضاء، تميل أجسادهم في تناسق غريب دون ترتيب مسبق، بينما الكلمات تتوحد عند الخروج من ألسنتهم في سيمفونية فريدة دون موسيقار أو لوحة موسيقية " الله حي.. الله حي ".
لم يكن المشهد مختصرًا على الرجال فقط، بينما أحب الأطفال والنساء الحالة فراحوا يقلدون الذاكرين بشىء من الطيش، وزوار فضلوا أن يلتقطوا المشهد بعدسات هواتفهم ومتسكعون يراقبون من بعيد ربما لا يقتنعون بالأمر غير أنهم لا يستطيعون إنكار جمال اللوحة الموسيقية.
والباعة ينتظرون هذا اليوم كل عام، هو موسم الرزق وجلبة الخير بالنسبة لهم، لا من اجتماع أكبر من ذلك ولا زبائن أكثر من هذا العدد.
بائعة حمص افترشت جانب الطريق، تزاحم عليها الزبائن من الكبار والأطفال، قالت إن بركة السيدة زينب تجلب لها الرزق، مشيرة إلى أنها تنتقل من مولد إلى آخر وقد تسافر خارج القاهرة لـ"السيد البدوي" و"إبراهيم الدسوقي" وغيره من أولياء الله الصالحين، لكنها تعتبر أن مولد الحسين والسيدة الأهم بالنسبة لها.
كان المشهد متكاملًا كعادة كل عام، لكن نقصه الأب الروحي لمثل هذه الليالي ياسين التهامي، إلا أن نجله محمود ياسين التهامي، نقيب المنشدين، أحيا الليلة الختامية لمولد السيدة زينب.
كل ذلك خارج المسجد، أما عن الأجواء الداخلية، يتوجه المريدون بالدعاء إلى الله وكل على حسب مطلبه، إيمانًا منهم بتلبية الدعوة عن يقين.