القصة الكاملة لأزمات «الشرق» الإخوانية
تجددت الأزمة داخل قناة الشرق الإخوانية، المملوكة لأيمن نور، الهارب إلى تركيا، التي خرجت على العلن أمس الأومل، وأعلن عدد من عاملي القناة الإخوانية الهاربين خارج البلاد اعتصامهم، وافترشوا الأرض في الليل، عقب طردهم ومنعهم من دخول القناة، واستعانة أيمن نور بعدد من البلطجية لمنعهم من الدخول، لبث الخوف في نفوس العاملين وترهيبهم، واعتدائهم على عدد من العاملين.
القناة.. المفصولين خالفوا لوائح العمل الداخلية
وأصدرت القناة بيانًا، زعمت من خلاله أنها تعرضت لمحاولة اقتحام بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، وإحتلال مقر الشركة، ومنع بث برنامج معتز مطر، إذ تواجد سبعة من المتعاونين مع القناة بعد إنتهاء مواعيد عملهم، وبالتنبيه عليهم بوجود الحافلة المخصصة لنقل العاملين فى الفترة المسائية، وضرورة إنصرافهم، أعلنوا عن البقاء بمقر الشركة لإجبار الإدارة على إعادة اثنين من المتعاونين السابقين مع القناة للعمل وهما محمد طلبه رضوان وطارق قاسم.
وأكدت القناة في بيانها، أنه نظرًا لما قام به عدد من المتعاونين مع قناة الشرق يومي 4 و5 أبريل من محاولة اقتحام مقر الشركة واحتلاله ليلًا بعد مواعيد العمل الرسمية، ومخالفة قواعد العمل، وعملًا لأحكام لائحة نظام العمل الداخلي، قرر إنهاء تعاون قناة الشرق مع كل من "خالد اسماعيل معد بالقناة، عبدالله الماحي مقدم بالقناة، رامي الصالح معد مساعد، أحمد درويش معد بالقناة، مصطفى صديق عامل نظافة، شعيب أحمد عامل صوت، محمد عثمان كنترول".
ولفت البيان، إلى أنه فيما يُثار من قضية إستدعاء قناة الشرق لأفراد من الشرطة التركية، لتأمين المنطقة والمكان بصفة عامة، والقناة بصفة خاصة، من المقتحمين للقناة، وتواجدوا على بوابة القناة، بهدف عمل أكثر من بث مباشر رددوا فيه أكاذيب مختلقة وإدعاءات متكررة تشى بأهدافهم، فى اطار حملة تشويه منظمة بدأت منذ ديسمبر الماضى، استهدفت شخص مالك القناة د. أيمن نور، وإدارتها، والزميل معتز مطر، وباقى العاملين بالشرق وعددهم 155 متعاونًا.
هجوم متواصل
عبدالله الماحي، أحد المفصولين من القناة، إذ أكد أن أيمن نور برغم استعنته بالبلطجية، بجانب الأمن المتواجد بالقناة، قاموا بقطع الأنوار عمدًا، واستئجار بلطجية من بارات وحانات بأجساد وعضلات مفتونة للاعتداء الجسدي عليهم، يدمر روح المؤسسة ومهنيتها ويسبب الألم النفسي للموظفين والعاملين بها.
من جانبه، شنّت آيات العرابي، هجومًا، على قناة الشرق وأيمن نور، إذ أكدت أنه قام بطرد عدد من الشباب من قناة الشرق واستدعى لهم الشرطة وبعضهم مهدد بالترحيل إلى مصر بسبب مطالبتهم بمستحقاتهم، لافتةً إلى أنه طرد بعض الشباب واستدعى لهم الشرطة واستولى على موبايلات بعضهم، نظرًا لمطالبتهم بمستحقاتهم، واستعان بحراس (بودي جارد) مسلحين لتهديد العاملين في قناة الشرق وقام بعضهم بالتعدي على بعض العاملين، مطالبة إياه بعدم الظهور على اي برامج تليفزيونية كما يحدث دائمًا، وعدم الحديث عن أي مؤامرات أو مبادرات، وضرورة دفع مستحقات الشباب الذين فصلتهم.
استقالات وتضمان
في الوقت نفسه، تقدم عبدالرحيم الصغير، نجل محمد الصغير، القيادي البارز بالجماعة الإسلامية وتحالف دعم الإخوان، من قناة الشرق المملوكة لأيمن نور على خلفية الأزمة الأخيرة التي اندلعت بالقناة، حيث قال "الصغير" في بيان له عبر موقع التواصل الاجتماعي، "أتقدم باستقالتي من قناة الشرق بصفتي مسؤول العلاقات العامة بها، تضامنًا مع زملائي من العاملين بالقناة الذين تم فصلهم".
المذيع بقناة الشرق هشام عبدالله، الهارب إلى تركيا، أعلن هو الآخر تضامنه مع المفولين من القناة، إذ أكد خلال بيان نشه عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رفضه تشويه العاملين بها دون أدلة واضحة، متمنيًا من إدارة القناة أن تترأف ويتسع أفق إنسانيتها وتراجع قرارتها بما يجعل الحياة بيننا تكافلية.
الأزمة الأولى
وتأتي تلك الأزمة الجديدة، عقب إسدال الستار على أزمة أخرى اندلعت نهاية العام المنصرم، على خلفية اتهام أيمن نور بتزوير إرداة العاملين بها، إذ تقدم عدد من العاملين بها بشكوى للممولي القناة نظرًا لضآلة المرتب الذي يتقاضونه، في مقابل الحياة الرغدة التي يعيشها أيمن نور في تركيا، إذ أصدر الممولون تعليماتهم آنذاك بضرورة عقد جمعية عمومية للقناة بسرعة، وتعيين مراقب مالي لها، وانتخاب مجلس إدارة جديدة لها، الأمر الذي دفع أيمن نور إلى التعليق على الأمر بإصدار فيديو بثته القناة آنذاك يتضمن دعوة عامة لعقد جمعية عمومية لقناة الشرق تعقبها حفلة للإنطلاقة الجديدة للقناة.
وخلال عقد الجمعية العمومية، فوجئ سيف الدين عبدالفتاح، عضو مجلس أمناء القناة، باتصال من القناة بانتهاء الجمعية العمومية، الأمر الذي لم يقتنع به "عبدالفتاح"، فتوجه برفقة عبدالرحمن يوسف القرضاوي لحور الجمعية العمومية، وتأخر "أيمن نور" عنها، فقام سيف عبدالفتاح ببث فيديو عبر الفيسبوك، اكد من خلاله أنه تلقى دعوة لحضور الجمعية العمومية لقناة الشرق، لكنه فوجئ بعدم حضور رئيس مجلس إدارتها أيمن نور، بالإضافة إلى تلقيه شكاوى كثيرة من الشباب العاملين بالقناة، تتضمن مظالم قام بها أيمن نور.
وفي أثناء بث الفيديو، فوجئ المتواجدون بدخول أيمن نور عليهم، وصاح فيهم "أوقفوا البث"، كما قعت مشادات عنيفة بينهم، وحاول نور طرد سيف الدين عبدالفتاح وعبد الرحمن يوسف من الاجتماع، إلا أن المتواجودين تمسكوا بوجودهما.
وعقب تفاقم تلك الأزمة، تدخل وسطاء لحلها، وعلى إثره، قام أيمن نور بإصدار بيانٍ زعم فيه انتهاء الخلافات التي ضربت قناة الشرق، إذ ذكر البيان أنه في ضوء ما أثير مؤخرا حول قناة الشرق، وما أثاره بعض العاملين فيها من طلبات ومقترحات، فإنه قد شُكلت لجنة برئاسة الشيخ عصام تليمة، وعضوية مجموعة من العاملين في القناة، وقد تلقت هذه اللجنة شكاوى العاملين بقلب منفتح، وعقل واع، وقامت بدراسة وافية للأمور التي تستدعي إعادة نظر، ووضعت مقترحات معالجتها.
وقامت اللجنة المكلفة بالنظر في شكاى العاملين، إلى رفع تقريرها بالأمور التي وجدتها مستحقة للتعديل والتصحيح، وأوصت باستمرار العمل على تطوير أساليب إدارة القناة وهيكلها الإداري بما يحقق رسالتها، خاصة مع انطلاقتها الثالثة الجديدة، وبما يتوافق مع الأهداف الوطنية، والمقتضيات المهنية.