تزايد الانشقاقات في صفوف الإخوان بعد الاحتفال بذكرى تأسيس الجماعة
اشتعلت الانشقاقات مجددًا في صفوف جماعة الإخوان، بعد احتفالية الذكرى الـ90 عاما على نشأة الجماعة، والتي نظمها القيادات التاريخية الهاربون في تركيا وقطر ولندن، ووجّه الشباب انتقادات في التغطية على الفشل الذي يلاحقها منذ عزل محمد مرسي.
وتجاهل القيادات التاريخية للجماعة، الرد على الشباب الذين أشعلوا نيران الغضب في الجماعة، ولم يصدر أي تصريح أو حديث صحفي أو إعلامي بشأن الواقعة، ملتزمين الصمت.
البداية كانت مع هيثم أبوخليل، أحد حلفاء الإخوان في الخارج، ومقدم أحد البرامج بقناة «الشرق» الإخوانية، الذي كشف عن الانقسام الذي تعيشه الجماعة بعد احتفال الذكرى التسعين في اسطنبول.
ووجّه أبوخليل، رسالة إلى قيادات الإخوان، قائلا: «هل هذا توقيت مناسب لإقامة مهرجانات واحتفالات وإنفاق ببذج في وقت العسرة والمحنة؟.. بالطبع ليست هناك ضرورة لذلك، فلو كان ثمة احتفال فليكن في الأجواء الطبيعية».
وتابع: «لماذا المهرجان والاحتفال؟!.. هل هو إثبات وجود في ظل انقسام للجماعة فيكون من يسبق بالاحتفال هو من يملك صكوك الجماعة ومفاتيحها ؟!.. هل هو رسالة إثبات للوجود والاستمرارية؟!.. هل هو انحراف في البوصلة وشلل في التفكير وعجز عن الحركة فيكون الجري في المحل تعبيرا على أنكم أحياء ؟!.. لماذا لا يؤجل الاحتفال ويقال تم التأجيل؟.. رفقا بالناس تعاملوا بإحساس وواقعية مع الوجع الذي حولكم».
لم يقتصر الغضب على قواعد الجماعة في مصر، بل امتد إلى ابنتي المرشد الحالي الدكتور محمد بديع، والسابق محمد مهدي عاكف، اللتين عبرتا عن غضبهما من تنظيم الاحتفالية رغم الأوضاع المزرية التي يعاني منها أعضاء الجماعة في الداخل، وصدور العديد من أحكام الإعدام بحقهم.
ووجهت ضحى بديع، ابنة مرشد «الإخوان»، سؤالا لمنظم الحفل: «ممكن حضرتك تقولي ما معنى المهرجان الفنى وما جدواه وما محتواه اللي هيقدم في الساعة السادسة؟ ألم يكفهم بعض كلمات في الساعة ١١ صباحًا (على حسب ذكر حضرتك)؟».
وأضافت: «هل أيضًا الدعوات الواضح من صورتها أنها فخمة جدًا هل أيضًا تمت طباعتها على تكلفة البلدية؟، ولماذا لم يصدر بيان رسمي لشرح الوضع إن كانت هذه المعلومات مؤكدة».
وأضافت ابنة المرشد: «هل الجماعة بذلك تثبت أنها موجودة؟ هل أصبح إثبات وجود جماعة الإخوان المسلمين بالاحتفالات فقط؟!.. أين القيادة في الخارج مما يحدث لأبناء الجماعة في الداخل وفى السجون وفى الخارج أيضًا؟.. لعلم حضرتك هناك مشردون في الخارج».
وانتقدت تجاهل قيادات «الإخوان» في الخارج للقيادات الموجودة بالسجون، متسائلة: «أين القيادات في الخارج مما يحدث لقادة الجماعة في السجون في الداخل؟».
وعبرت علياء عاكف، ابنة محمد مهدي عاكف، مرشد الإخوان السابق، عن تأييدها للانتقادات التي وجهتها ابنة بديع للقائمين على تنظيم احتفالية «الإخوان» في تركيا، وعلقت قائلة: «قولتي كل اللي في نفسي ربنا يكرمك».
وتابعت ابنة عاكف في سياق ردها: «معلومة صغيرة، هو ما بقاش فيه أثرياء في الداخل علشان تكون دي مسئوليتهم؟، بلاش ندافع عن الغلط، يمكن لما نعترف به ربنا يكرمنا، بقت حاجة تقرف والله العظيم».
وكانت أزمة التهمت أروقة جماعة الإخوان الإرهابية، في فبراير 2015، على خلفية إطاحة الشباب بالقيادات التاريخية والمعروفين إعلاميًا باسم «عواجيز الإخوان»، وتشكيل مكتب داخلي لإدارة شئون الجماعة، وازدادت الأزمة في نوفمبر من نفس العام، وأصبح لها مكتبان لإدارة شئون الجماعة، كل منهما يديره مجموعة مختلفة عن الأخرى، كما أصبح لهما متحدثان إعلاميان وأتباع لكل طرف منهما.