هل تتربع «مؤسسة السحاب» على عرش الإعلام الإرهابي حتى الآن؟
أنشأ أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، إدارة للإعلام تابعة للتنظيم عام 1988 وكان الغرض منها هو "الاحتفاء بالعناصر المتواجدة في أفغانستان الذين كانوا يحاربون الاتحاد السوفيتي"، كان أولها مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي، والجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، فضلا عن شركة الكتائب الخاصة بحركة شباب المجاهدين في الصومال عام 2009.
وكانت مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي معنية ببث مقاطع فيديو تخص قيادات التنظيم مثل أيمن الظواهري وأسامة بن لادن، إضافة إلى التسجيلات الصوتية لمقاتلي التنظيم ووصاياهم قبل تنفيذهم لأي عملية تابعة للقاعدة.
ونشرت تلك المؤسسة مقاطع فيديو لأحداث 11 سبتمبر في الذكرى السنوية لها، وترسل للقنوات الفضائية الأمريكية مثل cbs، وكذلك abcو nbcو cnnو pbs، والصحفيين أمثال عبد الباري عطوان وروبرت فيسك وبراين راس وسيمورهيرشوجيريبان ديك، فقد كان يصلهم مادة من المؤسسة سواء متلفزة أو بيانات من القاعدة وكانت تعتبرهم القاعدة مستقلين ومحايدين.
وذكرت وثائق أبوت آباد والتي وُجدت في منزل أسامة بن لادن بعد مقتلة، فإن قناة الجزيرة لم يعد مناسب لإعلام القاعدة لما ينطوي علي كثير من عمليتها لتهدي السلم وتوعد بعمليات مناسبة مما يضعهم في حرج اما هذه الرسائل اما الحديث عن الفيضانات وأسبابها فهم لا يرون ان هذا الوجه للقاعدة يجب ان يظهر.
وسائل مساندة
وعلى ضوء هذا استكملت أعمال مؤسسة السحاب بشبكة الفجر، التي قامت بتوزيع إنتاجها عبر الإنترنت على جميع المواقع في أنحاء العالم، وعادة ما تتم ترجمة المواد الإعلامية إلى العديد من اللغات، كما دشنت القاعدة موقع النداء أوائل عام 2002، لنشر أفكارها حول عملياتها إبان الحرب في أفغانستان والعراق.
افتتحت المؤسسة حسابا لها على موقع التغريدات القصيرة "تويتر" لكن إدارة الموقع أغلقته دون توضيح أسباب، ثم قامت المؤسسة مطلع أكتوبر من عام 2014 بإنشاء حساب آخر لكنه غير رسمي بهدف نشر إصدارات المؤسسة بعد إغلاق الرسمي وتقوم الصفحة على نشر مقاطع فيديو لقيادات التنظيم وبياناته.
وخصصت مجموعة "نخبة الإعلام الجهادي" وموقعها "منبر التوحيد والجهاد" جزءا خاصا بالمؤسسة ونقلت عنها عدد من المقالات والرسائل لزعيم التنظيم السابق بن لادن وأيمن الظواهري وأبو الليث الليبي ومصطفى أبو اليزيد وآخرين من القيادات بالتنظيم، بالإضافة إلى تفريغ لعدد من مقاطع الفيديو للعمليات التي نفذها التنظيم منها عملية أبو جعفر الكويتي وعملية أخرى على مقر القيادة الأمريكية بولاية خوست.
منشورات المؤسسة
«﴿وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾» هي الآية الموجودة في صدر الموقع، ونشرت تسجيل صوتي لقاضي التنظيم ببلاد المغرب الإسلامي بعنوان "الأخوة الإيمانية.. شرع وواقع"، بالإضافة إلى مشاهد ومقاطع من المعارك التي خاضها أعضاء التنظيم في بلدة المليحة بريف دمشق في سوريا لكسر الحصار عن "500 مجاهد".
وتخصص المؤسسة جزءا من الموقع لتغطية أخبار جماعة "أنصار الشريعة" كما تسميهم وتعني بنقل أخبار المقاتلين من التنظيم في اليمن ضد الجيش اليمني والحوثيين في العاصمة صنعاء وأنحاء اليمن.
كما تصدر المؤسسة مطبوعة دورية تصدر عن تنظيم القاعدة تسمي مجلة "صدى الملاحم" بدأت عام 2008 وصدر منها ستة عشر عدد كان آخرها عام 2011 والتي وجهت رسالة إلى الشعب التونسي بعنوان "يا أهلنا في تونس لا تضيعوا الثمرة" وطالبتهم باستكمال الجهاد والتخلص من الاحتلال.
ومن المعروف أن من يدير مؤسسة السحاب هو" آدم بيرلمان"، حفيد "كارل بيلرمان"اليهودي والقيادي برابطة ذات صلة بإسرائيل تناهض ما يسمى بـ"معاداة السامية"، وهو عزام الأمريكي بعد أن اعتنق الإسلام، كما ظهرت تقارير تفيد مقتله في غارة باكستانية في 2010 لكن جثته لم تظهر بعد.
وتردد أن المخابرات الأمريكية قد نجحت في اختراق مؤسسة السحاب منذ 2007،فمؤسسة "إنتل سنتر" الاستخباراتية الأمريكية التي يُفترض أنها تتابع إصدارات التنظيمات الإرهابية، وهو ما يفسر استبدال التنظيم عدد كبير من المنتديات التي تتحدث باسم تنظيم القاعدة مثل "حنين"و"أنا المسلم" والتي ورثها تنظيم "داعش" حاليا لنشر أخبارها.