خبراء يكشفون أخطر السمات النفسية لتكوين شخصية العناصر الإرهابية
كشف عدد من الخبراء السمات النفسية التي تؤدي لتكوين شخصية الإرهابي، وأكدوا أن الإرهابي يتمتع بنظرة مختلفة لذاته، تجعله لا يرى نفسه على حقيقتها، وهو ما أكدته أيضا مجموعة من الأبحاث والدراسات المتخصصة، التي أشارت إلى أن أهم الصفات التي تميز شخصية الإرهاب الاستعلاء والأنانية والتعصب لذاته.
"أمان" يلقي الضوء على هذه السمات وكيف تتحول لدى الإرهابي إلى نوع من الكراهية للمجتمع، في السطور التالية:
في البداية يقول الدكتور خيري الفرجاني، الأستاذ بأكاديمية السادات، إن البحث في التاريخ النفسي للكثير من الشخصيات الإرهابية يؤكد أن الأنانية وحب الذات هي العامل المشترك بينهم، وهو ما عرضهم لإحداث تصادمت مع هذه النظرة، وبالتالي شعروا بالفشل في حياتهم، وهو ما دفعهم إلى ارتكاب أحداث دموية ثأرًا من المجتمع، وتمردًا عليه.
وأضاف الفرجاني، أن هذه الصفة تبدأ من عشق الإرهابي لنفسه بشكل يتضاءل أمامه الآخرون، فيرى أنه الأذكى والأفضل، ومن هذا المنطلق تجده يسخّر الآخرين لأغراضه وأهدافه بلا قيد أو رادع، وهو لا يحتمل النقد ولا يريد سوى سماع كلمات المدح والإعجاب من الآخرين، موضحًا أنه دائمًا مضطرب لا يتوافق مع نفسه ولا يعرف السلام الداخلي، بل هو في صراع نفسي لإثبات نرجسيته وتفضله على الآخرين فحياته يتباين فيها الصراع مابين الواقع وإيمانه بذاته، فيعيش مفتقدا السلام الداخلي والتصالح مع النفس، وهو ما يمكن أن نطلق عليه النرجسية الدينية.
وأشار إلى أن أصحاب النرجسية الدينية أمثال: داعش والقاعدة ومن قبلهم الإخوان المسلمين الذين يشكلون البذرة الأولى لكل هذه الجماعات والتنظيمات المختلفة، يعتقدون أنهم أفضل أنواع البشر فجنة الله محجوزة لهم فقط، مضيفًا أنهم يوزعون الجنة والشهادة لمن يسير على دربهم فيفجر نفسه في الأبرياء، ومن ثم نشاهد الجماعات الإرهابية تذبح وتنحر باسم الدين، ويحللون الكبائر لأجل ذواتهم إنطلاقا من فكرة أن التشريع أصبح من اختصاصهم وحدهم فاستبدلوا شرع الله بشرعهم.
وأضاف، أن هذه الصفة ترسخ للتناحر والقتال وأعمال الذبح والنحر حتى بين هذه الجماعات الارهابية فيما بينهم، فكل الجماعات الإرهابية تقدم لأصحابها دلائل أنهم الجماعة الناجية والآخرون على طريق مظلم.
وأضافت الخبيرة والاستشارية النفسية الدكتورة مرفت العماري، إن:"الإنسان بطبيعته يتعامل مع من يشبهه، إلا أن الإرهابي لا يتعامل مع باقي البشر بشكل طبيعي مألوف، فهو ينظر إلى المختلفين معه في الفكر، باعتبارهم كائنات أخرى، موضحة أن الإرهابي يعمل دائمًا على إزاحته من المجتمع، كما يُعتبر نفسه الأصل.
ومن جانب آخر، قال الباحث ريتشارد بيرلشتاين في كتابه "عقل الإرهابي السياسي"، أن النرجسية في حالتها المتطرفة يمكن أن تعطي تفسيرًا للنشاط الإرهابي، مضيفًا أن الشخص الإرهابي على اقتناع تام بأهميته في هذا العالم، لكن العالم لسوء الحظ لا يساعده على هذا الاقتناع، كما يُعد سببا لأن يصل إلى الغضب النرجسي، ويتطور الأمر عنده إلى العدوان.
وتابع: أن يمتلك الإرهابي ذاتا معظمة، ويوجه مشاعرعدوانية للمجتمع، ولا يكن أي احترام للآخرين، ولديه رغبة في الانتقام من العالم الخارجي.
ويوضح الباحث تايلر وكويل، أن القاسم المشترك بين الإرهابيين هو الاعتقاد بأنهم في حالة دفاع عن النفس ضد العدو، والأمر الآخر بأنهم يشعرون بأن العنف ماهو إلا استجابة حتمية لذلك التهديد الخارجي، وربما يكون هؤلاء الأفراد قد وقعوا ضحايا للظروف الخارجية في توجيه سلوكهم.
وأشار إلى أن ذلك قد يكون نابعا من شعور بالضعف والنقص؛ فظهر أسامة بن لادن الذي بدت قضيته غير مفهومه للغربيين وبصور تليفزيونية لأشخاص مثل "تيودور كازينسكي " الذي أوحى أسلوب حياته وأفعاله أنه كان يعاني اضطرابًا عقليًا.