الإخواني المتشيع محمد إبراهيم الحسيني: 40% من شيعة مصر من أتباع الجماعة
اغتيال حسن البنا كان بسبب علاقاته مع الشيعة
هناك تعاطف سياسي بين الإخوان وإيران... والجماعة تحلم بتكرار الثورة الإسلامية في مصر
تركت الإخوان عام 2003 بعد تشيعي.. والجماعة طالبتني بالاستمرار فيها على مذهبي الجديد
الشيعة في مصر 400 ألف على أعلى تقدير.. وهناك آلاف المتشيعيين داخل الطرق الصوفية
قيادات شيعية تحصل على أموال من إيران لنشر المذهب.. وبعضهم يعتبر نفسه الوكيل الحصري لآل البيت
في الإسكندرية وبعيدا عن صخب العاصمة، يعيش محمد إبراهيم، القيادي الشيعي الشاب، صاحب فكرة تأسيس مجلس حكماء الشيعة الذي يوحد الشيعة في مصر.
المفاجأة حول هذا الشخص هو تجربته الفريدة في التشيع، حيث كان في السابق إخوانيا معترفا به في الجماعة قبل أن يعلن فجأة تشيعه ويصبح من قيادات الشيعة في مصر.
محمد إبراهيم في حوار خاص جدا لـ "أمان" يحكي فيه تفاصيل وجوده داخل الجماعة، وقصة تحوله إلى التشيع.. فإلى نص الحوار.
أولا إلى أين وصلت من مناصب داخل جماعة الإخوان؟
كنت منضما لجماعة الإخوان منذ نعومة أظفاري، ووصلت لدرجة تنظيمية اسمها إخوان أ، أي عضو عامل، وهذا يعني أنني كنت معترفا بي بشكل رسمي من قبل الجماعة.
كيف بدأت قصتك مع التشيع؟
بداية التشيع معي عندما بدأت الحرب الأمريكية على العراق في بدايات الألفية الحالية، وفي تلك الفترة كانت هناك كتب منتشرة جدا في السوق المصرية تتحدث عن التشيع وتهاجمه، ولعل أبرز هذه الكتب "الخمينية الضالة"، و"هكذا اهتديت من الشيعة إلى السنة"، "رسالة من سنية إلى شيعية حول زواج المتعة"، وغيرها من الكتب التي كانت أغلبها من تأليف التيار السلفي، فبعد ما قرأت تلك الكتب اكتشفت أنها كتب كيدية وغير صحيحة، وما عزز هذه الفكرة داخلي موقع بولتوك موقع التواصل الاجتماعي، الذي كنت أقوم فيه بعمل مناظرات مع المسيحيين في السابق ثم بدأت أبحث في التشيع وأدخل غرف شيعية وأرى ماذا يقولون، وبعدها دخلت على موقع اسمه مركز الأبحاث العقائدية للقراءة أكثر، وبعد كل هذا البحث اقتنعت أن التشيع هو المذهب الإسلامي الصحيح، وتشيعت، وكان هذا عام 2003 تقريبا.
هل الفكر الإخوان يقود إلى التشيع وخاصة أن أغلب الشيعة كانوا قيادات سابقة في الجماعة؟
لا يوجد منهج أو فكر واضح في الإخوان يساعد على التشيع، كل القصة أن الإخوان كانوا يحلمون بدولة إسلامية وفشلوا وسيفشلوا بسبب بنيتهم التنظيمية الضعيفة، ولهذا الحلم كان ينظرون للثورة الإسلامية الإيرانية على أنها انتصار وشيء كبير جدا، فجاء من هنا فكرة التعاطف السياسي من الجماعة مع إيران، ووصل هذا التعاطف لدرجة أن في بعض اجتماع الأسر كان يتم عرض أحداث القرن العشرين، وكان على رأسها الثورة الإسلامية الإيرانية.
إذًا هناك تقارب بين الإخوان والشيعة؟
لا استطيع أن أقول تقارب، بل تعاطف سياسي حتى لو اختلفت المذاهب، ولعلمك فإن مشروع أستاذية العالم الذي ينادي به الإخوان متطابق حاليا مع ا يحدث في إيران، والإخوان داخلهم يحلمون بتكرار التجربة الإيرانية في مصر.
ولكن حسن البنا كان أول من سعى للتقريب بين المذاهب وبالتحديد بين السنة والشيعة؟
لا أنكر هذا، فحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان كان بالفعل أول من سعى للتقريب بين المذاهب، ودعا شيوخ إيرانيين لزيارة مصر من أجل هذا الهدف، وما أعلمه أن سبب اغتياله هو سعيه للتقريب بين المذاهب وفتحه علاقات قوية مع إيران في هذه الفترة دون إذن الدولة المصرية.
متى تركت الإخوان تحديدا؟ وكيف قابلت الجماعة قرار تشيعك؟
تركت الإخوان عام 2003 عندما قررت التشيع، قابلت الجماعة في البداية قرار تشيعي بالهجوم ثم بالنصح ثم قالوا لي لا تترك الجماعة فهناك إخوان مسلمين في إيران، ولا مانع من أن تكون شيعيا وإخوانيا.
ما هو وضع الإخوان الحالي في الإسكندرية تحديدا باعتبارك أحد أبناء المحافظة؟
انتهى إخوان الإسكندرية وإخوان مصر كلها، ويستحقون تلك النهاية، فهم يمتلكون فكرا تدميريا لأي دولة، وأحمد الله على خروجي من الجماعة التي اكتشفت أنها أول الطريق إلى داعش نظرا لكونها مليئة بالتكتيكات الشيطانية لهدم الدول، ولا أنسى طبعا أناشيد الإخوان التي ينادون فيها بالجهاد والعمل المسلح كتلك التي يفعلها داعش الإرهابي، كما لا أنسى أيضا الكتب التنظيمية التي كانت توزع داخل الجماعة أثناء فترة تواجدي بها وعلى رأسها كتب أحمد الراشد القيادي الإخواني البارز الذي تخصص في تعليم أعضاء الجماعة كيفية استقطاب الناس وجعلهم يحبون الإخوان.
بصفتك إخوانيا من وجهة نظرك كم عدد الإخوان الذين تشيعوا؟
لا استطيع أن أعطيك إحصائية دقيقة في هذا الصدد، ولكني أؤكد لك أن 40 % من شيعة مصر كانوا إخوانا سابقين، فالتحول من الإخوانية للتشيع كبير جدا.
ما حقيقة ما نشر على حسابك بشأن تحولك من الشيعة إلى السنة مرة أخرى؟
هناك هاكر دخل حسابي وقال إنني تحولت من الشيعة إلى السنة وهذا غير صحيح فلازلت متمسكا بالمذهب الشيعي.
كيف يعيش شيعي في معقل السلفيين الذين يمقتون الشيعة في الإسكندرية؟
أحاول أتجنبهم على قدر المستطاع، وقد حاولوا في السابق الاحتكاك بي، ولكنهم فشلوا، ووصل الأمر إلى درجة أنهم سألوا عني في البيت من قبل كي أتحدث معهم ورفضت.
كم مرة زرت فيها إيران ولماذا؟
زرت إيران 3 مرات، المرة الأولى لحضور مؤتمر الشباب والصحوة الإسلامية، ومرة ثانية زرت فيها العراق ثم منها ذهبت إلى إيران لحضور مؤتمرات أيضا، والمرة الثالثة كانت زيارة لجامعة المصطفى للدراسة لمدة 40 يوما، وبعدها تعرضت لتحقيقات طويلة في المطار جعلتني لا أفكر في زيارة إيران مرة أخرى.
هل تضخ إيران أموالا لتجنيد الشباب المصري كي تحولهم إلى المذهب الشيعي؟
هناك ناس تأخذ مساعدات من إيران لنشر المذهب الشيعي، ولا أنكر هذا، وهناك شيعة أيضا لا تأخذ أي أموال، فمن وجهة نظري الأمر عادي، فهناك فئة نفعية في الشيعة كما توجد فئات نفعية في السلفيين والإخوان، وفي كل مكان، ولعلمك الحلم الرئيسي لإيران حاليا هو عودة العلاقات مع مصر، ولكن الأمر صعب في الوقت الراهن بل أرى من وجهة نظري أن التقارب في هذه الفترة شبه مستحيل.
ولكن إيران دعمت جماعة الإخوان الإرهابية ضد مصر؟
إيران تراجعت عن دعم الإخوان بعدما تأكدوا من فشلهم في الحكم، وكان مرسي وخطاباته وبياناته أكبر دليل على هذا الفشل الإخواني الكبير.
كنت تنوي تأسيس كيان يجمع الشيعة في مصر فلماذا توقف هذا الكيان؟
كان هذا الكيان يعرف باسم "مجلس حكماء الشيعة"، وقد أفسد من الداخل الشيعي، فهناك من يظن أنه وحده من لديه الوكالة المطلقة للحديث نيابة عن آل البيت، وأي شخص آخر غيره يتحدث أو يحاول يصنع كيان تتم محاربته.
هل كانت الدولة موافقة على تأسيس هذا الكيان؟
الدولة تعارض تأسيس كل الكيانات الشيعية بلا استثناء.
وماذا كنت تهدف من تأسيس هذا الكيان؟
كان سيكون فقط أداة لتجميع الصف الشيعي، كما كان سيقوم على نشر المذهب، وما يحزنني أن هذا المشروع فشل من خلال الشيعة أنفسهم.
كم عدد الشيعة في مصر من وجهة نظرك؟
عدد الشيعة في مصر 300 ألف أو 400 ألف بالكثير، بخلاف الشيعة الموجودين في الطرق الصوفية، والذين لا يعلم عنهم أحد أي شيء وأعدادهم أيضا تقدر بالآلاف.
وهناك شيعة كثر جدا في الطرق الصوفية، واؤكد لك أن كل الطرق الصوفية فيها شيعة، ولا استطيع أن أحدد تيارا بعينه أو طريقة بعينها حتى لا أكون كاذبا.
ما قصة آخر مبادراتك التي أطلقتها على موقع أفاز الدولية؟
المبادرة كانت اسمها "حرية الدين والمعتقد"، وقد أطلقت هذه المبادرة بعد مقتل القطب الشيعي حسن شحاتة على أمل أن ننهي ما نعيشه نحن كشيعة من حرب ضروس علينا لمجرد أننا غيرنا مذهبنا لا غيرنا ديننا، أريد أن أقول للسنة نحن لا نكرهكم فلما تكرهوننا، الدين لله والوطن للجميع.
ولكن كانت هناك مبادرة أخرى أكدت فيها أنك على استعداد للجلوس مع السلفية بالإسكندرية لإنهاء الأزمة بينكم؟
لن أجلس مع السلفية لأني رافض لوجودهم من الأساس، ليس لديهم ثقافة حوار مع الآخر، ليس لديهم مرونة، حياتهم مليئة بالتعصب.
في النهاية.. ماذا يريد الشيعة من الدولة المصرية؟
لا نريد تمييزا على أساس المعتقد وأساس الدين، الشيعة في مصر يعاملون معاملة الجواسيس، وعانيت الأمرين أثناء عودتي من إيران وكأني قادم من إسرائيل، أريد أن أعيش كمواطن مصري اختار لنفسه مذهبا آخر يؤمن به.