شيوخ التصوف يردون على «تخاريف» الظواهري
زعم "أيمن الظواهرى"، زعيم تنظيم "القاعدة"، أن أكبر أسباب تأخر المسلمين وتمكن الاحتلال من بلدانهم هو انتشار التصوف فى العالم الإسلامى.
وقال خلال كلمته الصوتية التى بثتها مؤسسة السحاب التابعة لتنظيم القاعدة: "التصوف المنحرف وخرافاته غيبتهم عن الدنيا ومنعتهم من انكار المنكر وزينت لهم تعظيم الولاة المرتدين، ويسهل على من تورط فى التصوف المنحرف أن يقبل بحكم الحاكم المرتد الفاسق المبدل للشريعة طالما أن المشايخ يرضون عنه ويسهل عليه أن يتعاون مع الكفار على احتلال بلاد المسلمين، طالما أن المشايخ يرضون عنه ويتقبل أن يترك الجهاد العينى ضد الكفار الغزاة لبلاد المسلمين لأن المشايخ والأولياء المزيفين سيتكفلون بذلك فهم يقضون حاجات الناس؛ بل كلابهم تقضى حاجتهم ولذلك يصرح الأمريكان بوجوب تأييد الطرق الصوفية المنحرفة واستشهد بكلام للشيخ محمد منتصر الأزيرق، ودار الإفتاء المصرية التى تدعو لمساعدة المتصوفة فى الصومال ضد حركة شباب الصومال.
فى المقابل قال الشيخ الحبيب بن على الجفرى: إن التصوف أصل من أصول الدين، وإنه علم من العلوم الشرعية الأصلية، وليس بحادث أو مبتدع أو جديد فعندنا التوحيد والفقه والتصوف، أما الكتاب والسنة فهما مصادر ومراجع وعلم التصوف يتعلق بإصلاح القلوب، ومستقى من ركن الإحسان.
وأضاف إن الذى يقرأ بتأمل وإنصاف في كلام حفاظ الحديث وكبار فقهاء الأمة في كتب الطبقات والتراجم للأئمة، سيجد أن كلمة صوفي كانت تستخدم للثناء والمدح، وإبراز رقي الإمام الذي سيتحدث عنه، وبالرجوع إلى سير أعلام النبلاء للإمام الحافظ الذهبي أو صفوة الصفوة للإمام الحافظ ابن الجوزي، أو إلى طبقات الحنابلة والشافعية وغيرها من التراجم المصنفات، تجد أنهم إذا أرادوا أن يمدحوا شخصًا سموه بالصوفي.
وأوضح الشيخ "هاشم منقارة "رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامي - عضو جبهة العمل الاسلامي واتحاد علماء بلاد الشام أن نماذج جهاد الصوفية للغزاة مشرقة عبر التاريخ، ولو رحنا نعدد مواقفهم لطال علينا ذلك ويكفى أن نعرف ما كتبه الإمام الغزالى إلى ابن تاشفين ملك المغرب حيث قال له: (إما أن تحمل سيفك في سبيل الله ونجدة إخوانك في الأندلس، وإما أن تعتزل إمارة المسلمين حتى ينهض بحقهم سواك). وكذلك محيى الدين بن عربى حينما قال للملك الكامل حينما تخاذل في قتال الصليبيين: ( إنك دنىء الهمة والإسلام لن يعترف بأمثالك، فانهض للقتال أو نقاتلك كما نقاتلهم). ويطغى المماليك في أرض مصر فيثور العز بن عبد السلام ويأمر بالقبض على المماليك ويعلن أنه قد اعتزم بيعهم في سوق الرقيق لأنهم خانوا الأمانة.
أما عن دور التصوف فى العالم الإسلامى فقال الجفرى: فيما يتعلق بأثر التصوف ودوره، فالمنصف في قراءة تاريخ الأمة يرى أن رواد الاقتصاد في العالم الإسلامي على مر العصور هم الصوفية، وكذلك رواد النهضة العلمية الشرعية من الصوفية، النهضة العلمية المادية التجريبية في عصر النهضة الاسلامية قامت على الصوفية، رواد الجهاد في سبيل الله من المتصوفة، ولا يستطيع أحد أن يذكر الجهاد وينسى عبد القادر الجزائري، المرابطين، عمر المختار، والمجاهدين الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي في الشام، وهؤلاء من أئمة التصوف في بلادهم.
وأوضح الشيخ على جمعة مفتى الديار المصرية الأسبق: أن كبار المجاهدين والمقاومين للاستعمار عبر التاريخ كانوا من المتصوفة مثل عمر المختار والشيخ أبو العزائم وحتى عبد الله عزام وكبار رواد الجهاد الأفغانى، ويكفينا أن نعرف أن فاتح القسطنطينية هو "شمس الدين آق" الشيخ النقشبندى.