حقائق حول «فقه الأسرة» يكشفها أئمة الأوقاف
عقدت وزارة الأوقاف، اليوم السبت، ندوة بعنوان "فقه الأسرة"، وذلك ضمن فعاليات المعسكر السادس عشر لتدريب الأئمة بالمدينة الشبابية بشرم الشيخ.
حاضر في الندوة الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، والدكتور عبد الفتاح عبد القادر جمعة مسئول الاتصال الإعلامى بوزارة الأوقاف، والشيخ محمد محمود عبد الحليم، والشيخ علي عمر عبد الفتاح الإمامان بالمركز الثقافى العالمى بمسجد الصحابة بشرم الشيخ، وشارك في الندوة عدد من أئمة الأوقاف المتميزيين من جميع مديرات الأوقاف بالمحافظاات المشاركة في المعسكر.
قال الدكتور محمد الشحات الجندى إن الأسرة المسلمة هي بناء وكيان يقوم على تأسيسة بالشكل السليم كل من الزوج والزوجة اللذين يربطهما ميثاق غليظ ورباط يجمعهما ومن خلاله تتم التنشئة السليمة للأسرة والتي بدورها مسؤولة عن تربية النشء بالشكل السليم لتقديمه للمجتمع يؤثر فيه ويتأثر به.
وأضاف الشحات إن دور الأئمة هو تعريف وتوعية المقبلين على الزواج، بالحقوق والواجبات وفقا للشريعة الإسلامية والتي بدورها تعد منهجا لتعريف حق كل منهما على الآخر، موضحا أنه كلما زاد وعي الأسرة، كلما قلت ظواهر أضرت وتضر بمجتمعاتنا من بينها ظاهرة أطفال الشوارع والإدمان والتسرب من التعليم والتشرد.
وفرق عضو مجمع البحوث الإسلامية، بين الزواج السري والزواج العرفي، موضحا أن الأول باطل ولا يجوز شرعا والثاني يعد زواجا شرعيا اذا توافرت فيه شروط عدة من بينها الشهود وموافقة ولي الأمر وأن يرضي الطرفان وكذلك الإشهار لضمان الحقوق وحفظ النسل، وإذا لم تتوافر هذه الشروط فسدت العلاقة.
وأكد أن الزواج علاقة لها قدسيتها، وقوامة الرجل لا تعني أن يكون ديكتاتورا أو ينفرد بالقرار وإنما ينبغي أن تقوم العلاقة بين الزوجين على المودة والرحمة والتفاهم والحوار قبل اتخاذ القرار، مستشهدا بعلاقة سيدنا محمد (ص) مع زوجاته.
قال: إن هناك أرامل تتزوج سرا من أجل الحصول على المعاش، مؤكدا أن هذا لا يجوز، وأيضا الزواج لفترة محدودة حرام شرعا، قائلًا "إن الشريعة الإسلامية وضعت قواعد الزواج السليم".
من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح عبد القادر إن الأسرة المسلمة يجب أن تعتمد على المقاصد الشرعية لحل كافة الأزمات التي تمر بها الأسرة، وعن ظاهرة تعدد الزوجات، قال: ينبغي مراعاة مصلحة الأسرة والحفاظ عليها من التفسخ وضياع الأبناء ويجب وضع قواعد وضوابط تحكم تعدد الزوجات، مشيرًا إلى أن أبناء الشوارع والمشردين نتيجة الفهم الخاطئ لتعدد الزوجات.
فيما قال الشيخ محمد عبدالحليم: إن هناك كتبا عدة تحدثت عن البناء السليم للأسرة المسلمة، أوضحت الشروط الواجب توافرها في الزواج الإسلاممي الصحيح، ونحن كعلماء أوقاف في المركز الإسلامي الثقافي التابع للأوقاف بمسجد الصحابة يأتي إلينا طالبو الفتوى الصحيحة في الزواج على الشريعة الإسلامية من الجنسيات المختلفة، بما لديهم من ثقة في علماء الإسلام بمصر لتوضيح الشروط الواجب توافرها في الزواج.
من جانبه، أكد الشيخ علي عمر عبد الفتاح ضرورة عقد دورات تدريبة مكثفة للمقبلين على الزواج؛ لتوعيتهم بقواعد وأحكام إنشاء الأسرة المسلمة الصحيحة؛ وذلك لتجنب ظواهر من شأنها أن تضر بمجتمعاتنا مثل ظاهرة الطلاق المبكر، وأطفال الشوراع والتشرد والإدمان وغيرها، مطالبا الأئمة بتوضيح أمور وقواعد الدين في بناء أسرة مسلمة صالحة تليق بانتمائها للدين الإسلامي وتكون نافعة وصالحة للمجتمع.